أعلنت جائزة «المان بوكر» الأدبية عن قائمتها القصيرة لعام 2020، والتى تميزت بحضور قوى للروايات التى تُنشر للمرة الأولى لأصحابها، وضمت 6 مؤلفين؛ من بينهم 4 كاتبات من النساء، قدموا عبر أعمالهم المطروحة على لجنة التحكيم مجموعة متميزة من الموضوعات الأدبية ترواحت بين القضايا التاريخية والمعاصرة؛ على غرار العنصرية، والبطالة، والعلاقات الأسرية المضطربة، والتغييرات المناخية التى تنذر بكارثة على كوكب الأرض، وقد قامت لجنة التحكيم بالاختيار ما بين 13 عنوانا للقائمة الطويلة التى تم الإعلان عنها شهر يوليو الماضى، ومن المقرر الكشف عن الفائز الأول فى 17 نوفمبر المُقبل. وقد تم استبعاد رواية «المرآة والضوء» للكاتبة البريطانية الحائزة على الجائزة مرتين، هيلارى مانتل، بعد أن فازت بها الروايتان السابقتان فى ثلاثيتها التى تدور أحداثها حول حياة وزير الملك هنرى الثامن، توماس كرومويل، وواقعة قطع رأس آن بولين، واللتان حملتا عنوانى «قصر الذئب» و«أخرجوا الجثث». وتعليقا على استبعاد «مانتل» من القائمة، قالت عضوة لجنة التحكيم لى تشايلد: «لا شك لدينا أن الرواية رائعة للغاية، ولكن كانت هناك كتب أفضل بالقائمة هذا العام من وجهة نظر لجنة التحكيم». وقالت رئيسة لجنة التحكيم، مارجريت بوسبى: «تضم القائمة المختصرة هذا العام ستة مؤلفين أتاحوا لنا الفرصة جميعا أن نبحر فى أعماق شخصياتهم المكتوبة على الورق، وأن نتلمس بعض أوجه التشابه معها حتى وإن كانت حيواتهم الخاصة مختلفة تماما عنا»، وأضافت: «يسعدنا أن نساهم فى نشر تلك السلسة من الإبداع الإنسانى للجمهور فى جميع أنحاء العالم». يجدر بالذكر أن جائزة «البوكر» الأدبية هى الأكثر شهرة فى المملكة المتحدة، وقد فازت بها العام الماضى الكاتبة الكندية مارجرت آتوود عن رواية «الوصايا» مناصفة مع البريطانية السمراء، برناردين إيفاريستو، عن رواية «فتاة، وامرأة، وأخرى»، وقد تم الاختيار هذا العام من بين 162 عمل أدبى مكتوب باللغة الإنجليزية ومنشور فى المملكة المتحدة أو أيرلندا، وفى السطور التالية تستعرض «الشروق» الست روايات المشارِكة فى سباق الفوز بالجائزة الأدبية المرموقة البالغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترلينى: * «البرية الجديدة» للكاتبة الأمريكية ديان كوك تُعد الروائية الأمريكية ديان كوك من رواد كُتاب القصة القصيرة، وقد قررت دخول عالم كتابة الرواية بتلك الحبكة التى تدور حول «بيا» وابنتها «أجنيس» البالغة من العمر خمس سنوات، والصراعات التى تعيشها فى مدينتها الغارقة فى التلوث والضباب الدخانى حتى تقرر دخول ولاية «ويلدرنيس» البدائية التى يحظر دخولها على البشر؛ من أجل النجاة، ومن أجل دراسة كيف يمكن للبشر التعايش مع الطبيعة التى أفسدوها عبر أعوام من التلوث المُتعمَد وعدم الاكتراث بالبيئة المحيطة. وكشفت «كوك» عن أنها تعكف حاليا على كتابة سيناريو يستند إلى الرواية، كما أعلنت شركة «وارنر برذرز» الأمريكية عن حصولها على حقوق تحويل الرواية لمسلسل تلفزيونى. *«هذا الجسد الحزين» للكاتبة الزيمبابوية تسيتسى دانجاريمبا تُعد الرواية خاتمة ثلاثية بدأتها الكاتبة عام 1988 برواية «الظروف العصبية»، التى حازت عنها على جائزة «كُتاب الكومنولث»، وأتبعتها عام 2006 برواية «كتاب النفى». وقد عُرِف عن «دانجاريمبا» التى