فى هذا الباب الأسبوعى الذى يظهر كل يوم احد، يتواصل د. محمد طه أستاذ م. الطب النفسى، معكم، والإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم فى كل ما يخص أحوال النفس، والطب النفسى، والعلاقات الإنسانية. راسلونا على: http://m.me/mohamedtaha.net ●● كل الرسائل تخضع للسرية والخصوصية التامة، والإجابات عليها تكون بطلب المُرسل وبدون ذكر أية معلومات شخصية. خطيبى.. ومساحتى الشخصية.. أنا عندى 21 سنة، ومخطوبة، وهو انسان كويس جدا وبيحترمنى وبيقدرنى وبيحاول يعمل أى حاجة عشان يفرحنى. وأنا بحبه وبحب طريقته معايا. بس باحسه مش مدينى مساحتى إنى أتنفس، بمعنى إنى لازم أكون باكلمه طول اليوم بطريقة مبالغة بتزعجنى جدا، لأنى عندى أهلى وأصحابى اللى ليهم الحق إنى أكون معاهم. وعندى نفسى برضه وباحب أقعد لوحدى أوقات. هو مختصر حياته كلها فيا، وده مُرهِق علشانه وعلشانى. أنا فرد واحد ماقدرش أقوم بأدوار مش بتاعتى. أنا مش أمه ومش أخته وأبوه وأصحابه. أنا مش قادرة فعلا أقوم بالأدوار دى. أنا عاوزة دورى بس. حاولت أعالج الموضوع ده بإنى أبيّن له أكتر إنى مدياله مساحته فى إنه لما يكون مع أصحابه أو مع أهله مثلا أسيبه براحته معاهم من غير ما أكلمه، بس ده مانفعش، ده بيضايقه، عايزنى طول الوقت أكلمه، ولو قللت أبقى متغيرة. غيرته عليا مفرطة جدا، وبسبب ده أنا سيبت شغلى علشان تعبت من غيرته، بس أناناوية أشتغل تانى، وقولتله إنى مش هأقدر أعيش محبوسة او مقصوص جناحاتى، أنا عندى حلم ولازم أوصل له.. أنا وهو مستوانا التعليمى مش زى بعض، أنا تعليم عالى وهو تعليم متوسط. عمرى ماحسيت بالفرق ده لأنى باحسه إنسان عنده فكر وتقدير حقيقى، اللى متخرجين من جامعات ماشوفتش فيهم نص عقله، بس هو اللى بيتكلم فى موضوع التعليم من وقت للتانى، مثلا يقوللى: معلش تعليمى على قدى بقا، أو يقوللى فى وسط خناقة: أصل أنا تعليم متوسط وانتى أعلى منى، والموضوع ده بيضايقنى، لأن أصلا عمرى والله مابصيت للفرق دا.. أتمنى حضرتك ترد عليا وتساعدنى أعمل ايه» ● عزيزتى.. الارتباط مش معناه ان أحد الطرفين يستولى على حياة الآخر ويمتلكها ويحتكرها لحسابه.. الحب أو الخطوبة أو الجواز مش من مقوماتهم إزالة الحدود والغاء الخصوصية وإغلاق الحياة على الطرفين. وطلب التواجد الدائم والاهتمام المتناهى والانتباه طول الوقت هو طلب طفولى يعبر عن شخصية غير ناضجة. لما تسيبى شغلك بسبب غيرته عليكى تبقى سلمتيه بإيديكى مفاتيح حياتك.. غلطانة.. غلطانة.. غلطانة والتلويح بفرق مستوى التعليم أو الثقافة أو الحالة المادية يعبر عن شعور داخلى بالنقص والاهتزاز وقلة الثقة بالنفس، وأحياناً بيتم تعويض ده بالهجوم أو السخرية أو احتقار الآخر. مافيش حاجة يا عزيزتى اسمها (أديله مساحته أو يديلى مساحتى)، أو (أديله حريته/يديلى حريتى).. المساحة والحرية والحركة حقوق ماينفعش حد يديها لحد، ولا حد ينزعها من حد، ولا حد يساوم عليها حد. الحب حرية مش سجن والخطوبة تجربة واختبار مش حكم بالمؤبد والزواج مشاركة مش تملك وخنق وابتزاز. الاختيار ليس أبداً انك تكملى معاه واللا لأ.. الاختيار مش بين وجوده أو عدم وجوده. الاختيار الحقيقى كان ومازال وسيظل دائماً.. ما بين وجودك إنتى.. أو عدم وجودك إنتى. تحياتى نفسي أبويا يرضى.. السلام عليكم ... أتمنى ان حضرتك تكون بخير.. أنا عندى مشكلة كده.. و هى إن بابا على الرغم إنه مش مثال للأب السيئ أو شديد القسوة، بس المشكلة معايا من و أنا صغيرة انه مابيشوفش غير العيوب، حتى فى الشكل. دايمًا لما أعمل حاجة غلط أو كده كان بيضربنى، كنت باقول عادى زى معظم الناس، بس كان دايما يقول: انتى