•يجب التمسك بمبدأ المسؤولية المشتركة وتوفير التمويل المستدام والمناسب للدول النامية لمواجهة الظاهرة •يعلن انضمام مصر إلى ميثاق «ميتز» إيمانا منها بضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي •يؤكد ضرورة العمل على تعزيز الإطار القانوني لحظر تلوث المحيطات وخاصة مخلفات البلاستيك قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن قضايا البيئة وتحدياتها تحتل حيزًا كبيرًا من اهتماماتنا اليومية، حيث تمتد آثارها إلى مختلف جوانب حياتنا، متابعًا: «يشكل تناولنا السياسي لتلك القضايا، مصلحة متبادلة والتزاماً أخلاقياً تجاه كوكب الأرض، كونها تعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة التنمية المستدامة المنشودة». وأضاف خلال مشاركته في جلسة عن المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات في قمة دول السبع بفرنسا، اليوم الاثنين، أنه لا شك أن تغير المناخ يعتبر من أخطر تلك القضايا، لما يمثله من تهديد مباشر لنا جميعاً، ويحتم علينا رفع مستوى طموحاتنا وتعهداتنا في التصدي له، مع التنفيذ الأمين التزاماتنا الحالية. ومن المؤسف أن تظل إفريقيا المتضرر الأكبر من آثار تلك الظاهرة، رغم أن حجم انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لا يمثل سوى جزء لا يُذكر من إجمالي الانبعاثات العالمية. وفى هذا السياق، أود التشديد على نقطتين رئيسيتين: أولاً: ضرورة التمسك بمبدأ «المسؤولية المشتركة ولكن متباينة الأعباء» في تعاملنا مع ظاهرة تغير المناخ، وأهمية التوازن بين جهود خفض الانبعاثات، وبين جهود التكيف مع آثار المناخ، مع احترام الملكية الوطنية للإجراءات. ثانياً: أهمية توفير التمويل المستدام والمناسب للدول النامية لمواجهة تلك الظاهرة، وهو التمويل الذي لا يزال قاصرًا عن الوفاء بالاحتياجات، جنبًا إلى جنب مع توفير وسائل التنفيذ من التكنولوجيا وبناء القدرات، مع ضمان عدم فرض أعباء إضافية على دولنا الأفريقية تزيد من مخاطر ارتفاع مستوى المديونية بها. كما أؤكد أن مصر لم تدخر جهدًا خلال رئاستها لمجموعة ال 77 والصين عام 2018، وللمجموعة الإفريقية في مفاوضات المناخ، لإنجاح عملية تفعيل اتفاق باريس، كما نترأس بشكل مشترك مع المملكة المتحدة، تحالف «التكيف والقدرة على التحمل»، في قمة السكرتير العام للأمم المتحدة لتغير المناخ الشهر المقبل، ونتطلع إلى أن تسفر عن خطوات عملية، تسهم في الجهد الدولي لحشد تمويل المناخ، وتضاف إلى التعهدات السابقة. وتابع: «السيدات والسادة، يُسعدني الإعلان في هذا المحفل، عن انضمام مصر إلى ميثاق ميتز، إيماناً منها بضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي، كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يتسق مع مبادرة مصر، خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأممالمتحدة للتنوع البيولوجي، بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، الرامية إلى تعزيز التناغم بين اتفاقيات ريو الثلاث، المعنية بتغير المناخ والتصحر والتنوع البيولوجي، وإيجاد مقاربة متكاملة للتعامل مع فقدان التنوع البيولوجي، والآثار السلبية لتغير المناخ وتدهور الأراضي، ونأمل أن تحظى المبادرة بدعم دول المجموعة». وأخيراً، لا يفوتني التطرق لأهمية المحيطات بالنسبة لقارتنا الأم، أفريقيا، التي تطل سواحلها على محيطين، وضرورة العمل على تعزيز الإطار القانوني الحاكم لحظر تلوثها من مختلف المصادر، وخاصة مخلفات البلاستيك، وذلك من خلال تحقيق التوعية اللازمة، وضبط التشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة، وإحكام آليات تنفيذها، والتعاون في إطار نقل التكنولوجيا اللازمة لدولنا لمواجهة هذا التحدي، وكذلك التكنولوجيات البديلة للنفايات غير المتحللة بيولوجياً، وصولاً لاجراءات وخطوات تعزز التعاون الدولي وتبادل الخبرات، للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة. ويذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وصل، صباح السبت الماضي، إلى مدينة بياريتز الفرنسية؛ للمشاركة في قمة مجموعة الدول السبع، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتى تناقش عددًا من القضايا الهامة، وأجرى الرئيس عدة لقاءات مثمرة على هامش القمة.