ذكر الرئيس الألماني فرانس-فالتر شتاينماير، أمس الخميس، أن المجتمع اليهودي جزء لا يمكن الاستغناء عنه داخل التركيبة الاجتماعية لألمانيا. وقال شتاينماير خلال افتتاح عيد الأقلية اليهودية في برلين اليوم: "هذه الجمهورية لن تكون متكاملة في ذاتها إلا حين يكون اليهود آمنين بصورة كلية فيها". وأكد رئيس الجمهورية في نص كلمة له تم توزيعها قبل إلقائها: "هذه البلاد لن تكون موطنا لنا إلا حين يشعر اليهود بأنها موطنهم"، مضيفا أن اليهودية صنعت معنا تاريخ ألمانيا وشاركت في صبغه بصبغتها "قبل المحرقة وبعدها". ويلتقي حوالي ألف شخص من الطائفة اليهودية تحت شعار "في ألمانيا وطن لنا" حتى يوم الأحد المقبل للاحتفال بهذه المناسبة في برلين. ووضع المجلس الأعلى لليهود برنامجا لإحياء هذه المناسبة يتضمن مناقشات وقراءات وأحاديث مفتوحة. ومن بين الضيوف الذين يحضرون هذه المناسبة وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريب كرامب-كارينباور ورئيس حزب الخضر روبرت هابيك. وأوضح الرئيس شتاينماير أن ثقة اليهود في ألمانيا اهتزت خلال الأعوام الماضية، مبينا بالقول: "إن من يخشى أن يتعرض لهجوم على قارعة الطريق أو يوجه إليه السباب أو البصق أو يعيش تجربة إهانة أولاده في فناء المدرسة، مثل هذا لن يثق في الآخرين ويتقدم إليهم وينفتح عليهم ويشعر أنه في وطنه." وقال شتاينماير إنه بوصفه رئيسا للجمهورية يتعين عليه بعد الهجوم على الكنيس اليهودي في هاله والتعديات العديدة التي تنم عن العداء للسامية أن يقرر أنه "حين تتم مهاجمة اليهود رجال ونساء بهذه الصورة، فإن الجمهورية الألمانية لا تكون في ذاتها مكتملة، بل مصابة في قلبها"، لأن العداء للسامية ينتج الشك في الجوهر العام للدولة، على حد وصف شتاينماير. وأوضح شتاينماير أن باب المعبد اليهودي في هاله كان يمثل الحماية الأخيرة والحاجز الأخير بين الكراهية المنطلقة والعنف والأيديولوجيا المسممة وبين الطائفة اليهودية داخل المعبد. وواصل شتاينماير القول: "بعد هذا الهجوم القاتل الذي كبد البلاد ارواح شخصين لا أريد أن أطيل النقاش حول ما إذا كان من الضروري أن تقدم الحماية الشرطية للمؤسسات اليهودية في الأعياد الكبرى أم لا، فهذا أمر محزن بما يكفي". وتابع شتاينماير إن العداء للسامية يمثل سما عقديا "يطرح فوق ذاته دائما أثوابا جديدا ويدخل في تحالفات جديدة – لكنه دائما يتحد مع الاتجاهات القومية والعنصرية، وقادر أيضا على الانضمام لعقائد وموضات جديدة: العداء للمرأة، الجنسية المثلية، العداء للمسلمين أو الانضمام للتطرف الإسلامي أو لأقسام من مشهد أغاني الراب أو موسيقى الروك اليمينية". وأكد شتاينماير على أنه لا يكفي في هذا الحالة الإعراض جانبا عن هذا الجرم. واستطرد : "التصريحات المعادية للسامية ليست حقا للمواطن، كما أنها لا تندرج تحت مفهوم الحق في حرية التعبير عن الرأي، ولا يصح إطلاق شعارات معادية للسامية أو معادية للصهيونية كنوع من النقد لسياسة دولة إسرائيل." وقال الرئيس إن العداء للسامية ليس رأيا، ولكنه حقد – من أية زاوية جاء، ومصطلحات مثل "براز الطيور" و "تقديس الشعور بالذنب" و "السكتة الدماغية النهائية" وغيرها مما يشيع في ألمانيا، تدخل ضمن هذا مثل الأساطير التضليلية عن المؤامرة اليهودية على العالم. وبين شتاينماير أن" النهضة اليهودية في ألمانيا بما صاحبت من هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق إلى ألمانيا هي إلى حد كبير خدمة قدمتها الطوائف اليهودية لنا". وقال الرئيس إنه يأمل في أن تزيد أعداد الأصوات اليهودية في الساحة السياسية الألمانية، مؤكدا بالقول: "نحن في حاجة إليكم، نحتاج إلى خبرتكم".