"بغداد حرة حرة .. إيران تطلع بره" هتاف دوى بين حشود المتظاهرين العراقيين، الذين بدأوا سلسلة من الاحتجاجات منذ مطلع أكتوبر الجاري مطالبين بالإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي. من أهم الأسباب التي أشعلت فتيل الغضب بالعراق، هي استبعاد الفريق عبد الوهاب الساعدي، من منصبه كقائد لقوات مكافحة الارهاب، وترددت أنباء عن تدخل إيراني لإزاحة الرجل. وأخذت العلاقات الإيرانيةالعراقية مسارًا من التقارب عقب الاطاحة بنظام صدام حسين في 2003، ولكن مستوى التقارب في عهد حكومة عبد المهدي ازداد بشكل كبير ، فزيارات متبادلة بين عبد المهدي وروحاني ، إضافة لفتح السوق العراقي للمنتجات الايرانية بعد العقوبات الاقتصادية التي وقعتها الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوربيين، واعتبر العراقيون أن ذلك يؤثر بشكل سلبي علي مستوي فرص العمل والتشغيل لدي المواطنيين العراقيين. ومن الأسباب أيضا لتلك الاحتاجات استضافة النظام العراقي لعدد من المليشيات المدعومة من إيران مثل: كتائب حزب الله العراقي، قوات الحشد الشعبي، وسرايا طليعة الخراساني. كل ذلك جعل الاحتجاح الشعبي ليس ضد حكومة عبد المهدي، بل تظاهر ضد إيران، متجاوزين الاتفاق الايدلوجي في المذهب الشيعي مع إيران. وتستعرض "الشروق" أبرز المظاهر التي جعلت من المظاهرات العراقية محاولة للتخلص من الهيمنة الايرانية: - محافظات التمركز الشيعي ... تتصدر أماكن التظاهرات ! من الأمكان البارزة التي تصدرت تجمعات المحتجين كانت المحافظات ذات الغالبية الشيعية مثل: كربلاء: مدينة كربلاء أحد أبرز الأماكن المقدسة لدى الشيعة لوجود ضريح الأمام الحسين بها، كانت أكثر الاماكن اشتعالا ضد ايران ، فتم محاصرة القنصلية الايرانية ورفع العلم العراقي بها بها مع ترديد هتافات "إيران برا برا"، إشارة لرفضهم سياسة التدخل الإيراني في شؤون العراق. النجف: النجف من المدن ذات الغالبية الشيعية، ويقع مرقد الامام علي، كانت ضمن أماكن الاحتجاجات التي خرج به آلاف العراقيين ! البصرة: من أماكن التظارات ايضا مدينة البصرة التاريخية، والتي يتواجد بها عدد كبير من المزارات الشيعية لأبناء الائمة الحسين وعلي. - أناشيد الحرب ضد إيران تعود ! أعادت الاحتاجاجات الحالية ذكرى الحرب العراقية مع ايرن في بداية الثمانينات والتي امتدت لنحو 8 سنوات، فردد المتظاهرون بمدينة النجف أحد أكثر الاناشيد الحماسية التي ظهرت أيام الحرب مع ايران وهو نشيد يا "كاع ترابج كافوري" وتعني كلماته الأرض ذات الرائحة الطيبة وحلوة مثل الكافور الذي يغسل به الميت، كناية أن الشهيد لا يغسل ويدفن بملابسه اللي فيها تراب الأرض اللي كأنه غسل له. النشيد الذي كان يذاع تلفزيزنيًا بشكل دائم وقت حكم صدام حسين ، جعل نجلته رغد تعلق عبر تويتر: "معكم كل العراق أيها الأبطال الصناديد، رحم الله شهداءنا، ها أنتم تسطرون ملاحم البطولة كما عهدناكم".