أعلنت منظمة الصحة العالمية، في بداية الشهر الجاري، عن مخاوفها بشأن حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد قد تضرب دول العالم، بسبب تخفيف إجراءات الإغلاق. وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة في شرق المتوسط، يوم السبت، إن المنحنى الوبائي يرتفع في معظم بلدان شرق المتوسط بما فيها مصر. وأضاف المنظري، في تصريحات لفضائية "اكسترا نيوز"، أن تخفيف الإجراءات الاحترازية تحت مسمى التعايش مع فيروس كورونا، لابد أن يجري بحذر شديد حتى لا يتسبب في موجة ثانية من الجائحة. وأدت المخاوف من حدوث موجة عالية ثانية للوباء، إلى انخفاض أسعار النفط العالمي وارتفاع أسعار الذهب. واتجهت بعض دول العالم خلال الفترة الأخيرة إلى تخفيف إجراءات الإغلاق، بعدما أثرت على الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ، وهو ما يرجح أن يكون ذلك قد ساهم بشكل مباشر في زيادة أعداد الإصابات مؤخرا، فعلى سبيل المثال زادت إعداد الإصابات في إيران بشكل كبير مؤخرا بعد إعلانها فتح المطاعم للعامة وتخفيف إجراءات الإغلاق، بعد استمرار انخفاض أعداد الإصابات والوفيات في الشهرين الماضيين. وفيما يلي نستعرض بعض الأسباب التي نتج عنها ارتفاع نسب الإصابة بالفيروس في بعض الدول الكبرى، بما ينذر بخطورة حدوث موجة ثانية عالميا... - الصين.. سوق مركزي في بكين سجلت الصين، يوم الأحد، أعلى عدد يومي من حالات الإصابة بالفيروس في العاصمة بكين، بعد شهور من عدم ظهور حالات، في ظل استمرار إجراءات إغلاق أجزاء من بكين، بحسب موقع "ذي يابان تايمز". ومن بين الحالات الجديدة ال 57 التي سجلتها السلطات الصينية ، كانت 36 حالة إصابة محلية في العاصمة ، حيث تم إغلاق سوق كبير لبيع المواد الغذائية بالجملة، تشك السلطات في أنه السبب الرئيس لتفشي الفيروس مرة أخرى بسبب التجمع فيه، بالإضافة لإغلاق المجمعات السكنية القريبة. - أمريكا.. التظاهرات تزيد من الإصابات يخشى خبراء في القطاع الصحي بأمريكا، حدوث موجة جديدة من الفيروس بعد زيادة الإصابات، عقب الاحتجاجات ضد التمييز العنصري، والتي اشتعلت وعمت الولايات منذ أسبوعين بسبب مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي خنقا. حيث تجاهد نحو 10 ولايات، بينها تكساس وأريزونا، لمواجهة زيادة أعداد المصابين ممن تستدعي حالتهم العلاج بالمستشفيات، مع مواجهة نقص عدد أسرة العناية، على نحو يؤجِّج المخاوف من حدوث الموجة الثانية التي يمكن أن يسببها إعادة فتح البلاد مرة أخرى واستمرار التظاهرات. وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، سجلت تكساس زيادة قياسية في أعداد المصابين داخل المستشفيات لليوم الثالث على التوالي، في خضم الاحتجاجات، وقال رئيس بلدية هيوستون إن المدينة على استعداد لتحويل ملعب كرة القدم بها إلى مستشفى ميداني إن استدعى الأمر. وفي نورث كارولاينا، لم يعد متاحاً سوى 13٪ فقط من أسرّة الرعاية المركزة في الولاية نظراً لحالات الإصابة الحادة بالفيروس، فيما شهدت أريزونا عدداً قياسياً من المرضى، بعدد بلغ 1291 حالة داخل المستشفيات، مل دفع مدير الصحة بالولاية طلب تفعيل خطط طواريء في المستشفيات هذا الأسبوع لزيادة الطاقة الاستيعابية داخل وحدات الرعاية المركزة. وسجلت كل من أريزونا ويوتا ونيو مكسيكو زيادات في الإصابات الجديدة بنسبة 40٪ أو أكثر، وارتفعت الحالات الجديدة في فلوريدا وآركنسو وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا بأكثر من 30٪ في الأسبوع الماضي. وبحسب موقع "يو إس تودائ"، فإن الحديث عن موجه ثانية في أمريكا قد يكون سابقا لأوانه، لأن البلاد لم تخرج من الموجة الأولى للوباء. يقول دكتور يوناتان غراد، أستاذ مساعد في علم المناعة والأمراض المعدية في جامعة هارفارد ، "الوباء سيستمر في الانتشار طالما هناك أشخاص معرضون للإصابة". وكان الخبراء الذين يتتبعون الأمراض يميزون بشكل غير رسمي بين الذروة الثانية للفيروس و الموجة الثانية. يقول ستيفن كيسلر، عالم الرياضيات وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في مختبر جراد: "نتوقع أن تكون هناك قمم ثانية وثالثة ورابعة في الأماكن التي يتم فيها تخفيف قيود الإغلاق في أمريكا". - إيران.. فتح المطاعم وتخفيف الإغلاق تقول شبكة "بي بي سي" البريطانية، في تقريرها المنشور، أمس الأول، إن إيران تشهد زيادة سريعة في عدد حالات الإصابة بالفيروس في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف من أنها قد تواجه موجة ثانية من الوباء. جاء ذلك بعد قرار الحكومة بتخفيف إجراءات الإغلاق في منتصف أبريل، بعد انخفاض عدد الإصابات، تحت 1000 حالة. ولكن بلغ متوسط الإصابات الجديدة أكثر من 3000 في اليوم، خلال الأسبوع الأول من يونيو، بزيادة 50 ٪ عن الأسبوع السابق. وتأتي هذه الزيادة بعد تخفيف إجراءات الإغلاق تدريجيا، حيث فتحت إيران مراكز التسوق والبازارات واستئنفت السفر بين المحافظات المختلفة في يوم 20 أبريل، وبعدها بيومين أعادت فتح الحدائق العامة ومناطق الترفيه، وفي منتصف مايو، فتحت المساجد، وفي 25 مايو أعيد فتح الأضرحة الشيعية الرئيسية. ليس ذلك فقط بل أعيد فتح المطاعم والمقاهي والمتاحف والمواقع التاريخية وأنظمة النقل في المدن عبر إيران، وكذلك البنوك والمكاتب، المكتظة بالناس، في 26 مايو الماضي. كان الوباء متركزا في البداية في مدينة قم والعاصمة طهران، لكن الآن، تم الإبلاغ عن انفجار في الإصابات في الجنوب الغربي، ولا سيما في محافظة خوزستان، وهي منطقة غنية بالنفط على الحدود مع العراق. وبالرغم من ذلك إلا أن كبير أطباء الأوبئة في وزارة الصحة الإيرانية، محمد مهدي جويا، يرى أن السبب الرئيس لتزايد الأعداد هو البدأ في تحديد المصابين الذين لديهم أعراض خطيرة أو خفيفة.