القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل العملية الانتخابية في الرياض وجدة    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    إعدام كميات كبيرة من الأغذية والمشروبات غير الصالحة بالمنوفية    مصر تتصدر جلسات الاستدامة في معرض دبي للطيران 2025    خطوات استخراج السجل التجاري للشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر 2025    عاجل | ترمب: لم أناقش مع ممداني ما إن كان سيعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار نيويورك    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: ممدانى رجل عقلانى جدا ونتفق فى الغاية وهو ليس جهاديا.. طوارئ فى فرنسا استعدادا لحرب محتملة مع روسيا.. وزيلينسكى عن الخطة الأمريكية للسلام: نواجه لحظة حاسمة    تباطؤ إنفاق المستهلكين فى كندا خلال الربع الثالث بسبب الرسوم الأمريكية    اللواء حاتم باشات: السودان يواجه أزمة أمنية كبيرة قد تؤثر على استقرار المنطقة    ترامب: ممداني اعتمد على نفسه وحقق فوزاً رائعاً    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    شيكو بانزا: وفاة شقيقى وراء تأخرى عن مران الزمالك    شيكو بانزا يكشف تفاصيل التأخر عن الانتظام في تدريبات الزمالك.. حالة وفاة    مواعيد مباريات الجولة ال 14 مين الدوري المصري.. تأجيل 3 مباريات وتوقف جديد    اكتشاف عجز 44 طن سكر داخل مضرب بكفر الشيخ.. وضبط أمين المخازن    رمضان صبحي أمام المحكمة في قضية التزوير| اليوم    بسبب ركن سيارة.. قرار هام في مشاجرة أكتوبر    زفة تتحول إلى مأتم.. مصرع عروس وإصابة العريس وآخرين في حادث بالقليوبية    مصرع عروسة انقلبت بها سيارة الزفاف قبل التوجه لقاعة الحفل فى بنها    ترند «دولة التلاوة» فى الكويت.. متابعة جماهيرية واسعة للحلقة الثالثة    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    أحمديات: برنامج دولة التلاوة رحلة روحانية مع كلمات الله    بالأسود الملكي.. نسرين أمين تشع جمالاً في ختام القاهرة السينمائي    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    مصطفى حجاج ينفي الخلافات مع هاني محروس: هو شريك النجاح وأستاذي وقدوتي    متحدث أممي: نازحو الفاشر تعرضوا لفظائع وحشية.. ومناطق بالسودان تشهد مجاعة    هالاند يقترب من كسر رقم شيرار قبل مواجهة مانشستر سيتي ونيوكاسل    كونسيساو يشيد بأداء الاتحاد السعودي بعد الفوز على الرياض    ترامب يعلن قرب استئناف التفاوض مع مادورو: سنقدم له أمرا محددا للغاية    الداخلية تكشف ملابسات فيديو اختطاف طالب بالسويس    نيكول سابا تتألق خلال تكريمها بأفضل ممثلة عربية: مصر دايمًا مغرقاني بحبها    رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة يدعو الحكومة لمراجعة رسوم الإغراق على البليت لضمان التنافسية وتشغيل المصانع المتعطلة    آية عبد الرحمن: الشيخة سكينة حسن شهد لها كبار القراء بخشوع صوتها ودقة آدائها    تعرف على تشكيل نيس ومارسيليا بالدوري الفرنسي    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    بسبب رسامة فتيات كشمامسة.. الأنبا بولس يطلب من البابا تواضروس خلوة بدير العذراء البراموس    إقبال كثيف وانتظام لافت للجالية المصرية في الأردن بانتخابات النواب 2025    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    المصري الديمقراطي يطالب خطوات "الوطنية للانتخابات" لمنع تكرار مخالفات المرحلة الأولى    محافظ أسيوط: استمرار رصف طريق ترعة أحمد شاكر بصدفا بطول 2.4 كم    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    دعاء يوم الجمعة لأهل غزة بفك الكرب ونزول الرحمة.. اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج عن أهل غزة فرجًا عاجلًا    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    أسماء مصابي مشاجرة الأسلحة النارية في أبو تشت بقنا.. إصابات بالغة بينها طلق ناري بالعين    اسعار الدواجن اليوم الجمعه 21 نوفمبر 2025 فى المنيا    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    مرشحون يتغلبون على ضعف القدرة المالية بدعاية إبداعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما بعد الأزمة المالية الفلسطينية: معادلة الانفكاك الاقتصادى عن إسرائيل
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 09 - 2019

نشر موقع السفير العربى مقالا للكاتب «رجا الخالدى» تناول فيه الحديث عما تفرضه اتفاقية أوسلو وبروتوكول باريس من قيود على التنمية فى فلسطين وسوء استخدام إسرائيل لهذه الاتفاقيات لتحقيق مصالحها.. إلى جانب محاولة السلطة الفلسطينية التخلص من هذه الاتفاقيات.
