كان السيناتور جون ماكين مرشحا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008 ، وفي حالة نجاحه ، كان سيعد أكبر رئيس للولايات المتحدة يتولى الرئاسة ، حيث كان عمره وقتها يبلغ 71 عاما ، وهي نقطة حسبت عليه وتسببت في خسارته أمام منافسه الديمقراطي الشاب باراك أوباما. إسمه بالكامل جون سيدني ماكين "الثالث" نظرا لأنه ثالث فرد في عائلته ، وهو من مواليد 29 أغسطس 1936 ، وولد في قناة بنما ، وليس في الولاياتالمتحدة نفسها ، وهو إبن اللواء المتقاعد أوهن سيدني ماكين القائد البحري السابق في البحرية الأمريكية. ينتمي ماكين الإبن إلى الكنيسة الأسقفية البروتستانتية , وقد تزوج مرتين , الأولى في عام 1965 من كارول شيب وأنجبا طفلة واحدة قبل أن ينفصلا عام 1980 , وهو متزوج حاليا من سيندي لوه هينزلي وله منها 3 أبناء. تخرج ماكين من الأكاديمية البحرية الأمريكية عام 1958 , وعمل كطيار بحري وتخصص في قيادة الطائرات من فوق حاملات الطائرات البحرية , وشارك في حرب فيتنام إلى أن وقع في الأسر في أكتوبر 1967 في هانوي , وظل أسيراً لمدة 6 سنوات حتى عام 1973 , وعقب عودته من الأسر تم تعيينه قبطاناً في سلاح البحرية , وفي عام 1977 ، أصبح مديرا لمكتب الارتباط مع سلاح البحرية الأمريكية في مجلس الشيوخ. في عام 1982 ، أصبح ماكين نائباً عن ولاية أريزونا في مجلس النواب , ثم تم انتخابه عام 1986 سيناتوراً عن أريزونا أيضا في مجلس الشيوخ. سعى ماكين إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 , إلا أن الترشيح الحزب ذهب في ذلك الوقت إلى حاكم ولاية تكساس والرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش. وفي 25 أبريل 2007 ، وأثناء وجوده في ولاية نيو هامشير ، أعلن جون ماكين عن نيته الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2008 كمرشح عن الحزب الجمهوري ، ثم قاد حملة انتخابية هادئة اتسمت بالارتكان إلى سياسات الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش التي أثبتت فشلها ، كما ركز ماكين في حملته الانتخابية عموما على خبراته السياسية والعسكرية الطويلة. وكان الخطأ الأكبر الذي وقع فيه ماكين هو اختياره سارة بالين حاكمة ألاسكا غير المؤهلة سياسيا لتكون مرشحة معه على منصب النائب ، وعندئذ شعر الأمريكيون أن ماكين "العجوز" الذي قد يختفي يوما ما في حالة مرضه أو لأي سبب آخر يكون قد ظلم بلاده كثيرا بترشيح شخصية مثل سارة لتكون رئيسة للولايات المتحدة! ولهذا كانت خسارة ماكين في الانتخابات أمام "الصاروخ" الصاعد بقوة في سماء السياسة العالمية باراك أوباما الذي جاء حاملا لواء التغيير.