اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أمس، أن عدم قدرة أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية المتطورة في السعودية على التصدي لخطر الطائرات بدون طيار "الدرونز" وصواريخ كروز التي استهدفت منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو النفطية العملاقة، يرجع إلى أن تلك الأنظمة مصممة للتعامل مع تهديدات مختلفة. وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن الجيش السعودي على غرار الجيوش التقليدية الأخرى في الشرق الأوسط، يسعى لتوفير الحماية من تهديدات الطائرات بدون طيار "الدرونز"، الرخيصة ذات التكنولوجيا البسيطة"، مضيفة أن "المملكة أنفقت مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة على منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية المصممة لإسقاط أهداف عالية التحليق مثل الطائرات المعادية أو الصواريخ البالستية". وتابعت الصحيفة أن "صور الأقمار الصناعية تشير إلى أنه تم تثبيت تلك المنظومة منذ فترة قريبة في بقيق، حيث استهدفت هجمات السبت الماضي معمل لشركة أرامكو النفطية السعودية"، لافتة إلى أن "الدرونز وصواريخ كروز تحلق على مستوى منخفض للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها بواسطة رادار باتريوت". ونقلت الصحيفة عن عمر العمراني، المحلل العسكري في مركز "ستراتفور" للدراسات الجيوسياسية والاستخباراتية قوله: "إن الدرونز وصواريخ كروز ليست ضمن التهديدات التي صممت هذه الأنظمة للتصدي لها"، مضيفا أن "هذا الهجوم كان شيئًا جديدًا ولم يتوقع السعوديون حدوثه"، مشيرا إلى أن "مسار التصعيد يعد خطيرًا للغاية بالنسبة للمملكة لأنه يعرض بنيتها التحتية في مجال الطاقة لضربات إيرانية انتقامية". بدوره، قال مايكل إيلمان، الخبير في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، إن الحطام الصاروخي الذي عرضته السعودية في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، بدا أنه صاروخ إيراني من طراز "القدس-1"، الذي يتراوح مداه ما بين 1000 كلم و500 كلم، لذلك فالاحتمال الأرجح أن الهجوم انطلق من العراق أو إيران، والأكيد أنه لم ينطلق من اليمن. ورأت "جارديان" أن "هجوم أرامكو" جعل حدوث انفراجة دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران أمرا بعيد المنال على المدى القصير، مشيرة إلى أن المحللين يرجحون رد فعل عسكري محدود محسوب بدقة لردع إيران عن تكرار الهجوم، دون أن يؤدي الرد لإثارة صراع شامل. ورجح روبرت ماكنالي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، أن يتمثل الرد المحدود في إطلاق الجيش السعودي أو الجيش الأمريكي، أو كليهما، مجموعة من صواريخ كروز ضد المنشآت أو المنطقة التي انطلق منها الهجوم.