مكتب نتنياهو: واشنطن تحرص على تفوقنا العسكرى النوعى.. والاتفاق لا يشمل موافقتنا على أى صفقة أسلحة أمريكية للإمارات تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة.. وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة فى القطاع اعتبر وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش، أمس، أن معاهدة السلام بين ابوظبى وتل أبيب تحول استراتيجى إيجابى للعرب والخاسرون منها هم «سماسرة» القضايا السياسية، فيما نفت إسرائيل حدوث أى تغيير فى سياستها تجاه مبيعات السلاح الأمريكى للإمارات. وقال قرقاش فى سلسلة تغريدات عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر» إن «المواقف تجاه معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية لم تشهد جديدا على الصعيدين العربى، فخطوط التماس على حالها، قبل الإعلان عن المعاهدة وبعده، والأصوات العالية هى ذاتها، ما يؤشر إلى أن الحوار العقلانى والموضوعى حيال أهم القضايا لا يزال بعيدا». وأضاف قرقاش أنه «بالمقابل نجد أن كل عاصمة فاعلة وشخصية دولية معتبرة أشادت بالمعاهدة وباركتها، وقدرت هذا التحول الاستراتيجى. أما الخاسرون من هذا التحول فهم تجار وسماسرة القضايا السياسية. وفى المقابل، من المسلم به أن الحقوق باقية ولا تضيع بل تعزز فرصها مثل هذه التحولات». واعتبر الوزير الإماراتى أن «الخطوة الإماراتية الجريئة حركت مياها ساكنة آسنة، فتغيير المشهد ضرورى لتجاوز مصطلحات مؤلمة فى ماضى عالمنا العربى كالنكبة والنكسة والحروب الأهلية. ومن هنا، فإن المعاهدة تأتى فى سياق العديد من المبادرات للسلام وستحمل فى ثناياها تحولا استراتيجيا إيجابيا للعرب». وكان قرقاش شدد فى وقت سابق أمس الأول، على أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية قرار سيادى ليس موجها إلى إيران، معتبرا أن القرار الإماراتى «مستقبلى ويعزز موقعها وتنافسيتها». فى سياق متصل، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو بيانا أمس، أكد فيه أن اتفاق السلام مع الإمارات لم يشمل أى موافقة إسرائيلية على أى صفقة لبيع أسلحة أمريكية إلى الإمارات، مشددا على أن واشنطن تحرص على تفوق إسرائيل العسكرى، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخبارى. وقال البيان إنه «منذ البداية، رفض رئيس الوزراء نتنياهو بيع طائرات مقاتلة من طراز إف35 وأسلحة متطورة أخرى لدول فى المنطقة أيا كانت، بما فيها دول عربية تصنع السلام مع إسرائيل». وأضاف البيان أن نتنياهو أعرب عن هذا الموقف مرة تلو الأخرى أمام الإدارة الأمريكية، مشددا على أن هذا الموقف لم يتغير. وتابع البيان: «تم التأكيد على رفضه المتسق لبيع طائرات إف35 فى يوم 2 يونيو بعد أن تحدث رئيس هيئة الأمن القومى، بناء على طلب رئيس الوزراء، مع قائد سلاح الجو الإسرائيلى اللواء نوركين». وأشار البيان إلى أنه «فى يوم 8 يوليو بعث رئيس الوزراء نتنياهو رسالة خطية إلى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، من خلال السفير فريدمان، أوضح فيها أن الموقف الإسرائيلى سارى المفعول ولم يتغير حتى بعد التوصل إلى اتفاقيات سلام». وتابع البيان أنه «فى يوم 3 أغسطس وبموجب إيعاز من رئيس الوزراء نتنياهو التقى السفير الإسرائيلى لدى واشنطن رون ديرمر مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو وأكد مرة أخرى وبشكل لا لبس فيه على الرفض الإسرائيلى لبيع طائرات إف35 ومنظومات أسلحة متقدمة أخرى لدول فى الشرق الأوسط أيا كانت». وأوضح البيان أن اتفاقية السلام مع الإمارات لا تشمل أى بند يتناول هذا الشأن، والولاياتالمتحدة أوضحت لإسرائيل أنها ستحرص دائما على التفوق العسكرى النوعى الإسرائيلى. وجاء البيان فى أعقاب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن أن واشنطن تعتزم إبرام صفقة «عملاقة» لبيع طائرات إف35 وطائرات مسيرة للإمارات. كما ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن إسرائيل تضغط على الولاياتالمتحدة لمنع بيع طائرات «إف 35» للإمارات رغم اتفاق تدشين العلاقات بين أبوظبى وتل أبيب. ونقلت «هاآرتس» عن مصادر لم تكشف عنها أن دولا خليجية، بينها الإمارات، كانت قد ضغطت على إسرائيل عدة مرات لإنهاء اعتراضها على تمرير مثل تلك الصفقات. من جهة أخرى، تواصلت الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم السابع على التوالى، حيث قصفت طائرات الاحتلال، فجر أمس، أرضا زراعية بمحيط مطار غزة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ردا على إطلاق نشطاء بالونات حارقة باتجاه جنوب إسرائيل. وذكرت مصادر محلية أن القصف لم يسفر عن إصابات فى صفوف المواطنين، وفقا لوكالة معا الفلسطينية. وتتزامن الضربات الجوية مع مواصلة الوفد الأمنى المصرى اجتماعاته مع حركة حماس والجانب الإسرائيلى فى سبيل وقف التوتر وعودة الهدوء على الحدود، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت شركة توزيع كهرباء غزة عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود اللازم لتشغيلها. وقالت الشركة إن إغلاق إسرائيل معبر كرم أبوسالم التجارى ووقف توريد الوقود من خلاله منذ يوم الأربعاء أدى إلى توقف محطة التوليد كليا، مضيفة أن ذلك سيجبرها على اعتماد جدول تقليص لإمدادات الكهرباء يقوم على وصل للكهرباء من 3 إلى 4 ساعات فقط يوميا بسبب وصول العجز إلى أكثر من 75%. وتنتج محطة توليد كهرباء غزة نحو 63 ميجا وات يوميا من أصل 450 إلى 500 ميجا وات يحتاجها قطاع غزة الذى يقطنه زهاء مليونى نسمة وتحاصره إسرائيل منذ 13 عاما.