عملت أيضا كمخرجة وكاتبة مسرحية اهتمامها بقضايا السود والعنصرية، وتدور أحداث الرواية حول «تامبو» التى تحيا حياة بطالة عصيبة فى «زيمبابوى»؛ حيث تعيش فى نزل نسائى بدون زوج أو أطفال فى صراع دائم بين إرثها التراثى الإفريقى وقيمها «البيضاء». *«سكر محروق» للروائية الأمريكية آفنى دوشى تتناول قصة الكاتبة الأمريكية المقيمة حاليا فى مدينة دبى تفاصيل علاقة مضطربة تجمع أم هندية بابنتها، والتى تطلب منها رعايتها فى أرذل العمر بعد أن أفنت حياتها فى الصخب والمجون؛ حيث اختارت أن تحيا ببقعة هادئة خارج المدينة بعيدا عن منظومة القيم المجتمعية فى أعقاب تمردها على حياة الطبقة المتوسطة، كما تتطرق الكاتبة عبر صفحات روايتها لمفاهيم مثل الحب والخيانة، بالإضافة لطرح فريد حول مفهوم «الذاكرة الزائفة»، والكيفية التى تؤثر بها حتى على أوثق العلاقات. * «ملك الظلال» للكاتبة الأمريكية الإثيوبية مازا مينجيست تدور الرواية حول فتاة يتيمة تُدعى «هيروت» تعيش فى «إثيوبيا» عام 1935 بعد أن تعرضت لغزو القائد العسكرى «موسولينى» إبان الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية؛ وهى الحرب الاستعمارية التى شهدتها «إثيوبيا» فى الثلاثينات من القرن الماضى، وعندما تم نفى الإمبراطور الإثيوبى، تقوم «هيروت» بتجنيد أحد الفلاحين؛ لكى يتنكر فى زى الإمبراطور من أجل أن يظن الجميع أنه هو، وتدعى هى أنها حارسته الشخصية، وتتوالى الأحداث. وأكدت الكاتبة أنها تهدف من خلال الرواية لتخليد ذكرى الجنديات الباسلات اللواتى خرجن للحرب من أجل اقتناص الحرية. يجدر بالذكر أن «مينجيست» وُلٍدت فى مدينة «أديس أبابا» ب «إثيوبيا»، وتعيش الآن فى أمريكا، وقد صنفت صحيفة «الجارديان» البريطانية روايتها الأولى التى حملت عنوان «تحت أنظار الأسد» كأحد أفضل 10 كتب أفريقية معاصرة. * «شاجى بين» للكاتب الأمريكى دوجلاس ستيوارت على غرار بطل قصته، نشأ «ستيوارت» فى «جلاسكو»، وهو يعيش الآن فى ولاية «نيويورك»الأمريكية، بعد أن عاد إلى منزله ليبدأ حياته المهنية فى تصميم الأزياء، وكشف الكاتب عن أن رواية «كم تأخر الزمن» للروائى الاسكتلندى جيمس كيلمان، والتى حازت على جائزة «البوكر» عام 1994، غيرت حياته واتجاهاته الأدبية بالكامل؛ لأنها جسدت بصدق –للمرة الأولى الطبقة العاملة التى ينتمى إليها «ستيوارت»، بحياتها وأفكارها ولغتها الخاصة. وتدور أحداث الرواية الأولى ل «ستيوارت» فى مدينة «جلاسكو» الاسكتلندية الفقيرة فى ثمانينيات القرن الماضى، حول أجنيس باين، التى تردى بها الحال بعد فشل زواجها؛ حيث أدمنت الكحول، وتخلى عنها جميع أولادها بسبب تدهور حالتها باستثناء ابن واحد؛ هو «شاجى» الذى حارب الفقر من أجل إعانة والدته، فى حين أن حياته الشخصية لم تخلو من المصائب والمشكلات. * «حياة واقعية» للكاتب الأمريكى براندون تايلور عبر صفحات روايته الأولى، يروى «تايلور» قصة طالب الكيمياء الحيوية، «والاس»، الذى اضطر بعد أسابيع من العمل المختبرى الدؤوب للتعامل مع تدمير تجاربه إثر عاصفة جوية شديدة، بيد أنه سرعان مايتبين أن كوارث الطقس هى أقل مشاكل «والاس»، الذى لا طالما عانى من الاضطهاد العنصرى على يد زملائه من ذوى البشرة البيضاء، وقد قام بعزل نفسه عن أصدقائه ك «آلية دفاع» ضد ماضيه المؤلم الذى ما لبث أن عاد ليطارده.