على الرغم من الامتعاض الفلسطينى الواسع تجاه «بروتوكول باريس» ومجمل ترتيبات أوسلو، فإنه ليس واضحا بعد ما إذا كان الكيان الفلسطينى السياسى والاقتصادى والاجتماعى جاهزا لدفع ثمن تفكيك إطار أوسلو الذى بات بمثابة القفص الحديدى للحركة الوطنية الفلسطينية، وآلية لتسهيل عملية تحكم الاستعمار الاستيطانى الصهيونى فى جميع أراضى وموارد فلسطين.
بعد مرور 25 سنة على البروتوكول الموقع فى باريس بين إسرائيل وفلسطين والذى يخص العلاقات الاقتصادية، نجد أنفسنا أمام طريق مسدود، لأن الإطار السياسى الناظم لهذه العلاقات يواجه نهايته المنطقية. لربما كان هذا الاستنتاج واردا قبل عام 2019 بسنوات، حين أجمعت وجهات النظر الفلسطينية، وكذلك آراء العديد من الجهات الدولية على عدم ملاءمة إطار «بروتوكول باريس» أصلا لاحتياجات الاقتصاد الفلسطينى، وعلى تطبيقه أحادى الجانب فى أحسن الأحوال. حتى البنك وصندوق النقد الدوليان لم يعودا يُنكران أن البروتوكول أصبح يوظَف من قبل إسرائيل كعصا غليظة تقوض إمكانية بناء اقتصاد فلسطينى «منتج ومستقل وسيادى». وفى السنوات الأخيرة نشرت دراسات وجرت نقاشات عديدة تظهر إمكانيات بلورة سياسة تجارية فلسطينية منفصلة عن قيود البروتوكول، حتى ولو تدريجيا، وفى غياب تحقيق السيادة وإقامة الدولة.
التطورات السياسية والاقتصادية خلال السنة الحالية أظهرت تلك الحقيقة بجلاء أكثر، وخاصة على ضوء الأزمة المتفاقمة للمالية العامة الفلسطينية منذ مارس 2019، إثر تطبيق القانون الإسرائيلى باقتطاع جزء من الإيرادات الضريبية التجارية الفلسطينية التى تحول شهريا (أموال المَقاصة)، وهو الجزء المساوى للمخصصات المالية الفلسطينية لأسر الأسرى التى يكفلها القانون الإنسانى الدولى واتفاقية جنيف الرابعة. كشف الموقف الرسمى الفلسطينى بعدم قبول أى أموال مقاصة منقوصة عن عمق الرغبة (والحاجة) الفلسطينية «لفك الارتهان» بالاقتصاد الإسرائيلى، والتحرر من تمسك الأخير بجميع مفاتيح التنمية الاقتصادية الفلسطينية.
بغض النظر عن المصير المباشر لهذه المواجهة، ومدى توسع رقعة الأزمة المالية وآثارها لتشمل جميع قطاعات الاقتصاد، وذلك بحلول نهاية العام، فإنه لم يعد ممكنا العودة إلى حالة «الأعمال كالمعتاد» فى العلاقة الاقتصادية الفلسطينية الإسرائيلية التى أصبحت متأزمة وخاضعة لمراجعة شاملة من قبل جميع فئات وطبقات ومؤسسات الشعب الفلسطينى. ومع أنه لا لبس فى الامتعاض الفلسطينى الواسع تجاه البروتوكول ومجمل ترتيبات أوسلو، فإنه لا يبدو ما إذا الكيان الفلسطينى جاهزا لدفع ثمن انهيار أو تفكيك إطار أوسلو..
