أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر أن المؤتمر السنوي السادس للحزب لا يناقش شعارات ، ولكنه يتوجه إلى أرض الواقع من خلال حوار وانفتاح على المجتمع وفي النهاية لابد أن يكون له برنامج وموازنات محددة تضمن التنفيذ ، وهذا ما يتم تنفيذه كل عام ويتواصل الحزب والحكومة لتحقيق ذلك ، بحسب تعبيره. وقال أمين السياسات في تقريره يوم الأحد أمام المؤتمر السادس للحزب الوطني المنعقد حاليا : "إن سياستنا بتفاصيلها معلنة للجميع بأدوات تنفيذها بموازناتها" ، مضيفا أن "الشعارات لا تصنع مستقبلا ، ولن نلتفت لمحاولات التشكيك ، ونحن حزب الأغلبية ، وسنحاور ونتواصل ، ولكننا لن نلتفت للهجوم" . وأوضح أننا سنرى تغييرا حقيقيا على المستويين المتوسط والبعيد ، مضيفاً "لا نقول إنه لا يوجد هناك فقر ، ولكن هناك أيضا العديد من الإصلاحات التي ينبغي أن تحدث ، ولكننا في المقابل حققنا إصلاحات جذرية خلال السنوات الأربع الماضية" . وأكد جمال مبارك أن مصر تشهد مساحة غير مسبوقة من الحرية والاختلاف في الرأي والجدل السياسي " نتفق ونختلف معا" ، ووصفها بأنها "واقع جديد جزء منه بدأ والآخر لم يبدأ". وأشار أمين سياسات الوطني إلى التعديلات الكبيرة في الدستور والتي بلغت 34 مادة ، وخاصة المادة 76 ، كما أشار إلى توسيع صلاحيات مجلس الشورى والشعب ومجلس الوزراء بالتعاون مع رئيس الجمهورية. وقال إن الحزب الوطني يحكمه نظام واضح واختصاصات واضحة لا تنازع عليها ، مؤكداً على أن أفراد الحزب يحترمون اختصاصاتهم لكنهم يتفاعلون بإيجابية في إطار المصالح العام. وأكد أن المجال الاقتصادي شهد تطورا كبيرا نتيجة الإصلاحات التي تبناها الحزب ونفذتها الحكومة ، مشيرا في ذلك الصدد إلى نجاح الاقتصاد المصري في الصمود خلال الأزمة المالية ومواجهة الآثار السلبية الناجمة عنها. وقال "إنه تم خلال هذه الأزمة خلق موارد جديدة لزيادة مقررات البطاقات التموينية ، وزيادة عدد المستفيدين منها وتخصيص 15 مليار جنيه إضافية للإنفاق على البنية الأساسية وزيادة رواتب العاملين ، وزيادة معاش الضمان الاجتماعي وتوسيع دائرة المستفيدين منه". وأضاف جمال مبارك أن "الدولة تقر بالمشكلات التي تواجه المواطنين ، وتضع البرامج الخاصة للتعامل معها ، حتى لا يشعر المواطنون وخاصة الفقراء بآثار الأزمة الاقتصادية". ونوه بأن الدولة تمكنت خلال السنوات الأربع الماضية من البرنامج الرئاسي من توفير 3,4 مليون فرصة عمل أكثر من 70% منها وفرها القطاع الخاص" ، مؤكدا في ذلك الصدد أن الحزب الوطني ليس حزب رجال الأعمال ، بل إنه حزب كل المصريين ، وأنه ليس حزب الشعارات بل حزب السياسات الملموسة ، على حد وصفه. وقال جمال مبارك "إن كل هذه الإنجازات حدثت في ظل الأزمة المالية العالمية ، ومع ذلك فديون مصر الخارجية في الحدود الآمنة ، والدين الداخلي أيضا في الحدود الآمنة ، وأن نسبة الدين العام إلى الناتج القومي قد انخفض". ونفى أمين سياسات الوطني وجود أي انشقاق داخل الحزب الوطني ، قائلاً : "نحن نختلف داخل البيت الواحد بيننا وبين حكومتنا ، ولكن في النهاية نصل إلى اتفاق وإلى كلمة واحدة نقف جميعا للدفاع عنها .. وهذه هي حيوية الحزب الوطني الديمقراطي". وأكد أن الحزب الوطني لا يحتكر الساحة السياسية ، مضيفا أن الحزب يمتلك الرؤى والسياسات التي يؤمن بها وأن الحزب على استعداد مستمر للانفتاح على المجتمع والمعارضة ، وقال إن الحزب الوطني على استعداد للدخول في حوار ونقاش حقيقي للارتقاء بالوطن. وذكر أن هناك حوارا حدث بالفعل مع بعض أحزاب المعارضة ، واصفا الحوار بأنه علامة صحية على حيوية وقوة المجتمع وليس العكس