يجلس العالم الصيني الستيني وانج إنفا، في مكتب يخاله الناظر لوهلة أنه كهف للخفافيش من كثرة صورها على الجدار، بالإضافة إلى صور بات مان، ولكن بما أنه مكتب في أحد مبانى سنغافور الراقية فليس ذلك بالكهف ولكنه مكتب أحد كبار علماء الخفافيش الذي تصدر الحرب على كورونا. ويقول وانج لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الخفاش من الكائنات العجيبة إذ هو يحمل في جسده مختبر فيروسات إلا أنه يعيش 40 سنة ولو تعلم البشر الصمود والمقاومة من الخفافيش لاستفادوا كثيرا. ويضيف وانج، أنه لم يكن يعلم أي شيء في طفولته عن الخفاش الذي يشكل ربع أعداد الثدييات على سطح الأرض بجانب كونه الثديي الوحيد الذي يطير فوالديه لم يكونا يقرآن كتابا غير كتاب ماو تسي تونج، ولم يكن يعرف من الإنجليزية سوى كتابة يحيا ماو. ويضيف وانج إنه حين تخرج من المدرسة بمجموع جيد تمكن من دراسة علم الأحياء في دافوس الأمريكية ليتخصص بعدها في فيروسات الخفافيش حين سافر للعمل في أستراليا جراء التوتر السياسي في الصين. ويتابع وانج أنه بدأ يكتشف مدى أهمية تلك الخفافيش فخلال التسعينيات لاحظ انتشار وباء بين الأهالي في بريزبن الأسترالية وكان سببه فيروس هيندرا الذي اكتشف انتقاله من الخفاش للخيول ومنها للإنسان. ولم تمر عدة سنوات حتى واجه وانج، وباء جديدا في ماليزيا بفيروس نيبا والذي اكتشف أن مصدره الخفاش الذي نقله للخنازير ومن ثم للبشر. وقال وانج، إن سبب نيبا كان سببه قطع الغابات التي تؤوي الخفافيش ومن ثم خرجت الخفافيش لمناطق عيش الإنسان ولذلك كلما تعرض الخفاش للمتاعب فإنها تنعكس على البشر. وفي يناير الماضي ظهرت أعراض المرض الذي كان جديدا حينها في ووهان الصينية فقدم وانج للمساعدة وعمل مديرا لهيئة مستشاري الأمراض الفيروسية في معمل ووهان المتخصص بالفيروسات والذي زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صلته بانتشار الوباء. وتمكن وانج بمساعدة فريق تابع له بتطوير تحليل سريع للإصابة بكورونا والذي لا يستغرق أكثر من ساعة.