في محاولة للدفاع عن طريقة تعامله مع أزمة تفشي فيروس كورونا في بلاده، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطابه خلال حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا ومؤتمره الصحفي بالبيت الأبيض، يومي الأربعاء والخميس، عودة ارتفاع أعداد حالات الإصابات بالفيروس حتى في البلدان التي تم الإشادة بها وكانت نموذجا يحتذى به لجهودها في مكافحة الوباء. ولكن، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن مزاعم الرئيس الأمريكي كان معظمها مضلل، فالارتفاعات المفاجئة لأعداد الإصابات في البلدان التي استطاعت السيطرة على الوباء وحتى التي انتشر وتفشي فيها قبل حصره مثل ألمانيا واليابان وأستراليا، كانت ضئيلة جدا، في الأسابيع الأخيرة، مقارنة بالأزمة الأمريكية الحالية، ومع ذلك، يعتبر ادعاء ترامب الأخير بشأن نيوزيلندا الأكثر كذبا وتضليلا. وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمره الصحفي بالبيت الأبيض، يوم الأربعاء الماضي: "بالمناسبة، تفشت الأعداد في نيوزيلندا بشكل كبير، والدول الأخرى التي استطاعت السيطرة على الإصابات عاد إليها التفشي مرة أخرى، ويعانون من حجم الإصابات"، وفي خطابه خلال حملته في ولاية مينيسوتا، يوم الاثنين الماضي، قال ترامب إنه "بينما تفيد الأخبار التي تتصدر الصفحات الأولى للجرائد ووسائل الإعلام بأن نيوزيلندا تغلبت على الفيروس، فإن المشكلة تكمن في اندلاع تفشي وزيادة كبيرة في أعداد الإصابات في نيوزيلندا". ولكن وفقا للشبكة الأمريكية، فلا يوجد في نيوزيلندا "اندلاع كبير للإصابات" أو "تفشي جديد للحالات"، بل تشهد نيوزيلندا ارتفاعًا طفيفًا للغاية في عدد الحالات مقارنة بعدم إبلاغها عن وجود أي حالات خلال الأشهر الماضية، فقد أبلغت نيوزيلندا عن 9 حالات جديدة يوم الاثنين، و13 حالة يوم الثلاثاء، و6 حالات يوم الأربعاء، و5 حالات يوم الخميس، وعلى العكس سجلت الولاياتالمتحدة أكثر من 35 ألف حالة جديدة يوم الاثنين، وأكثر من 44 ألف حالة يوم الثلاثاء، وحوالي 48 ألف حالة يوم الأربعاء، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز. - تعامل نيوزيلندا مع الوباء كدولة جزرية، تتمتع نيوزيلندا ببعض المميزات في جغرافيتها عن الولاياتالمتحدة والتي تمكنها من السيطرة على دخول وتفشي الفيروسات التي تنشأ في العالم الخارجي، وبغض النظر عن الحالات الجديدة المبلغ عنها، فإن نيوزيلندا لا تزال تقدم أداءً أفضل بكثير من الولاياتالمتحدة، فنيوزيلندا لديها 22 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا منذ بدء الوباء وحتى الآن، فيما أبلغت الولاياتالمتحدة عن أكثر من 173 ألف حالة وفاة، منهم 445 حالة وفاة جديدة يوم الاثنين وحده، وأكثر من 1300 حالة يوم الثلاثاء، وحوالي 1400 حالة يوم الأربعاء. وفي الوقت التي سجلت فيه نيوزيلندا لديها إجمالي أعداد الإصابات منذ تفشي الوباء بحوالي 1650 حالة إصابة مؤكدة ومحتملة بالفيروس حتى يوم الخميس، سجلت الولاياتالمتحدة أكثر من 5.5 مليون حالة حتى يوم الأربعاء، وبعبارة أخرى فإن الولاياتالمتحدة لديها عدد حالات مصابة أكثر من تعداد نيوزيلندا السكاني. وحتى بقياس معدل الإصابات إلى عدد السكان، حيث يوجد في نيوزيلندا حوالي 5 ملايين نسمة، والولاياتالمتحدة حوالي 330 مليون نسمة، فإن وضع نيوزيلندا ليس حتى قريبًا من سوء الوضع في الولاياتالمتحدة، فأمريكا لديها حوالي 1700 حالة لكل 100 ألف شخص، ونيوزيلندا لم تتخطى ال 35 حالة لكل 100 ألف شخص. - جاسيندا أرديرن تهاجم ترامب رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، خرجت يوم الثلاثاء، لترد على تصريحات ترامب ووصفتها بأنها "خاطئة بشكل واضح"، إذ قالت: "لا أعتقد أن هناك أي مقارنة بين عدد الإصابات الحالية لنيوزيلندا وعشرات الآلاف من الحالات التي يتم تسجيلها يوميًا في الولاياتالمتحدة، وأعتقد أن أي شخص يتابع مؤشرات فيروس كورونا وحصيلته على مستوى العالم سيرى بسهولة أن حالات نيوزيلندا التسع في اليوم لا تقارن بعشرات الآلاف في الولاياتالمتحدة وفي الواقع لا تقارن بمعظم البلدان. أنا لست قلقة من أن يسيء الناس تفسير وضعنا".