الشائعات والأسعار وراء استمرار هذه الظاهرة.. منذ 3 سنوات السوق الألمانية تتصدر أعداد القادمين للمقاصد المصرية.. والأسواق الواعدة تتزايد تنوع شركات الترويج يساهم فى تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج قال الخبير السياحى سامح حويدق نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر إن حجوزات اللحظات الأخيرة «اللاست منت» مازالت هى المسيطرة والمتحكمة فى حركة السياحة الوافدة لمصر وبنسبة تزيد على 75 % خلال الثلاثة أعوام الأخيرة. مشيرا إلى أن حجوزات «الايرلى بوكينج» كانت نسبتها فى السابق تتجاوز 50 % والآن أصبحت لا تتجاوز 25 % فقط وهو تغيير عالمى كبير فى طبيعة الحركة الوافدة لمصر. أضاف حويدق فى تصريحات ل «الشروق مال وأعمال» أن السبب الرئيسى فى هذا التغيير وزيادة حجوزات اللحظات الأخيرة هو انتشار الشائعات المضادة عن مصر سواء فيما يتعلق بالتنبؤ بأى حوادث إرهابية مثلا أو التشكيك فى صحة وسلامة الغذاء فى بعض المناطق السياحية أو شيء آخر يمكن أن يؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة لمصر. وضرب نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر مثالا بتجربة حية عن إشغالات الفنادق خلال شهر سبتمبر الحالى، حيث كانت الحجوزات الفعلية بمدينة الغردقة فى بداية الشهر الماضى تتراوح ما بين 30 % إلى 35 % ولكن عندما بدأ شهر سبتمبر وأصرت معظم الفنادق على عدم النزول بالأسعار ارتفعت إشغالات الفنادق خلال الشهر الحالى إلى أكثر من 85 % وذلك لثقة منظمى الرحلات الأجانب والسائحين فى المقصد السياحى المصرى والمقومات المتميزة التى يتمتع بها مقارنة بالمقاصد السياحية المنافسة. وقال إن التعاقدات السياحية التى تم الاتفاق عليها فى الموسم الشتوى المقبل تعتبر جيدة ومن الممكن أن تتضاعف أو تقل حيث إننا لا نستطيع التأكد من إتمامها أو زيادتها بسبب ظاهرة حجوزات «اللاست منت».. حيث يعتقد السائح أنه كلما تأخر فى حجز الغرف التى يحتاجها خلال أجازته يحصل على سعر أرخص. لافتا إلى أنه بنهاية العام الحالى ستكون هناك زيادة فى الأعداد بالمقارنة بالعام الماضى ولكنها ليست الزيادة التى كنا نأملها أو المتوقعة. وطالب حويدق بضرورة التصدى لمثل هذه الشائعات التى تحاك ضد مصر ولابد من أخذ الأمر مأخذ الجدية ومعالجة السلبيات التى تنتج عن هذه الشائعات حيث لا يمكن إهمالها بل يجب البحث فى أسباب إطلاق مثل هذه الشائعات وطرق علاجها. واستنكر حويدق الشائعات التى ترددت خلال الفترة الأخيرة من بعض وسائل الاعلام الأجنبية خاصة «الصحف البريطانية» للترويج لوجود مشكلات فى الفنادق المصرية وإصابة السائحين ببكتريا الايكولاى خلال قضاء إجازاتهم فى مصر. مؤكدا أن الفنادق المصرية تتمتع بجودة عالية وتتبع أعلى وأرقى درجات الصحة والسلامة الغذائية. أكد حويدق أن السوق الألمانية تتصدر مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الحالى وهناك أسواق جديدة واعدة بدأت تضاعف من حركتها لمصر خلال الموسم الصيفى الحالى مثل السوق الرومانية تليها السوقين البولندية والانجليزية التى تشهد الحركة الوافدة منها ارتفاعا كبيرا خاصة لمنطقة البحر الاحمر، بالاضافة إلى أسواق أوروبا الشرقية. وبالنسبة لحملات الترويج للسياحة فى الخارج أكد الخبير السياحى سامح حويدق أن أهم الايجابيات فى هذه الحملة أن الشركة المسئولة عن الترويج السياحى لمصر فى الخارج ستقوم بالترويج لكل دولة على حده خاصة أن كل دولة لها طبيعة فى التسويق والترويج. مشيدا باستجابة وزارة السياحة لطلب القطاع بضرورة وجود شركات متخصصة فى الدعاية لها، حيث إن طبيعة كل سوق تختلف عن الآخر فمثلا السوق السوق الالمانية تختلف فى متطلباتها وطباعها عن أسواق أخرى. وأشار إلى أن طبيعة الشعوب مختلفة وكل شعب له خصائصه والطريقة التى يفضلها فمن المهم جدا والضرورى أن تكون الشركة التى تتولى الدعاية لمصر من داخل كل دولة. لافتا إلى أهمية إشراك القطاع الخاص فى تحديد الشركة التى تتولى الدعاية فى أى سوق لما يمتلكه القطاع الخاص من خبرة كبيرة. اضاف أن القطاع السياحى يقدر اهتمام وزيرة السياحة فى بدء حملات الترويج التى طال انتظارها. مشيرا إلى أنه مع بداية حملة التسويق والترويج للسياحة المصرية والتى أطلقتها الوزارة تحت مسمى People to People فإن القطاع السياحى المصرى يعقد آمالا كبيرة على هذه الحملة لتحسين الصورة الذهنية والترويجية للمقصد السياحى المصرى بما يليق به كمقصد متميز وفريد.. مؤكدا أنها تحمل نفس المعنى ونفس الروح لشكل الدعاية ولكن من الضرورى جدا التعاقد مع شركات متخصصة فى الدعاية لكل بلد على حدة لأن كل بلد له آلياته للوصول للمستهلك وتختلف من دولة لأخرى فهناك بلاد تعتمد فى الدعاية على التليفزيون أو الراديو وهناك من يعتمد على الأوت دور فى محطات المترو والمواصلات وغيرها من الوسائل وهذا طبقا لكل دولة وظروفها. وطالب بالتركيز فى الدعاية فى الاسواق التقليدية وغير التقليدية من خلال شركات كبيرة ومتخصصة فى كل دولة على حدة باعتبار أن كل شركة فى هذه الدول على دراية بمتطلبات السوق والسائح ويعرفون جيدا ما يناسب السائح فى هذه الدول فى السوق المصرية من خلال مقاصده المختلفة.. كما يجب أن ننتهز الفرصة فى ظل حالة الاستقرار التى تشهدها البلاد حاليا لنتجاوز معدلات السياحة فى عام الذروة 2010.