تمر اليوم 11 سبتمبر الذكرى التاسعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر 2001، والتي كانت استهدافا لبرجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية إضافة للبيت الأبيض. وحققت الهجمة الأولى فقط هدفها بشكل كبير، والذي نتج عنه مشهدا مأساويا مع انهيار البرجين ومصرع نحو 3 آلاف شخص. ولم تتمكن المجموعة الإرهابية إلا من إصابة محدودة لوزارة الدفاع، ولم تتمكن من الاقتراب من البيت الأبيض. وأعلن "تنظيم القاعدة "بزعامة أسامة بن لادن عن مسؤوليته الكاملة عن هذا الهجوم؛ ليعلن من بعدها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن عن حرب واسعة ضد الإرهاب المهدد للعالم، والذي كانت من آثاره نشر لقوات الجيش الأمريكي في أفغانستان بشكل مكثف ( أكتوبر 2001) ، وتلاه غزو العراق في مارس من عام 2003. ولا تمثل نتائج الحدث بعدا سياسيا فقط، بل امتد أثرها على حياة الشخصية ل للأمريكيين، ومن بينهم كانت سيدة أمريكية تدعى فيكتوريا دوس، والتي كانت تعمل لفترة كبيرة كمسئولة مطار" لوجان" الدولي، وهو المطار الذي اختطفت منه الطائرات المستخدمة في الهجوم. ونشرت مجلة "ريدرز دايجست" التجربة الصعبة التي مرت بها دوس، وكانت البداية من صباح ذلك الثلاثاء؛ إذ كانت في طريقها إلى لوجان للحاق برحلة إلى العاصمة، وكان من المقرر أن تلتقي إدارة الطيران الفيدرالية. وتتابع دوس، "كنت استمع إلى الراديو عندما سمعت نبأ اصطدام الطائرة بالبرج الأول واعتقدت أنه كان حادثًا كما فعل الكثير من الناس، وبعد ذلك، استمعت على الهواء مباشرة وهم يبلغون عن اصطدام الطائرة الثانية بالبرج الآخر. ثم عرفت أن حادث إرهابي مروع". وبمجرد أن اتصل بها أحد موظفي المطار، تذكرت الخطة لتشديد إجراءات الأمن بالمطارات، والتي أجلت لوقت كثير، ليكون من أحد نتائجها تمكن الإرهابيين من حمل سكاكين صغيرة أو قواطع مربعة لم يتم اكتشافها، كانت الشفرات التي يبلغ قطرها أربع بوصات أو أقل مسموحًا بها في الرحلات الجوية في ذلك الوقت، لذا لم يتم مصادرة تلك التي استخدمها الخاطفون. هذا الأمر جعل على عاتقها مسئولية كبيرة؛ إذ رفعت عائلة أحد الضحايا دعوى قضائية عليها بتهمة القتل الخطأ، كان ذلك محطما للغاية بالنسبة لها، وتقول: "لأنني أعتقد أن أرملة وأم لطفلين تحملني شخصيا مسؤولية وفاة زوجها". ورغم أن جهات التحقيق برأتها من أي مسئولية، إلا أن حالته النفسية ساءت، أصبح نومها مليئا بالأحلام المرعبة، لدرجة أوصلتها للتفكير بالانتحار؛ لكنها عادت وتماسكت بعد ذلك من خلال قراءتها لأحد الكتب، والذي اشتمل على مثال "زجاجة البحر" وهي زجاجة تكسرها الأمواج لكنها تتحول في النهاية إلى شيء جميل. وتقول: "شعرت بالكسر الشديد لفترة طويلة، لكني ما زلت قادرة على جلب الجمال إلى هذه الحياة التي أعيشها. أريد أن يعرف الناس أنه من أجل الوصول إلى شيء ما حقًا، عليك أن تقبل أنك تغيرت إلى الأبد. لكن عليك أيضًا أن تعرف أنه يمكنك حمل الفرح بجوار ألمك وما زلت تتمتع بحياة رائعة".