استخدم الإنسان منذ آلاف السنوات، فطر المشروم المخدر لبلوغ حالة استثنائية من الهلوسة والخيال لكن فريقا واعدا لجامعة "جونس هوبكينز" الأمريكية، يسعون لإثبات فعالية المشروم لعلاج أمراض نفسية كالاكتئاب والزهايمر والإدمان. وتستعرض "الديلى ميل البريطانية" المشروع الجديد الذى بدأ بتمويل قدره 13 مليون دولار أمريكى.. ويعد المركز الجديد لعلاج الأمراض العصبية بعقارات الهلوسة هو الأول من نوعه فى أمريكا والأكبر فى العالم، حيث يعكف فى المقام الأول على دراسة أثر مادة "السيلوسيبين" المخدرة فى فطر المشروم على حالات من مرضى الاكتئاب والاضطراب ما بعد الصدمة مستندين لامتلاكها مفعولا سحريا يفوق مثيله فى الأدوية التقليدية. ويقول "باول روثمان" المدير التنفيذى للمشروع: "ستسعى جامعة جونس هوبكين على تقديم العلاج المبتكر للمرضي لديها حيث تريد إثبات أنه كما للدواء التقليدى دور فى علاج الأمراض العصبية فلعقارات الهلوسة دورا كذلك". ويعمل بالمركز 11 متخصصا فى الأمراض العصبية والأطباء النفسيين والخبراء فى عقارات الهلوسة. يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تفرض قيودا صارمة على استخدام عقارات الهلوسة فى العلاج ولكن إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية، سمحت بتنفيذ المشروع منذ عام 2000 وما أخر البداية الفعلية كان شح التمويل المادى، والذى ساهم فى حله عدد من المستثمرين الذين أنفقوا 13 مليون دولار لبدئه. - مواد مخدرة يحويها المشروم مفيدة للدماغ ويعد "الكتامين" من أبرز عقارات الهلوسة التى يحويها المشروم، وتم السماح باستخدامها لأغراض العلاج فى أمريكا مارس الماضى، حيث أثبت العلماء امتلاك "الكيتامين" مفعولا أسرع لمعالجة الاكتئاب إذ يوفر اتصالا جيدا داخل الجهاز العصبى ما يقضى على الأعراض السيئة للمرض. ويعتبر "السيلوسيبين" وهو محور دراسة المركز مادة هلوسة عالية التأثير، حيث يعزز مرونة الجهاز العصبى ويعطل الوضع الافتراضى للدماغ، بينما ينشط الوضع التخيلي ما يكون له تأثير جيد على مرضى الاكتئاب والاضطراب ما بعد الصدمة أثناء مرحلة العلاج. وفتحت إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية، منذ أسابيع الطريق أمام أول تجربة سريرية هى الأكبر من نوعها لاستخدام "السيلوسيبين" على المرضى. ويستخدم عقار ال"إم دى إم إم إيه" لعلاج إضطراب ما بعد الصدمة، حيث يعمل على تثبيط مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن العواطف والخوف والتى تنشط فى حالة الاضطراب. ويعطى الأطباء الحالات جرعة من ال"إم دى إم إيه" ليبقوهم تحت الملاحظة لمدة 8 ساعات. ويدخل عقار ال"إل إس دى" فى علاج الاكتئاب والهوس، حيث يشابه ال"إل إس دى" مادة "السيروتونين" الموجودة بشكل طبيعى فى الدماغ، وتؤدى تجربة ال"إل إس دى" على المرضى من تحديد الكيفية المناسبة لضبط مادة ال"سيروتونين" فى المخ بينما أظهرت التجارب حتى الآن نجاحا واعدا.