اتهمت اليونان تركيا يوم الثلاثاء بمحاولة التعدي على الجرف القاري التابع لها، في تصعيد خطير للتوتر بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي والمختلفتين بشأن العديد من القضايا. وتركيا واليونان على خلاف بسبب مطالب متداخلة بالسيادة على موارد هيدروكربونية. واتضح الخلاف أكثر مع محاولات قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط وسط اعتراضات تركية شديدة. وأطلقت البحرية التركية يوم الثلاثاء إخطارا يُعرف باسم نافتكس لإجراء مسوح اهتزازية في منطقة من البحر تقع بين قبرص وكريت. ويسري هذا الإخطار حتى 20 أغسطس آب. وتعد تلك المسوح جزءا من العمل التحضيري لعمليات تنقيب محتملة عن المواد الهيدروكربونية. وقالت الخارجية اليونانية إن الإخطار يشمل جزءا من الجرف القاري اليوناني. وأضافت في بيان ”ندعو تركيا إلى التوقف على الفور عن تلك الأفعال غير المشروعة التي تتعدى على حقوقنا السيادية وتقوض السلام والأمن في المنطقة“. وتقدمت اليونان باحتجاج لوزارة الخارجية التركية وأبلغت الأممالمتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بالأمر. ولم يرد تعليق من تركيا حتى الآن. وتقول أنقرة إن من ضمن حقوقها السيادية التنقيب عن الموارد في المناطق التي تعتبرها جزءا من جرفها القاري. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في وقت سابق يوم الثلاثاء إن فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على تركيا قد يكون أمرا حتميا ما لم تتراجع أنقرة. وأضاف ميتسوتاكيس لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي يزور أثينا ”ما دامت تركيا تواصل هذا الدرب فإن العقوبات على تركيا ستكون هي السبيل الوحيد“. ويشوب التوتر العلاقة بين اليونان وتركيا منذ عقود ويتصاعد من حين لآخر. وتبادل البلدان التصريحات الحادة هذا العام عندما حاول آلاف اللاجئين والمهاجرين الذين تستضيفهم تركيا اقتحام حدود برية مع اليونان. وتتباين مواقف البلدين أيضا بخصوص جزيرة قبرص المقسمة على أساس عرقي. كما عبرت اليونان عن غضبها بسبب اتفاق بين ليبيا وتركيا على رسم الحدود البحرية إذ ترى أنه يقتطع جزيرة كريت اليونانية الجنوبية.