أزمة مقاصة أم مأزق أوسلو؟
اندلعت المواجهة المالية الفلسطينية مع إسرائيل فى 2019 كجبهة جديدة من جبهات الصراع المختلفة والمتغيرة. ربما كان متوقعا لدى البعض أن تقبل السلطة الفلسطينية بهذا الإجراء الإسرائيلى المالى أحادى الجانب أو أن تساوم بشأنه، حيث أصبح من المعتاد خلال السنوات الماضية بأن تقوم إسرائيل بخصم ما تقرره من أموال المقاصة الضريبية المفروضة على التجارة الخارجية الفلسطينية، والتى تجبيها تماشيا مع بنود بروتوكول باريس. حدث ذلك مثلا لتسديد «فواتير» فلسطينية متراكمة للكهرباء التى تبيعها إسرائيل لشركات التوزيع الفلسطينية، أو لتغطية تكاليف التحويلات الطبية الفلسطينية للمستشفيات الإسرائيلية. لكن الرئيس الفلسطينى قرر هذه المرة بأنه لا مساومة حول مستحقات أسر الأسرى، ولا شرعية للقانون والقرار الإسرائيلى بشأنها، ورفع شعار عدم الخضوع للابتزاز المالى الإسرائيلى.. مهما كلف ذلك من ثمن للمالية العامة الفلسطينية، التى تعتمد بشكل كبير على إيرادات المقاصة البالغة نحو 190 مليون دولار شهريا (والتى تشكل 67 بالمئة تقريبا من إيرادات السلطة السنوية، التى وصلت إلى 3.4 مليار دولار عام 2018).
مهما كانت الاعتبارات أو الحسابات الاستراتيجية التى استند لها هذا القرار الفلسطينى الجرىء، فإنه جاء انسجاما مع الموقف الفلسطينى الرافض للسياسة الأمريكية المعادية تجاه قضية فلسطين، وأيضا فى مواجهة الموقف الإسرائيلى المتطرف الذى نجح بالقضاء منذ 2014 على فرص مواصلة العملية التفاوضية التى رعتها الإدارة الأمريكية السابقة. كما يتماشى مع الموقف الذى تبناه المجلسان الوطنى والمركزى ل م.ت.ف. والقيادة الفلسطينية منذ 2017 بضرورة مراجعة وتعديل بروتوكول باريس أو التخلى عنه، وصولا إلى آخر صيغة لهذا الموقف، الذى أعلن عنه أيضا الرئيس بنفسه فى يوليو 2019، «بوقف العمل» بجميع الاتفاقيات الموقعة، دون معرفة كيف ومتى سيتم ذلك.
فى جوهره، أنشأ البروتوكول ما يشبه «اتحادا اقتصاديا» يذهب أبعد من مجرد اتحاد جمركى بين الاقتصاد الإسرائيلى والاقتصاد الفلسطينى. فى تصميمه وتطبيقه، لا يفى البروتوكول بهدفه المعلن بجسر الفجوات الاقتصادية الكبيرة بينهما. كما ويحرم الطرف الفلسطينى من الحيز اللازم لتطبيق سياسات من شأنها رسم نهج تنموى مناسب للاقتصاد الفلسطينى. هناك العديد من الحجج الاقتصادية، النظرية، والتجارب الفعلية والتقارير والدراسات الفلسطينية والدولية التى تؤكد بمجملها أن التقيد بالبروتوكول يعيق إمكانية انتهاج سياسة تنموية فلسطينية، ويكرس محاور التبعية الفلسطينية للاقتصاد الإسرائيلى، ويحول دون إمكانية بناء «اقتصاد وطنى» لدولة فلسطينية مستقلة. بل إن إسرائيل لا تنظر للبروتوكول ولا تطبقه إلا كوسيلة اقتصادية لتحقيق سياساتها الاستيطانية الاستعمارية.
هكذا، يبدو أن الرئيس الفلسطينى «رسم خطا على الرمال» فى رهانه بأن إسرائيل ستُجبر بطريقة أو بأخرى على التراجع عن اقتطاع مبلغ 138 مليون دولار سنويا من أموال الضرائب الفلسطينية الشرعية.. ربط بعض المراقبين هذا الموقف بتوقع القيادة الفلسطينية حدوث تغيير سياسى فى إسرائيل بعد الانتخابات الإسرائيلية وبافتراض أن المالية العامة الفلسطينية تحملت مثل هذا التجميد فى تحويل أموال المقاصة فى الماضى لمدد تراوحت بين 6 12 شهرا. لكن الوضع اليوم ليس كما كان فى 2006 أو 2012، حين كانت هنالك عملية سياسية جارية، وكان من الممكن تسوية مثل تلك المشكلات العابرة من خلالها.
بالتالى، يبدو أن «أزمة المقاصة» أصبحت بمثابة الفتيل البطىء الذى قد يشعل ليس فقط قنبلة إفلاس مالى للسلطة الوطنية وانهيار اقتصادى أشمل، بل إنها تشكل منعطفا جذريا فى الرؤية الفلسطينية تجاه العلاقة الثابتة منذ 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وبين الاقتصادين الإسرائيلى والفلسطينى.
