أزالت السلطات المختصة سارية علم مصر من قلب ميدان التحرير بقلب القاهرة، في إطار عملية التحديث التي ستجرى للميدان، والتي ستتضمن إقامة مسلة فرعونية أثرية في قلب الميدان لأول مرة في تاريخه. وأقيمت حواجز معدنية حول قلب الميدان لتأمين عملية تطويره، مع الحفاظ على حركة سيد المركبات والمارة بصورة طبيعية، بالتوازي مع بدء عملية نزع حجارة بعض الأرصفة تمهيدا لاستبدالها. وكانت محافظة القاهرة قد أقامت سارية علم مصر بقلب ميدان التحرير في يناير 2015 بطول 20 مترا.
علم مصر في قلب ميدان التحرير منذ يناير 2015 وكانت وزارة الآثار قد أعلنت في 30 أغسطس الماضي وصول أجزاء إحدى مسلات الملك رمسيس الثاني من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية الى القاهرة ،وذلك للبدء في أعمال ترميمها وتجميلها تمهيدا لإقامتها وعرضها بميدان التحرير. وقال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريح اليوم، إن عملية النقل تمت وسط إجراءات امنية من قبل شرطة السياحة والآثار بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية ، في إطار خطة الحكومة لتطوير ميدان التحرير واهتمامها بإظهاره في أبهى صورة ليكون مزارا في مدينة القاهرة، حيث سيتم تصميم سيناريو عرض جديد للمسلة في إطار تجميل الميدان، مؤكدا أنها لن تؤثر البتة على حركة مترو الأنفاق أسفل الميدان.
صورة أخرى لميدان التحرير اليوم بعد إزالة سارية العلم وقال محمد الصعيدي مدير المكتب العلمي للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المسلة بمنطقة صان الحجر الأثرية كانت مقسمة إلى 8 أجزاء، منها الجزء العلوي علي شكل "بن بن" (هريم)، حيث سيبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها لأول مرة حوالي 17 مترا ويصل وزنها الى حوالي 90 طنا، و هي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفا أمام أحد المعبودات، بالاضافة إلى الألقاب المختلفة للملك.
أثناء عملية نقل أجزاء المسلة قبل تجميعها وقبل ذلك؛ قالت ريهام عرام، مدير عام إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، في مداخلة هاتفية ببرنامج «8 الصبح» المذاع عبر فضائية «دي إم سي» يوم 26 أعسطس الماضي، إن هناك دراسة لوضع مسلة في وسط ميدان التحرير، قلب القاهرة، الأولى به أن يحتضن المسلات الفرعونية، حيث توجد مسلات شهيرة في عدد كبير من عواصم العالم، مثل روما وباريس وواشنطن، ووضع هذه المسلات يؤكد على الهوية المصرية. بينما قالت ميرال نبيل، رئيس الإدارة الهندسية بالإدارة العامة للحفاظ على تراث القاهرة، في مداخلة هاتفية لقناة "تن" الثلاثاء الماضي، إن عملية تطوير ميدان التحرير الذي يعتبر من أشهر ميادين القاهرة والعالم، تتم بناءً على تكليفات من رئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ومحافظ القاهرة، وأن كل الأعمال تتم بعد استشارتهم ووفقًا للدراسة. وأضافت أن خطة التطوير تشمل إنشاء أعمال "لاند سكيب" في محيط الميدان، بشكل أكثر تطورًا عن وضعه الحالي، وأن هذه الخطة تأتي في إطار التمهيد لنقل المومياوات من المتحف المصري إلى متحف الحضارة بالتعاون مع أكثر من جهة. وتابعت: "نحن لا نقوم فقط بتطوير ميدان التحرير، وإنما نقوم بتطوير مسار المومياوات إلى متحف الحضارة، عبر طلاء وتحديث الواجهات، وأعمال الرصف والإنارة، وإزالة المخالفات".