سنوات طويلة حاولت فيها الإقلاع عن التدخين ولم أفلح. ربما لأننى غير مقتنع تماما بما يروجه الأطباء دائما عن مصادر التدخين بينما أغلبهم مدخنون. تهدأ أعصابى مع التدخين وينتظم هضمى بسيجارة بعد الغذاء ويصفو فكرى إذا تشتت أثر سيجارة استمتع بتدخينها مع فنجان قهوة.. ويرى العلم بعد ذلك أن التدخين يقتل الخلايا ويدمر الحمض النووى؟ نعم هو بالفعل كذلك التدخين، يقتل الخلايا ويدمر الحمض النووى، تلك حقيقة علمية نشرتها صفحة صحة وتغذية نفلا عن أحد تقارير هارفارد العلمية. الحمض النووى جزء بالغ الصغر والدقة يتموضع فى أعماق كل خلية فى الإنسان أما بصورة طليقة أو متحدة مع روتين، ويعد الحمض النووى بصمة وراثية خاصة بكل إنسان تميزه عن غيره ولا تتكرر على وجه الإطلاق. يحتوى الحمض النووى على أكثر من ثلاثة ملايين معلومة عن طبيعة حياة هذا الإنسان وصفاته الشخصية والبرامج اللازمة لتكاثر الخلية وحياتها وحتى وفاتها والبرامج التى تضمن سلامة الخلية، وبالتالى سلامة الجسم. لكن بمرور سنوات العمر يتعرض هذا الحمض النووى للكثير من المؤثرات التى تضيعه بتغيرات مختلفة هى السبب فى الكثير من الضرر له والمادة الأساسية فيه والتى تعنى الحياة. قد تأتى تلك المؤثرات من داخل الجسم نتيجة للتفاعلات المختلفة التى تحدث فى داخل جسم الإنسان ومنها ما يعرف بالشوارد الحرة التى تستهدف بطاريات الطاقة فى الخلايا (التيوكوندريا) فتدمرها، وبالتالى تدمر الخلية.. تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخين لا يقل خطورة عن الشوارد الحرة فى تدمير الخلايا: لاحظ الباحثون أن هناك مادة كربوهيدراتية متعددة الحلقات فى السجائر هدفها تدمير الحمض النووى هى ذاتها التى تعرض الإنسان لخطر السرطان خاصة سرطان الرئة، فهى بمجرد دخولها إلى جسم الإنسان تتحول إلى مادة التوكسين السامة التى تدمر الخلايا فى غضون 15 30 دقيقة من تدخين السيجارة. الشيخوخة أيضا أحد العوامل التى معها يزداد احتمالات اضمحلال وظائف الحامض النووى. هل هناك من أمل فى حماية الحامض النووى؟ الإقلاع فورا عن التدخين أحد أقوى العوامل التى تحمى الحامض النووى إلى جانب غذاء تقل فيه الدهنيات والسكريات التى تحفز إنتاج الشوارد الحرة والحركة الدائمة والنشاط البدنى اليومى.