***
بعد مضى نحو ستة أشهر منذ بدء تطبيق الإجراءات التقشفية للسلطة الفلسطينية، وتبنى «موازنة طوارئ»، لم يتضح بعد مدى تأثر الاقتصاد بهذه الأزمة. على الرغم من توقع أن تصل الآثار التقشفية فى النفقات الحكومية إلى الاقتصاد الخاص آجلا أو عاجلا، لم تنشر حتى الآن الإحصاءات المالية والاقتصادية الكفيلة برصد المؤشرات الأكثر دلالة للحالة الاقتصادية الأوسع: الإنتاج والاستثمار.. إلخ. هناك التقارير الإحصائية الجزئية التى يشير بعضها إلى عدم حدوث إخلال بالإنتاج الصناعى، أو بنسبة وقيمة الشيكات المعادة دون رصيد، بينما نسبة البطالة واصلت انخفاضها البطىء فى الضفة الغربية منذ 2017 وخلال النصف الثانى من 2019. لكن غيرها من المؤشرات تشير إلى تراجع بينما غيرها يشير إلى تراجع الثقة والخطط الاستثمارية لدى قطاع الأعمال. فى هذه الأثناء راجعت سلطة النقد الفلسطينية تنبؤاتها للنمو فى الإنتاج المحلى لعام 2019 من 0.9 بالمائة إلى 0.5 بالمئة، ما يعكس ربما تقديرها للأثر بالحد الأدنى على الاقتصاد الكلى والطلب الإجمالى بفضل التراجع فى الاستهلاك والاستثمار الحكوميين.
لكننا لا نحتاج إلى البيانات الأخيرة الدقيقة لتحديد ما يمكن توقعه من قنوات انتقال الأزمة، من مستوى كونها محصورة فى القطاع الحكومى إلى مستوى التأثير على الحركة التجارية أولا، ثم على زيادة مديونية أسر الموظفين، ثم على شركات القطاع الخاص المعتمدة على الإنفاق الحكومى، ثم على القطاع المصرفى الذى وصلت تسهيلاته للحكومة إلى سقف الإقراض الممكن. وهذا يضاف إلى المتأخرات المتراكمة لدى الحكومة لصالح موردى القطاع الخاص، التى وصلت إلى نحو 480 مليون دولار بنهاية 2018، ومع تسديد جزء منها فيما بعد، ثم تراكمت متأخرات جديدة بنحو 230 مليون دولار خلال النصف الأول من 2019. وحتى الآن فإن القطاع المصرفى استطاع أن يتحمل عبء مديونية القطاع العام، ويسهل أمر الأسر المعتمدة عليه لتأمين دخلها الثابت، كما استطاع القطاع الخاص تحمل عبء المتأخرات، وما زالت عجلة الاقتصاد تدور، حتى ولو بصعوبة وحذر.
هذا يعنى أن الحالة الراهنة قد تطول لبعض الأشهر الإضافية قبل أن تتحول إلى أزمة مصرفية مالية، أو اقتصادية أوسع. اللافت هنا أنه بينما كان القطاع العام هو المولد الرئيسى للنمو والطلب الإجمالى، بات اليوم القطاع الخاص هو ركيزة ديمومة الاقتصاد والملاذ الأخير لصموده فى مثل هذه المواجهة الصعبة. ستكون المؤشرات الأكثر دلالة خلال الأشهر القادمة على انتشار الصدمة المالية إلى الاقتصاد الخاص، هى تلك المصرفية خاصة: اتجاهات التسهيلات الائتمانية والودائع لكل من الحكومة والقطاع الأسرى، والقروض المتعثرة والشيكات المعادة، بالإضافة إلى مؤشرات الاستثمار الإنتاجى والسكنى والإنتاج الصناعى ومن ثم اتجاهات التجارة الخارجية وخاصة قيمة الواردات.
حتى ولو صعدت القيادة الفلسطينية على الشجرة دون أن تترك لنفسها سلما للنزول عنها، وهى ترفض «الحلول التقنية» التى طرحتها جهات دولية وإسرائيلية للالتفاف على مشكلة اقتطاعات المقاصة مع حفظ ماء وجه الطرفين، فإن التراجع الفلسطينى هذه المرة لا يبدو واردا. والرهان الوحيد ليس على الدعم العربى أو الدولى، بل على التماسك الاجتماعى والسياسى والاقتصادى، وعلى الاستجابة العامة للإشادة المتكررة من قبل الرئيس والقيادة لمدى تحمل الموظفين والقطاع الخاص والشعب لتبعات هذه الأزمة. تستند هذه المراهنة بدورها على الأمل بأن حسابات الطرف الآخر (أو التغيير فى الخارطة السياسية الإسرائيلية) ستوصله من تلقاء نفسه إلى الإقرار بالتراجع.
النص الأصلى:من هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.