بغداد (رويترز) - لقي 15 شخصا على الاقل حتفهم في العراق يوم الاثنين في ثلاثة تفجيرات بسيارات ملغومة استهدف اثنان منهم زوارا ايرانيين في الوقت الذي اجتمع فيه الزعماء السياسيين في محاولة لانهاء الازمة المستمرة منذ ثمانية شهور بشأن تشكيل حكومة جديدة. وسقط ما لا يقل عن عشرة قتلى في التفجيرين اللذين استهدفا زوارا ايرانيين في مدينتي كربلاء والنجف المقدستين لدى الشيعة في حين وقع التفجير الثالث في شارع مزدحم بالمتاجر والمطاعم في مدينة البصرة الغنية بالنفط بجنوب العراق. وقال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي ومصدر بالجيش العراقي ان التفجير الذي وقع في البصرة نجم عن سيارة ملغومة وأدى الى مقتل خمسة أشخاص واصابة 42 اخرين. وكان المصدر بالجيش العراقي أعلن في باديء الامر عن مقتل 12 شخصا. وقال السليطي لرويترز ان هذه الحصيلة أولية. وتابع ان التفجير له صلة بالتفجيرين اللذين وقعا في النجف وكربلاء ووجه أصابع الاتهام الى جماعات من القاعدة والبعثيين. وقال مصدر في قيادة عمليات البصرة ان التفجير نجم عن قنبلة زرعت في شاحنة. وقال قائد الشرطة في البصرة اللواء عادل دحام ان التفجير نجم عن سيارة ملغومة قادها انتحاري. وتتزايد التوترات في العراق في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه البلاد من فراغ سياسي بعد ثمانية شهور من انتخابات لم تسفر عن فائز واضح. ومن المقرر ان يعقد البرلمان العراقي جلسة يوم الخميس. ورغم تراجع العنف الطائفي عن ذروته التي بلغها في عامي 2006 و2007 الا ان المسلحين ما زالوا قادرين على شن سلسلة من الهجمات التي غالبا ما تكون مدمرة. وقتل أكثر من مئة شخص الاسبوع الماضي في هجوم شنه مسلحون على كنيسة وفي سلسلة من الهجمات بالقنابل في مناطق تقطنها أغلبية شيعية ببغداد. وتخفض القوات الامريكية من تواجدها في العراق استعدادا للانسحاب الكامل العام القادم. وقال محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء ان سبعة أشخاص قتلوا كما أصيب 34 اخرون في انفجار عند أحد مداخل كربلاء. وتابع أن أربعة من القتلى ايرانيون مضيفا "كانت سيارة مفخخة... كان هناك زوار ايرانيون بالمنطقة وكانوا مستهدفين. كانوا في الشارع." وفي النجف أسفرت سيارة ملغومة عن سقوط ثلاثة قتلى واصابة عشرة أشخاص عندما انفجرت قرب حافلات تحمل زوارا ايرانيين الى مرقد الامام علي. وأفاد مصدر من الشرطة بأن عدد القتلى خمسة والمصابين 16 مضيفا أن معظم الضحايا ايرانيون. وذكر مسؤول اخر في مكتب الصحة بالنجف ان الانفجار أسفر عن مقتل ثمانية بينهم ثلاثة ايرانيون واصابة 19 بينهم سبعة ايرانيون. وزار مئات الالاف من الايرانيين الاماكن المقدسة الشيعية في العراق منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات لكنها تحمل بصمات تمرد اعتراه الضعف وان كان لا يزال مميتا ويسعى لاشعال الحرب الطائفية من جديد ويمقت ما يعتبره نفوذا ايرانيا على الزعماء الشيعة في العراق. وقال علي قاضي عسكر رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية ان المنظمة ستبحث التوقف عن ارسال زوار الى الاضرحة العراقية اذا لم يكن الامن مكفولا. وأضاف عسكر للاذاعة الرسمية "اذا لم يتمكن العراق من توفير الامن الكامل للزوار الايرانيين فان ايران ستعيد النظر في فكرة ارسال زوار الى الاضرحة الشيعية في العراق." والتقى زعماء الفصائل السياسية العراقية في اربيل عاصمة المنطقة الكردية في شمال العراق يوم الاثنين في محاولة لانهاء الازمة المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة والتي تركت البلاد في حالة من عدم اليقين منذ انتخابات السابع من مارس اذار. ويقترب رئيس الوزراء نوري المالكي من الحصول على فترة ولاية ثانية ولكنه ما زال يحاول كسب ود زعماء ائتلاف العراقية متعدد الطوائف والمدعوم من السنة.