رغم فوزه باللقب التاسع عشر له في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى، لا يسيطر هاجس اللقب العشرين ومعادلة رقم المنافس العنيد روجيه فيدرر على نجم التنس الإسباني رافاييل نادال المصنف الثاني على العالم. وتوج نادال بلقبه الرابع في بطولة أمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) آخر بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى في الموسم الحالي بعد فوزه الثمين والصعب 7 / 5 و6 / 3 و5 / 7 و4 / 6 و6 / 4 على الروسي دانيال ميدفيديف المصنف الخامس للبطولة مساء أمس الأحد (صباح اليوم الاثنين بتوقيت جرينتش) في المباراة النهائية التي استغرقت أربع ساعات و50 دقيقة. ورفع نادال رصيده إلى 19 لقبا في البطولات الأربعة الكبرى من بينها 12 لقبا في بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) وأربعة ألقاب في فلاشينج ميدوز إضافة للقبين في إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) ولقب واحد فقط في أستراليا المفتوحة. وأصبح نادال /33 عاما/ على بعد لقب واحد من معادلة رصيد منافسه التقليدي العنيد السويسري روجيه فيدرر الذي أحرز 20 لقبا (رقم قياسي) في هذه البطولات حتى الآن. ولكن هاجس الفوز باللقب العشرين ومعادلة رصيد فيدرر لا يستحوذ على نادال الذي يمتلك فرصة جيدة لتحقيق هذا في الموسم المقبل عندما يكون فيدرر في التاسعة والثلاثين من عمره. وذكر ديفيد دي خيا حارس مرمى المنتخب الإسباني لكرة القدم ، على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، : "نادال ينتمي لكوكب آخر". ووصف نجم التنس الأمريكي السابق بيلي جان كينج اللاعب الإسباني المخضرم نادال بأنه "لا يقهر" فيما أوضح ميدفيديف نفسه أن تشكيلة ألقاب نادال في البطولات الأربعة الكبرى "خيالية ولا يمكن تصديقها". وكانت مباراة النهائي أمس اختبارا مثيرا لنادال في مواجهة أحد ممثلي الجيل الجديد من النجوم الصاعدين الواعدين ، ونجح نادال بالخبرة في حسم اللقاء لصالحه بعد منافسة شرسة على مدار خمس مجموعات في المباراة. ولم تتسم مباراة الأمس بنفس الدراما التي اتسم بها النهائي الأسطوري بين نادال وفيدرر في ويمبلدون عام 2008 عندما فاز نادال على منافسه العنيد فيدرر بشوط فاصل 9 / 7 في المجموعة الخامسة الحاسمة. ولكن انتصار الأمس منح نادال اللقب التاسع عشر ووضعه على بعد لقب واحد من معادلة رصيد فيدرر الذي يكبر نادال بخمس سنوات. ومع التفوق الهائل الذي لا يزال نادال يتمتع به في رولان جاروس ، يبدو الرقم القياسي لفيدرر في مهب الريح. وقال نادال : "أشعر بالفخر لكوني جزء من هذا الصراع... ولكن لعبة التنس ليست قاصرة على بطولات الجراند سلام". كما أكد نادال مجددا أنه ليس مهووسا بالأرقام القياسية. وأوضح : "لا يمكن أن تظل اليوم كله تفكر في أن شخصا ليده ألقاب أكثر منك أو أقل لأنك ستصبح منزعجا ومرتبكا. كل ما أنجزته في مسيرتي الرياضية يفوق ما فكرت فيه وما كنت أحلم به". وأضاف : "أود أن أكون الأكثر بالطبع. ولكنني أرى فعليا أنني لن أكون أكثر أو أقل سعادة إذا حدث هذا أو لم يحدث. ما يمنحك السعادة هو القناعة الشخصية التي تمنحها لنفسك. في هذا الأمر ، أتحلى بالهدوء الشديد والسعادة البالغة مع نفسي". وبدا نادال سعيدا للغاية بعدما أحبط مغامرة ميدفيديف وأفسد انتفاضته خلال المباراة. وقال نادال ، لدى تسلمه كأس البطولة ، : "كانت مباراة مثيرة ومجنونة... سيطرت على المباراة بشكل أو بآخر. ولكن موسم ميدفيديف هذا الصيف من أفضل المواسم التي شاهدتها في حياتي. الطريقة التي كان يكافح بها ويغير بها إيقاع اللعب كانت رائعة ولا يمكن تصديقها". وأوضح : "هذا الفوز يعني الكثير بالنسبة لي خاصة وأن المباراة كانت في غاية الصعوبة ، ونجحت في السيطرة على أعصابي". وأضاف : "كانت واحدة من أكثر الليالي حماسا في مسيرتي الرياضية في ظل كل هذا التشجيع. كان هذا التشجيع طاقة مدهشة... مثل هذه اللقاءات في نهائيات البطولات الكبرى تجعل هذه المباريات خاصة للغاية. الدراما التي شهدتها نهاية المباراة جعلت هذا اليوم يوما لا ينسى. إنه جزء من تاريخي في هذه الرياضة". وتغلب نادال في العام الحالي على الإصابات التي طاردته كثيرا في الأعوام الماضية وتوج بلقبي رولان جاروس وفلاشينج ميدوز كما وصل لنهائي أستراليا المفتوحة وللمربع الذهبي في ويمبلدون ليكون عاما رائعا بالنسبة له في البطولات الكبرى. كما أحرز نادال هذا العام لقب بطولتي روماومونتريال للأساتذة علما بأنه تغلب على ميدفيديف في نهائي مونتريال 6 / 3 و6 / صفر. ويمتلك نادال ثاني أفضل رصيد من الانتصارات في مباريات الموسم الحالي حيث حقق 47 انتصارا ليأتي خلف ميدفيديف الذي حقق 50 انتصارا حتى الآن كما تأهل نادال للبطولة الختامية لموسم بطولات المحترفين (نهائي الدوري العالمي) المقررة في لندن. وأظهر نادال إمكانياته العالية ومهاراته في مواجهة ميدفيديف أمس ليتوج بجدارة باللقب علما بأن أول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى كان في بطولة رولان جاروس عام 2005 .