جونسون: تنسيق مع واشنطن لخفض التوتر فى الخليج.. وروحانى: أمريكا تريد غزو المنطقة.. و«مبادرة هرمز» تهدف إلى سلام طويل الأمد اتهم رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، أمس، إيران بالوقوف خلف الهجمات التى استهدفت منشأتى النفط التابعتين لشركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة، فيما دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى الحذر بشأن توجيه الاتهامات حول الهجمات. وقال جونسون لصحفيين يرافقونه على متن طائرة تنقله إلى نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «يمكننى أن أقول لكم إن بريطانيا تنسب إلى إيران وبدرجة عالية جدا من الاحتمال، الهجمات على أرامكو»، وفق ما نقلت عنه وكالة «برس أسوسييشن» البريطانية. وأضاف جونسون أن «الصعوبة تكمن فى معرفة كيفية ترتيب رد دولى»، وتابع: «سنعمل مع أصدقائنا الأمريكيين وأصدقائنا الأوروبيين لتصميم رد يحاول خفض التوتر فى منطقة الخليج». ومضى قائلا: «بالطبع، إن طلب منا السعوديون أو الأمريكيون أن نلعب دورا، سندرس الطريقة التى يمكننا بها أن نكون مفيدين». ونسبت الولاياتالمتحدة الهجمات التى وقعت فى 14 سبتمبر الحالى وتبناها المتمردون الحوثيون فى اليمن، إلى إيران مشيرة إلى «عمل حربى» لكن طهران نفت أى مسئولية وحذرت من «حرب شاملة» فى حال تعرضها لرد أمريكى أو سعودى. وأكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن بلاده تؤيد «حلا سلميا» مع إيران. كما أوضح جونسون أنه سيبحث خلال لقائه مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى «أعمال إيران فى المنطقة» و«ضرورة إطلاق سراح نزانين زجارى راتكليف الباحثة البريطانية الإيرانية المعتقلة فى إيران. والباحثة التى كانت تعمل لحساب صندوق تومسون رويترز، الفرع الإنسانى للمؤسسة الإعلامية، معتقلة فى طهران منذ 2016 لإدانتها بتهمة المشاركة فى المظاهرات ضد الحكومة عام 2009، وهو ما تنفيه. من جهته، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمس، إلى الحذر بشأن توجيه الاتهامات حول هجمات «أرامكو»، وشكك ماكرون فى إمكانية عقد لقاء يجمع بين نظيريه الأمريكى دونالد ترامب والإيرانى حسن روحانى، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إن «الفرص للقاء يجمع ترامب وروحانى لم تتصاعد منذ الهجوم أرامكو»، وفقا لما نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية. وأرسلت باريس 7 خبراء عسكريين إلى السعودية للتحقيق فى هجوم «أرامكو»، بينهم خبراء فى المتفجرات ومسارات الصواريخ وأنظمة الدفاع الأرض/جو، وفق ما أعلن الجيش الفرنسى، الخميس الماضى. إلى ذلك، قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى: إن العقوبات الأمريكية الجديدة، التى استهدفت البنك المركزى الإيرانى للمرة الثانية، تشير إلى ما اسماه ب«يأس» الولاياتالمتحدة فى وجه المقاومة الإيرانية. وأوضح روحانى فى تصريحات نقلها التليفزيون الرسمى: «يفرض الأمريكيون عقوبات على مؤسسات مدرجة بالفعل على القائمة السوداء. يشير هذا إلى يأس أمريكا التام ويبين فشل سياسة الضغوط القصوى.. لأن الأمة الإيرانية العظيمة تقاوم بنجاح». واعتبر روحانى أن الوضع أصبح متفاقما فى المنطقة، وألقى باللوم فى ذلك على واشنطن قائلا: «(الوضع فى) المنطقة بات متفاقما.. يطلقون دعاية عن ضرر (فى السعودية) يمكن إصلاحه فى أسبوعين.. لأن أمريكا تريد غزو المنطقة». وصرح روحانى بأن «مبادرة هرمز للسلام» التى كشف النقاب عن عزمه طرحها فى نيويورك تدور حول شراكة جماعية داخل منطقة الخليج، قائلا: «إيران تتطلع إلى مشاركة جميع بلدان المنطقة فى هذه المبادرة»، وكالة أنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). بدوره، قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف: إن الحوثيين زادوا بأنفسهم من مدى صواريخهم، وبفضل ذلك تمكنوا من ضرب المنشآت النفطية فى السعودية. وأوضح ظريف فى مقابلة مع شبكة «سى بى إس» الأمريكية أن «الحوثيين حصلوا على أسلحة من الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح كان اشتراها من الأموال السعودية خلال فترة حكمه الطويلة»، مؤكدا أن «الحوثيين لديهم التكنولوجيا المتطورة والدراية الفنية التى سمحت لهم بتحسين الأسلحة التى بحوزتهم»، على حد قوله. وشدد ظريف على أن السعودية لم تقدم أى أدلة على تورط إيران فى هجوم أرامكو، معربا عن عدم ثقته فى نزاهة التحقيق الدولى. إلى ذلك، أعلنت الحكومة الإيرانية، أمس، أن الإجراءات القانونية المتعلقة بناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو» المحتجزة لديها انتهت ويمكنها المغادرة. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على ربيعى القول: «الإجراءات القانونية لناقلة النفط البريطانية انتهت، وبغض النظر عن المخالفة التى ارتكبتها، يمكنها المغادرة»، مضيفا أن «القرارات المتخذة تشير إلى انتهاء توقيفها». وكانت إيران احتجزت الناقلة، التى تحمل العلم البريطانى، فى مضيق هرمز، ردا على احتجاز ناقلة إيرانية فى منطقة جبل طارق التابعة للتاج البريطانى للاشتباه فى أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا إلى سورية بالمخالفة للعقوبات المفروضة من جانب الاتحاد الأوروبى. وأفرجت سلطات جبل طارق منتصف الشهر الماضى عن الناقلة الإيرانية.