وحشة.. انتى سودة.. و هكذا. حتى فى الهزار بيتريق على شكلى زى «يا أوزعة» و حاجات زى كده، على الرغم من انى شكلًا مقبولة مش وحشة أوى زى ما هو بيقول، و ده اللى اكتشفته مؤخرًا. أنا نفسى ماكنتش أعرف إنى مش وحشة، بس من كلام أصحابى أو من ناس غريبة معرفهاش بيقولولى إنى مش قابلة أوى شكلى ولا شخصيتى ولا مصدقة ان ممكن حد يحبنى. بابا دايمًا بيقول ان عمرنا ما بنعمل حاجة صح، وان احنا فشلة، على الرغم من اننا نعتبر نماذج ناجحة إلى حد ما، يعنى متفوقين علميا و أخلاقيا، وبشهادة الجميع احنا كويسين. بابا بيذلّنا بأى حاجة عملناها غلط حتى لو من سنين، و لو عمل لحد فينا أى حاجة يفضل فاكرها برضه. المشكلة ان أنا نفسى أحس إنه راضى عنى. أنا عارفة إنه بيحبنى، يمكن هو مش بيعرف يعبر عن ده. آخر مرة خدنى فى حضنه كانت من 4 سنين ساعة نتيجة الثانوية العامة. وماكررهاش لا قبلها ولا بعدها، أعتقد المرة الجاية ممكن تبقى فى فرحى مثلا .. أنا نفسى أحبّه وأقرب منه وعلاقتى بيه تبقى طبيعية، علاقة بين أب و بنته، بس المشكلة دلوقتى مابقيتش فيه هو، المشكلة دلوقت عندى أنا.. أنا اللى مش بقبل منه أى حاجة، و عندى طاقة غضب منه، و مابحبش أقعد معاه فى مكان واحد. كنت فاكرة إن الحظر و فكرة اننا كلنا بقينا قاعدين طول الوقت مع بعض ده ممكن يقربنا من بعض، بس الموضوع زاد سوءاً، على الأقل من ناحيتى أنا. أنا دلوقت متضايقة من نفسى، لأن ده كمان بدأ يظهر فى ردود أفعالى، وبقيت بامثل إنى باضحك لما يقول نكتة مثلاً، علشان مش عايزاه يحس باللى جوايا، لأن ده ممكن يضايقه جداً، زائد إن ده مش هايحل حاجة، بالعكس ده هايزود المشكلة و يبعدنا عن بعض اكتر. ● أختى العزيزة.. حكايتك مؤلمة.. قسوة تعامل الآباء مش هى بس الضرب والأذى الجسدى.. فيه أشكال كتير جداً من الأذى النفسي والمعنوى والعاطفى أيضاً.. فاللوم الشديد قسوة، والإهانة والتنمر قسوة، والتركيز على العيوب (من وجهة نظرهم) قسوة، والتجاهل وعدم التقدير قسوة.. وغيرها وغيرها.. مشكلة الرسايل اللى بيوصلها الآباء لأبناءهم أثناء التربية إنها بتشكل وعيهم وبترسم رؤيتهم لأنفسهم هما شخصياً.. الطفل لا يملك أمام تكرار وشدة وضغط هذه الرسائل غير التصديق.. ده يصدق إنه فاشل.. ودى تصدق إنها وحشة.. والاتنين يصدقوا انهم مالهومش لازمة.. يكبر الأبناء بهذه المعتقدات عن أنفسهم، ويتعاملوا بيها مع أنفسهم قبل غيرهم، ويجذبوا من خلالها كل من/ ما يؤكدها ويثبت صحتها. فيه نوع من الآباء والأمهات (لا يرضى أبداً).. دايماً بينتقد.. دايماً بيلوم.. دايماً بيشوف النقص.. هؤلاء الآباء والأمهات بيؤذوا أبناءهم، ويشوهوهم، ويطمسوا طبيعتهم وفطرتهم.. فى صورة من أسوأ صور «عقوق الأبناء». لا تبحثى -يا صديقتى- عن رضا من لا يرضى.. هاتستهلكى طاقتك، وتحرقى نفسك، وتتجهى بخطى ثابتة نحو اليأس. ولا تشعرى بالذنب على استيائك وضيقك وغضبك.. فمنبع ذلك حبك ناحيته واحتياجك له.. والدك محتاج وقفة وعلاج وتوعية نفسية، انصحيه ودليه على الطريق، بكل ذوق وأدب واحترام، ودون لوم أو تهديد. لو وافق، خير وبركة، هايكسب وهاتكسبى.. ولو ماستجابش وماوافقش، فما عليك إلا أن تصاحبيه فى الدنيا معروفاً، وتعفى نفسك من أذاه، بأى طريقة. ابدأى الآن بنفسك.. اتحركى.. واتغيرى.. وصدقى إنك جميلة، وإنك تستاهلى تتحبى وتتقبلى وتحترمى كما انت، زى ما ربنا خلقك وسواكى.. يمكن تغيرك يساعده يتغير.. يمكن حركتك تساعده يتحرك.. ويمكن رؤيتك تساعده يشوف.. ولو ماحصلش.. فإنك لا تهدى من أحببت. أما بخصوص الاحتياج الإنسانى الطبيعى الفطرى لحضن الأب والأم، فانتظري الرد مفصلاً فى رسالة قريبة قادمة. دعواتى معك