الرئيس الأمريكى يتهم جو بايدن ونجله بالتورط فى الفساد بأوكرانيا.. وتصاعد الدعوات فى الكونجرس لبدء إجراءات عزل ترامب اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأول، بأنه تحدث عن جو بايدن، المرشح الأوفر حظا لنيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يكون هناك إمكانية لنشر مضمون المكالمة، فيما تصاعدات الدعوات داخل الكونجرس لبدء إجراءات عزله على خلفية تلك المسألة. وكانت وسائل الإعلام الأمريكية، قد اتهمت ترامب بالضغط على نظيره الأوكرانى خلال المحادثة الهاتفية، من أجل التحقيق فى عمل هانتر نجل جو بايدن، بشركة بوريسما الأوكرانية للغاز. وقال ترامب للصحفيين إنه أجرى اتصالا رائعا مع زيلينسكى وأنه «يتمنى» أن يكون هناك إمكان لنشر مضمون المكالمة، مشيرا إلى أنها كانت محادثة تهنئة إلى حد كبير، تحدثنا عن الفساد.. وأننا لا نريد أن يسهم شعبنا، مثل نائب الرئيس بايدن وابنه فى الفساد الموجود بأوكرانيا»، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية. وأكد ترامب: «لا أسعى لإيذاء بايدن، لكنه قام بعمل غير شريف بالمرة»، مشيرا إلى أنه لا توجد مشكلة فى أن يدلى محاميه الخاص رودولف جوليانى بشهادته أمام الكونجرس بخصوص ذلك الأمر. وأوضح الرئيس الأمريكى أنه «عندما يتحدث رئيس إلى رئيس بلد آخر، عليه أن يكون قادرا على التكلم مع هؤلاء الناس، وهم لا يريدون أن يعرفوا أنه يجرى تسجيل المكالمة». وتابع: «لا يمكننا أن نفعل ذلك برئيس دولة أخرى، مع ذلك، لقد كان حديثنا جيدا، وصريحا جدا، وشفافا جدا. أتمنى أن يتمكنوا من نشره»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. بدوره، لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بشكل كامل إمكان نشر هذه المحادثة. وقال بومبيو فى مقابلة مع قناة «اى بى سى»: «نحن لا ننشر نصوص مكالمات هاتفية غالبا»، مضيفا «لن يكون من الملائم نشرها، إلا فى ظل ظروف قصوى». ودعا بومبيو إلى ضرورة التحقيق مع بايدن إذا اثبتت الأدلة أنه تدخل على نحو غير ملائم لحماية ابنه من تحقيق فى أوكرانيا، قائلا: «أعتقد أن بايدن لو تصرف على نحو غير ملائم، إذا كان يحمى ابنه وتدخل لدى القيادة الأوكرانية بطريقة فاسدة، أعتقد أننا بحاجة لمعرفة حقيقة ما حدث». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أول من فجر تلك القضية فى مايو الماضى، حيث كشفت أن نائب الرئيس الأمريكى السابق نجح فى عزل مدعى عام أوكرانى من منصبه، مما أثار تساؤلات حول تضارب محتمل فى المصالح وإذا كان بايدن يحاول حماية نجله من تحقيقات تطول الشركة فى اتهامات بالتهرب الضريبى وغسل الأموال. من جهته، أكد رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكى، آدم شيف أن بدء إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، سيكون الخيار الوحيد إذا ثبتت صحة الأنباء عن فحوى اتصاله مع نظيره الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى. وقال شيف فى حديث لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية إنه «فى حال سحب الرئيس مساعدات عسكرية بالتزامن مع محاولة إخافة زعيم أجنبى لإجباره على فعل شىء مخالف للقانون، بغية التشهير بمنافسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة، فإن هناك وسيلة وحيدة مناسبة للتعامل مع الشر الذى يمثله هذا السلوك وهى بدء إجراءات عزل الرئيس». بدورها، أكدت المرشحة الديمقراطية للرئاسة السيناتور إليزابيث وورن أنه «حان الوقت لنستنكر التصرفات غير القانونية لترامب ونبدأ بإجراءات الإقالة الآن»، وفقا لوكالة رويترز. ودعا مشرعون آخرون قيادة الحزب الديمقراطى للبدء فى إجراءات عزل ترامب على الفور ولكن نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب رفضت حتى الآن دعوات البدء رسميا فى عملية المساءلة. وحذرت بيلوسى الإدارة الأمريكية من إبقاء تفاصيل شكوى المبلغ عن الاتصال الهاتفى طى الكتمان، حيث ترفض الإدارة حتى الآن إطلاع المشرعين على تفاصيل الشكوى. وقالت بيلوسى إنه «إذا أصرت الإدارة على منع هذا المبلغ من أن يكشف للكونجرس انتهاكا محتملا خطيرا للواجبات الدستورية من جانب الرئيس، فإنهم سيدخلون فصلا جديدا خطيرا من انعدام القانون الذى سيأخذنا لمرحلة جديدة شاملة من التحقيق». من جهتها، قالت النائبة الأصغر سنا فى مجلس النواب، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز «فى هذه المرحلة، الفضيحة الوطنية الأكبر ليست تصرف الرئيس الذى يخرق القانون، بل رفض الحزب الديمقراطى إقالته لهذا السبب». ويمكن أن تقود إجراءات المساءلة فى الكونجرس إلى عزل الرئيس لكن الديمقراطيين سيحتاجون إلى دعم من الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ.