حصد العرض المسرحي «الطوق والأسورة»، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب المصرى يحيى الطاهر عبدالله، على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل بمهرجان أيام قرطاج المسرحية المقام في تونس، وذلك بعد حصوله على جائزة أفضل عرض مسرحي بالمسار الثاني بمهرجان المسرح العربي لهذا العام "جائزة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض عربي". و«الطوق والأسورة» رواية كتبها الطاهر عام 1933، وتدور في النصف الأول من القرن الماضي، حول عائلة من قرية الكرنك بمدينة الأقصر، تتكون من الأب والأم والأخت والابن الذي يرحل للسودان من أجل لقمة العيش، لتبدأ خطوط الرواية تسير في دروب متعددة، ما بين السياسة والمظاهر الاجتماعية، والعادات والتقاليد، وتنتهي نهاية مفجعة لكنها واقعية. ما بين بؤس الحياة، تنتظر حزينة مع زوجها المشلول عودة ابنها من غربته في السودان وتعاني هى وابنتها وحفيدتها من بعدها من ظلم المجتمع وتمييزه ضد اﻹناث، سواء مع فهيمة التي تتزوج من رجل عاجز جنسيًا وتذهب بها حزينة إلى المعبد وتحمل، أو فرحانة الابنة التي تحمل سفاحًا ويغضب عليها خالها. ورواية «الطوق والأسورة»، هى أكثر أعمال يحيى الطاهر عبد الله ،الأدبية بروزًا وشهرة، وكانت في الأساس مجموعة من القصص القصيرة ثم جُمعت لتشكل رواية مهمة، تمكنت من وضع قارئها في مجتمع يشبه حوض السمك، حيث تلتقي الأعراف والتقاليد، والضغائن العائلية، والعواطف والمشاعر الإنسانية الأساسية، وتتفاعل كلها لتصبح جزءًا من الرواية. تُرجمت الرواية إلى العديد من اللغات منها «اليابانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبولندية»، وتم تحويلها إلي عمل سينمائي عام 1986م، من إخراج خيري بشارة، وبطولة شريهان وعزت العلايلي واختارتها إذاعة إف إم اليابانية لتقديمها في سهرة درامية، وقدمت الرواية في عرض مسرحي على عدد من مسارح الدولة. ويحيى الطاهر عبد الله «1938»، أديب وروائي مصري، من أمهر الكتاب الذين عبروا بصدق عن المجتمع الصعيدي الذي نشأ فيه، بدأ حياته بكتابة القصص القصيرة والسيناريوهات لمجلة الأطفال المتخصصة "سمير"، وصدر له العديد من الإبداعات كان أهمها: "الطوق والاسورة"، و"الرسول"، و"ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً" و"الدف والصندوق"، و"أنا وهى وزهور العالم" و"حكايات للأمير حتى ينام"، و"الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة"، و"تصاوير من التراب والماء والشمس" و"الرقصة المباحة" و"حكاية على لسان كلب"، وتوفى الطاهر في حادث سيارة على طريق "القاهرة – الواحات"، أبريل عام 1981، ودفن بقريته الكرنك بالأقصر.