تسرى حالة من التأهب فى صفوف الحرس الثورى الإيرانى استعدادا لمواجهة مظاهرات الحركة الخضراء التى تخرج اليوم فى إيران متزامنه مع الذكرى الثلاثين لاقتحام السفارة الأمريكية فى ظهران، فيما كشف معارض إيرانى أن الحركة الاحتجاجية باتت تلجأ إلى «تكتيك» جديد لمواجهة القمع الأمنى وهو الخروج فى المناسبات الوطنية إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجها على الوضع السياسى الراهن. وأعلنت الشرطة الإيرانية فى بيان لها أمس الأول حظر أى تظاهرة للمعارضة لمناسبة الذكرى الثلاثين اقتحام طلاب إسلاميين سفارة الولاياتالمتحدة فى طهران واحتجاز رهائن بداخلها. وجاء فى بيان الشرطة «وحده التجمع أمام وكر التجسس الأمريكى (مقر السفارة الأمريكية سابقا) مسموح وأى تظاهرة أخرى محظورة». وأكد البيان «أن الشرطة ستتصرف بحزم ضد أى شخص أو مجموعة تسعى للإخلال بالنظام العام وإثارة الفوضى». وأطلقت دعوات فى الأيام الأخيرة عبر الانترنت لتنظيم تجمع للمعارضة ضد حكومة الرئيس محمود أحمدى نجاد على هامش التظاهرة الرسمية التى تجرى فى هذه الذكرى. وكان طلاب إسلاميون اقتحموا فى 4 تشرين نوفمبر 1979 السفارة الأمريكية قبل احتجاز دبلوماسييها رهائن خلال 444 يوما. ثم قطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن. ومنذ ذلك التاريخ تنظم تظاهرة كل سنة أمام الممثلية الدبلوماسية الأمريكية السابقة. وفى تصريح ل«الشروق»، قال على رضا نورى زادة وهو معارض إيرانى يعيش فى بريطانيا إن المظاهرات ستخرج فى جميع أنحاء إيران وستطالب بالصداقة مع العالم جميعا ولن ترفع شعار الموت لأمريكا». وأوضح أن المتظاهرين سيدعون أوباما إلى دعم موقفهم وحركتهم ضد الحكومة الإيرانية رافعين شعار بالفارسى: «أوباما يا با اونا با ما» ويعنى: «أوباما.. إما معنا أو معهم». وتوقع أنه من المقرر أن يصل عدد المتظاهرين فى نهاية اليوم إلى مليونى شخص. وقال زادة إنه «نظرا للقمع الأمنى فإن الحركة الخضراء فى إيران لجأت إلى تكتيك جديد هو الخروج فى المناسبات الوطنية من أجل جعل السيطرة الأمنية عليهم صعبة». وأضاف: «هذا تكتيك يفرض عليك لأنهم قد يقتلونك.. فبعد التعذيب والاعتقالات والقتل، قررت الحركة الخضراء عدم تعريض أرواح الناس للخطر.. الحركة قررت انتهاز المناسبات الرسمية لإبداء رأيها». وأضاف أن مظاهرات أخرى ستخرج فى ذكرى عاشوراء القادمة. وفى 18 سبتمبر استغلت المعارضة تجمعا رسميا تضامنا مع الفلسطينيين فى ما يسمى بيوم القدس للنزول إلى الشارع وأعلنت دعمها لزعيمها مير حسين موسوى المرشح الذى لم يحالفه الحظ فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 12 يونيو. وعلق زاده على الدعم الأمريكى برغم المحادثات الجارية بين طهران وواشنطن حول الملف النووى، وهو يستدل بقول نائب الرئيس الأمريكى، جو بايدن فى برنامج بإذاعة أوروبا الحرة.. «لن نخون القوة الديمقراطية فى العالم». وقال المعارض الإيرانى إن الرئيس الأمريكى «سيجد صعوبة فى تبرير أى موقف تصالحى مع النظام الإيرانى». وكشف أن المعارضين الإيرانيين فى الخارج «وجهوا رسالة إلى ميشيل أوباما وزوجة جو بايدن من أجل طلب الدعم».