تحيي الولاياتالمتحدة، اليوم الجمعة، ذكرى هجمات 11 سبتمبر، وهو اليوم الفارق في التاريخ الأمريكي الحديث، بمشهده المروع بضرب طائرتين لبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، والذي نتج عنه سقوط نحو 3 آلاف قتيل وما يقرب من 30 ألف مصاب. ولم يقف الأمر عند ذلك؛ حيث اتجهت طائرة ثالثة لضرب مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ولكن لم تحقق تلك الهجمة هدفها بشكل كامل، ونجم عنه خسائر بسيطة. وأعلن "تنظيم القاعدة " بزعامة أسامة بن لادن عن مسؤوليته الكاملة عن هذا الهجوم؛ ليعلن من بعدها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن عن حرب واسعة ضد الإرهاب المهدد للعالم، والذي كان من آثاره نشر قوات الجيش الأمريكي في أفغانستان بشكل مكثف (أكتوبر 2001)، وتلاه غزو العراق في مارس من عام 2003. ورغم أن الحادث مر عليه 19 عاما إلا أن تناوله في كل مرة تطرأ من خلاله مستجدات، وشأنه مثل باقي الأحداث التاريخية يلازمها قصص تحمل أبعادا إنسانية، لا تتعلق فقط بالضحايا، ولكن بالناجين منها، والتي كانت تحت ظروف قدرية غريبة نستعرضها في السطور التالية. عطل بالسيارة كانت المهمة الأولى على جدول يوم 11 سبتمبر 2001 للأمريكي جورج كيث هي إصلاح العطل الذي ألّم بسيارته؛ لذا استيقظ في عجلة شديدة صباح هذا اليوم، كما يروي لمجلة "ريدرز دايجست" الأمريكية، ويتوجه لأحد مراكز الصيانة وهو الأمر الذي استغرق وقتا أكثر من الموقع. ويسرع كيث بسيارته تجاه مكتبه في مركز التجارة العالمية، ومع سيره على الطريق السريع يلمح في آثار الدخان الكثيف، ويعلم من الراديو أن حادثا كارثيا قد وقع، ويصف للمجلة بأنه بالفعل ممتن للعطل الذي كتب له الحياة. سرحت من عملها في الوقت المناسب! قصة أخرى ترويها لورا سوركوف، والتي تعود بدايتها من الجمعة السابق لوقوع الحادث، والذي كان يوما سيئا بالنسبة لها مع قرار الشركة التي تعمل بها بالاستغناء عنها، لتقرر أن تذهب لمكتب البطالة بنيويورك، والذي يجاور برجي مانهاتن، ولترتيب القدر، رأت سوركوف أن من الأفضل أن تنظر لتمر ساعة الذروة من الصباح الباكر، وتستقل مترو الأنفاق في وقت متأخر قليلا، وبالفعل كان سببا في نجاتها من الحادث والذي تم في حدود الثامنة صباحا. إجازة طارئة أنقذت حياتها الأمر نفسه، حدث مع الصحفية بريندا كريستنسن، والتي كان مقررا أن تقوم جولتها الإعلامية السنوية (سلسلة من المواعيد لمدة أسبوع مع العملاء والمحررين والمراسلين) ، وكان من بين جدول أعمالها لقاء بمركز التجارة العالمي في سبتمبر من كل عام؛ لمن في تلك السنة قررت فيه الذهاب في إجازة بدلا من ذلك، أمضت كريستنسن الليلة في فندق في نيو أورلينز للإقامة في طريقها لمقابلة أخت زوجها في جامايكا. لتروي ذكراها مع اليوم "استيقظت في الحي الفرنسي على الأخبار المروعة وصعقت لأن عددا من أعرفهم قد فقدوا حياتهم!"