بسعر 175 دولارا، لا يعتبر حذاء كرة السلة "إير جوردان 1 هاي أو جي تي إس" ذو الإنتاج المحدود من شركة نايكي رخيص الثمن. ومع ذلك، بيعت الأحذية الشهيرة في غضون دقائق، وفي سوق السلع المستعملة، وصل سعر الحذاء إلى 2849 دولارًا ، وفقا للمقاس. ولا يعد مفهوم جمع الأحذية أمرا جديدا. لكن الأحذية الرياضية - مثل الفن والسيارات القديمة والويسكي النادر- تتطور إلى أدوات مالية بديلة، وهي تنمو بسرعة. وقبل سنوات، كان لدى جوش لوبر وجريج شوارتز فكرة، وهي أن تجارة ملابس الشباب غير الرسمية النادرة يمكن أن تكون مربحة. وفي عام 2016، أسس رجلا الأعمال الأمريكيان، إلى جانب مالك فريق كليفلاند كافالييرز لكرة السلة، دان جيلبرت ، بورصة "ستوك اكس" عبر الإنترنت. وفي البورصة، يمكن للمستخدمين شراء وبيع حقائب اليد والساعات المطلوبة، والملابس من العلامات التجارية الشهيرة المرتفعة الثمن، مثل "سوبريم" و"بابي" وأحذية رياضية، يصعب العثور عليها مثل "جوردان" وييزي". ويبدو أن هذا العمل التجاري مزدهر. في منتصف عام 2019 ، أنهت "ستوك اكس"جولة تمويل مع العديد من المستثمرين، حيث بلغت قيمة الشركة ومقرها ديترويت أكثر من مليار دولار. وفي نفس وقت ضخ الأموال، تمكنت الشركة من جذب سكوت كاتلر المدير العام لموقع "اي باي" الشهير للمزادات عبر الإنترنت للعمل به. وتعهد كاتلر بأن "تحدث ستوك إكس ثورة في التجارة الإلكترونية". وتزعم الشركة أنها واحدة من أسرع شركات التكنولوجيا نمواً في العالم. ومن الصعب التحقق من هذا الزعم، لأن الشركة لم تنشر تقارير مالية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن مثل هذه الشركة الحديثة نجحت في الوصول إلى قيمة مليار دولار تستحق الملاحظة في حد ذاتها، وتظهر الإمكانات الهائلة التي يراها المستثمرون فيها. ويستمد جزء من هذه القيمة من ثقافة محبي الأحذية الرياضية، هواة جمع الأحذية الرياضية النادرة. لقد كانوا مهووسين بالفعل بعلامات تجارية شهيرة مثل "اير جوردان" أو "كونفرس تشاك تايلور"قبل فترة طويلة من امتلاك نجوم موسيقى الراب مثل"كاني ويست" و"ترافيس سكوت" مجموعاتهم من علامات تجارية مثل "نايكي" و"اديداس". ولكن ما كان يقتصر في البداية على مجموعة صغيرة نسبيا من هواة جمع الأحذية الرياضية، أصبح الآن أكثر انتشارا - وبالتالي أكثر إثارة لاهتمام عالم المال. وقد أصبحت العمليات المحدودة لطرح أو إطلاق ملابس شبابية غير رسمية، أحداثا تجارية ضخمة. وفي منطقة سوهو في نيويورك أصبحت الطوابير الطويلة أمام متاجر الأحذية الرياضية، مشهداً شائعاً الآن. وفي الوقت الحاضر، تساعد التطبيقات الخاصة والمواقع الإلكترونية على إبقاء المعجبين على دراية مستمرة بالإصدارات الحصرية. وعادةً لا يرغب هواة جمع الأحذية الرياضية أو الملابس الشبابية في إعادة بيعها – مثل الأشخاص الذين يشترون سلعًا نادرة ثم يعيدون بيعها مقابل سعر أعلى، لكن العديد من محبي الأحذية الرياضية ليسوا ضد كسب القليل من المال عن طريق شراء حذاء إضافي وبيعه مقابل مبلغ أكبر من المال. ولكن بفضل العوائد المرتفعة، أصبحت سوق إعادة البيع أكثر احترافية. حتى أن القراصنة يحاولون الآن التغلب على الآخرين في شراء جميع الأحذية خلال المبيعات عبر الإنترنت من أجل كسب بعض النقود الإضافية. وقد أظهر مزاد في نيويورك في يوليو 2019 القيمة التي يمكن أن تصل إليها هذه الأحذية الرياضية: فقد دفع رجل أعمال وجامع أحذية كندي 500ر437 دولار مقابل حذاء من أحذية "مون" من "نايكي" - وهو رقم قياسي جديد. وعند تصميم النموذج، يقال إن بيل بورمان، أحد مؤسسي نايكي، سعى للحصول على نعل فريد من نوعه، من خلال وضع المطاط في الوافل الذي تستخدمه زوجته، وفقًا ل نايكي لور، وقد تم صنع حوالي 12 حذاء فقط بهذه الطريقة، وكان الحذاءالذي تم بيعه بالمزاد هو الوحيد المعروف الذي ثبت عدم استخدامه من قبل. وتعد البورصات الإلكترونية عبر الإنترنت مثل "ستوك اكس" حيث يتم التعامل مع الأحذية الرياضية مثل العملة، إلى حد ما، النتيجة المنطقية للازدهار الذي حدث. ولا توفر المنصات الإلكترونية إمكانية الوصول فقط إلى السلع التي يصعب الحصول عليها، ولكنها تقدم أيضًا عملية فحص دقيقة لتلك السلع. ويعد التحقق من الأصالة ميزة إضافية رئيسية، نظرًا لوجود العديد من المنتجات المقلدة، والتي يصعب اكتشاف أنها ليست أصلية. وعبر الإنترنت، تقدم شركة "ستوك اكس" نفسها كنوع من موقع استثمار - يتم حساب مدى جودة أحذية معينة في أوقات معينة، بناءً على مؤشر مستمر للعرض والطلب. مؤشر "جوردن" بدلاً من مؤشر "داو جونز"؟ قد يبدو الأمر سخيفًا ، لكن السوق ليست صغيرة. يقدر بنك "كوين آند كو" الاستثماري أن قيمة سوق الأحذية الرياضية وملابس الشباب غير الرسمية في أمريكا الشمالية وحدها، ستنمو إلى حوالي 6 مليارات دولار بحلول عام 2025، من ملياري دولار حاليًا. وهذه الأرقام مرتبطة بالسوق الثانوية فقط، للسلع التي يعاد بيعها. وبالتالي، لا عجب في أن هذا القطاع كان منذ فترة طويلة جذابًا لعمالقة الملابس الرياضية مثل نايكي واديداس وبوما. إن الضجة حول المقتنيات المتميزة تعطي العلامات التجارية المزيد من الجاذبية، وتصبح مفيدة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بجذب مستهلكين شباب. ولا تشارك نايكي واديداس وغيرهما من الشركات في هوامش الربح من هذه المجموعات المحدودة، لكن هذه الشركات لن تعمل مع موسيقيين ورياضيين من المشاهير إذا لم تكن مربحة. ومع ذلك، كما هو الحال في جميع الأسواق، ينبغي أن يدرك المستثمرون أنه ليس كل حذاء رياضي سيحقق عائدات، وأن أسعار الأحذية الرياضية يمكن بسهولة أن تهبط بشدة- وهو شيء ليس مناسبا للمستثمرين الذين لا يتمتعون بالجرأة وحب المغامرة.