قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن إثيوبيا تصدر للعالم أنها الطرف الأضعف والأفقر وأنها في حاجة للتنمية، وأن مصر لا تساعدها على تحقيق ذلك؛ وهي صورة غير صحيحة لأن مصر تتفهم وتشجع جهود التنمية في إثيوبيا لكن دون أن تتسبب في ضرر لحقوقها المائية. وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، على فضائية إم بي سي مصر، الأربعاء، أنه يتعين وضع خريطة بمواقف الدول، المؤيدة للموقف المصري، والتي لم تكون رأيا، والمؤيدة للموقف الأثيوبي، والتعامل معها انطلاقا من أن مصر لا تدعو إلى عنف أو كراهية أو تقف ضد التنمية في إثيوبيا أو غيرها، لكن نعرض قضيتنا أمام العالم، وندافع عن حقوقنا التاريخية في مياه النيل، ولاسيما أنها تشكل 95% من موارد مصر المائية. وحول الموقف السوداني من الأزمة أوضح الفقي، أن كل دولة تبحث عن مصالحها والسودان اقتربت من مصالحها، لافتًا إلى شعوره بالقلق تجاه بعض تصريحات لبعض المسؤولين السودانيين أحيانا والتي تبدي تعاطفا مع الموقف الأثيوبي، وهذا يؤكد ما نقوله بأننا لن نجني سوى ما نفعله بأيدينا. وأشار إلى أنه ينبغي أن نبذل جهدا في المفاوضات الراهنة، ونتفق على التفاصيل، ونحدد الأمور بوضوح خدمة للأجيال القادمة، وما نقوم بحله اليوم، قد تعجز الأجيال القادمة عن حله، وهذا ليس في صالح كل الأطراف مصر والسودان وإثيوبيا. وتابع أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل من أجل المستقبل، وبناء مواقف واضحة، وأسس ثابتة، ولاسيما أن الجانب الأثيوبي يميل إلى تغيير مواقفه، ويعيد باستمرار طرح نفس القضايا دون تحقيق اتفاق حولها، أو تراكم يمكن الاستناد عليه مضيفًا أن التوافق المصري السوداني يتمثل في أهمية حل القضية سلميا وأن يحصل كل طرف على حقوقه في مياه النيل دون ضرر للطرف الآخر، ورفض الإجراءات أحادية الجانب، ولكن تظل هناك تقديرات مختلفة نظرا لتباين المصالح، والعلاقات مع إثيوبيا. وشدد الفقي على أن السيسي نجح في وضع قضية سد النهضة أمام العالم بأسره في الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي، والآن توضع أمام مجلس الأمن، باعتبارها قضية تهدد السلم والأمن الدوليين، وتتحمل الدول دائمة العضوية مسئولياتها في هذا الشأن. وفيما يخص الملف الليبي، قال الدكتور مصطفى الفقي، إن حديث الرئيس السيسي في قاعدة سيدي براني هو الأخطر منذ توليه مسؤولية الدولة المصرية، وكان واضحا ومحددا، واختار ألفاظه بعناية وحنكة خاصة في كلمته المرتجلة وبدا واضحا أنه رجل يدعو للسلام والاستقرار، والحفاظ على هوية الدولة لكنه حازم في المواقف التي تمس الأمن القومي المصري. وأشار إلى أن مصر دولة رشيدة ولكن إذا فرض علينا القتال وهو كره لنا فيجب أن نخوضه حفاظا على أمننا القومي، متابعًا أن الرئيس السيسي أوضح الموقف المصري جليا بعد أن فتحت تركيا جسرا جويا لنقل نحو 30 ألف عنصر إرهابي إلى الأراضي الليبية، مشيرا إلى التوافق الدولي الكبير حول الموقف المصري تجاه الأزمة الليبية. وأشار إلى أن مصر لديها حاسدين كثر وحاقدين لا يريديون لمصر أن تستقر وتنمو وفق المقولة لا تغرق ولا تحلق في نفس الوقت، أي لا تسقط، ولا تتقدم، وهذه لعبة التوازنات الدولية في النظرية البريطانية، مضيفًا أن حديث الرئيس السيسي في قاعدة عسكرية، ووسط تشكيلات عسكرية تنتمي لواحد من أهم الجيوش على مستوى العالم حاسم، وواضح، وعدم الاستماع إليه بلاهة ورعونة تجر المنطقة إلى صراعات شديدة.