عبر المستشار طارق البشرى المفكر الإسلامى ونائب رئيس مجلس الدولة المصرى السابق عن غضبه من تكرار الحديث عن الإصلاح والتجديد فى طريقة تفكيرنا، وقال: «أصبحت أستفز من فكرة إصلاح وتجديد أفكارنا، فالمشكلة ليست فى فكرنا ولا أذهاننا ولسناء حمقاء ومتخلفين، وفكرة الإصلاح والتجديد هى طعم شربناه بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر». وأضاف البشرى فى الجلسة الختامية لمؤتمر مستقبل الإصلاح فى العالم الإسلامى أمس الأول، أن المشكلة تنظيمية حركية وسياسية وليست فكرية. وأكد طارق البشرى فى المؤتمر الذى نظمه مركز الدراسات الحضارية بالتعاون مع حركة فتح الله جولن التركية، أنه لكى نناقش مستقبل الإصلاح فى العالم الاسلامى، يجب أولا أن نفهم طبيعة الواقع والملامح العامة والممتدة فى العالم الإسلامى، وندرس جيدا المشكلات والعوامل، التى أدت لانهيار الحضارة الإسلامية، التى استوعبت العالم كله فكريا وثقافيا. وأشار البشرى إلى أن أهم المشكلات التى واجهت الأمة الإسلامية هى مشكلة التجزئة والانقسام والتناحر، والتى طالت لقرنين من الزمان، والأمة الإسلامية كانت فى عهد رسول الله واحدة ثم انقسمت وتناثرت. وأوضح أنه هناك عزما من الدول الغربية الآن للحفاظ على هذا الانقسام، وألا يتم اتحاد دولتين حتى لو اضطروا لاستخدام العنف لمنع هذا التحالف. وفى ختام الجلسة عاد البشرى ليؤكد أنه ليست لدينا مشكلات فكرية بالمعنى العقائدى أو الفقهى أو حتى السياسى، وأننا لدينا من يقرأ الوضع السياسى بذكاء ملفت، ومشكلتنا تنظيمية سياسية ذرائعية أكثر منها فكرية عقائديه تكمن فى تنظيم تحركات الناس. وكان الدكتور محمد صفار مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم سياسية جامعة القاهرة قد عرض أوجه التشابه والاختلاف بين فكر فتح الله جولن باعتبار أن حركته حققت نجاحا على مستوى 150 دولة وفكر سيد قطب، وأوضح صفار أن هناك عوامل تربط جولن وقطب، أهمها أنهما كانا يتحدثان عن فكرة الوحى، والكتابة فى ظلال القرآن، ولكن بفكرين مختلفين، وتحدث كل منهما عن فكرة الإحياء والإطار الحوارى والأخيرة كان قطب يتحدث فيها عن «العصبة المؤمنة»، وتحدث جولن فيها أيضا لكنه سماها «براعم الإيمان». أما بالنسبة للإطار الصوفى فقد طغى عليهما نزعة صوفية، وكان قطب مجبرا عليها نتيجة سجنه، وكلاهما عملا على الانفتاح مع الله. أما أوجه الاختلاف فكل منهما له منهجه الخاص، فمنهج قطب منهج ضيق للغاية يعتمد على العزلة، أما منهج فتح الله جولن فيعتمد على الحوار وحركته لها طابع اجتماعى، وهى من عوامل نجاحها واستمرارها فى العالم كله.