استطاعت الحكومة الهندية بناء 110 ملايين مرحاض في المنازل والشوارع العامة خلال 5 سنوات بدلا من التبرز في الشوارع، حيث لم يتمكن سوى 39% من الأسر الهندية الوصول إلى المرحاض، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية. وتم بناء المراحيض وفقا للمبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في عام 2014 تحت عنوان "الهند نظيفة"؛ للنهوض بقطاع الصرف الصحي وبناء مراحيض عامة لنصف سكان الدولة البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، بقيمة 20 مليار دولار، ولحل مشكلة التغوط في العراء بالمناطق الريفية، ومنح بموجبها 200 دولار لكل أسرة ريفية تنشئ مرحاضا. وقال مودي خلال الاحتفالات بالذكرى 150 لميلاد المهاتما غاندي "نجحنا أخيرا في إنهاء مشكلة قضاء الحاجة بالأماكن المفتوحة بدلا من استخدام المرحاض بنسبة 100%"، مستطردا "لم يكن يعتقد أن الهند ستتمكن من القضاء على هذه الظاهرة في هذه الفترة القصيرة." من ناحية أخرى، يقول الخبراء إن الأرقام مبالغ فيها، وأن الكثير من الناس ما زالوا يعيشون دون الوصول إلى المرحاض، أو لا يستخدمون واحدة حتى لو استطاعوا. وقال نزار خالد، باحث في معهد الأبحاث للاقتصاد الوجداني في الهند "RICE"، إن الحكومة الهندية ركزت على بناء دورات المياه لكنها فشلت في التأكد من استخدامها بالفعل، مضيفا أن الحكومة لم تضمن صيانة المراحيض الجديدة بشكل صحيح، فضلا عن الشكل الصحيح للتخلص من مياه الصرف الصحي. - ما قبل ال5 سنوات كان لدى الهند أكبر عدد من الناس في العالم - حوالي 620 مليون شخص - الذين تغوطوا في العراء أغلبهم من المناطق الريفية، فلم يتمكن سوى 39% من الأسر من الوصول إلى المرحاض، وفقا لمنظمة اليونيسيف. وكان غياب المراحيض ومرافق المياه الكافية، فضلا عن قلة الوعي بالمرافق الصحية والنظافة الشخصية، من الأسباب التي دفعت الناس إلى التغوط في العراء، ولكن الأمر كان مختلفا للهند، فالكثير من المناطق الريفية يفكرون في أن التغوط في مكان مفتوح يكون أنظف من وجود مرحاض داخل المنزل. ووفقا لليونيسيف يشكل التغوط في الشوارع خطرا كبيرا على الصحة العامة، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يخاطرون بالإصابة بأمراض فتاكة محتملة مثل الإسهال، كما أن التلوث البرازي وسوء الصرف الصحي سببا رئيسيا لوفيات الأطفال والأمراض ونقص التغذية والتقزم، فضلا عن تعرض النساء والفتيات لخطر الاعتداءات البدنية والاغتصاب، ويتعين عليهن في الغالب الانتظار حتى حلول الظلام. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن حملة "الهند نظيفة" من الممكن أن تساعد في وقف وفاة ما يقرب من 300 ألف شخصا من الإسهال وسوء التغذية بالبروتين والطاقة.