حالة من الغليان بين مشجعى الزمالك عقب استمرار نزيف النقاط وابتعاد الفريق عن المنافسة للموسم السادس على التوالى رغم الملايين، التى تم إهدارها فى التعاقد مع لاعبين لم يقدموا شيئا يذكر للفريق ولاعبين انتهت صلاحيتهم الكروية، فى الوقت الذى يئس فيه الجميع من انصلاح حال الفريق. الغريب أن الزمالك لأول مرة فى تاريخه فى مسابقة الدورى يلعب 7 مباريات متتالية على ملعبه بالقاهرة، ولم يحقق سوى فوزين فقط فى الوقت الذى نال فيه ثلاث هزائم. بطولة الدورى ضاعت.. هذه حقيقة لا تقبل الشك أو الجدال، ففريق بهذا المستوى السيئ، بدون إدارة فنية حقيقية من خارج الخطوط توجه اللاعبين وتعالج الأخطاء لن تقوم له قائمة طالما بقى الوضع على ما هو عليه، فى ظل إصرار غريب من رئيس النادى ممدوح عباس على عدم إجراء تغييرات بالجهاز الفنى، الذى وصلت أنباء خلافات أعضائه إلى أقصى أنحاء مصر وعلم بها الجميع. وتعالت الأصوات المنادية بإقالة الفرنسى هنرى ميشيل المدير الفنى للفريق عقب فقدان الفريق للنقطة الثامنة فى مسابقة الدورى فى 4 مباريات منذ توليه المسئولية ليبتعد الفريق تماما عن المنافسة على البطولة للعام السادس على التوالى. وانحدر الزمالك للمركز الثامن فى جدول الدورى برصيد 8 نقاط، حيث لم يحقق الفريق الفوز سوى فى مباراتين فقط أمام إنبى والاتحاد السكندرى، بينما خسر أمام بتروجيت والإسماعيلى وطلائع الجيش، وتعادل مع المقاولون العرب والجونة. أخطاء ممدوح عباس أخطأ ممدوح عباس فى البداية عندما أعاد المدرب الفرنسى الهارب «هنرى ميشيل» رغم عدم احترامه له فى وقت سابق وهروبه عقب انتهاء معسكر الإعداد، الذى أقامه الفريق فى فرنسا قبل نحو عامين، إلا أن «السيد» عباس أصر بشدة على إعادة المدرب الفرنسى، الذى كان عاطلا عن العمل ويقضى فراغه على شواطئ بيروت بصحبة زوجته اللبنانية، حتى عاد مرفوع الرأس رافضا الاعتذار أو حتى الاعتراف بأنه أخطأ فى حق الزمالك بهروبه المفاجئ. أخطاء عباس لم تتوقف عند إعادة ميشيل، ولكن عندما أطاح بالسويسرى ميشيل دى كاستال المدير الفنى السابق للفريق بعد مباراتين فقط فى مسابقة الدورى، والغريب أن عباس كان من أنصار الاستقرار والإبقاء على الجهاز الفنى، ثم فاجأ الجميع بقرار الاستغناء عن دى كاستال ومحمود سعد. غطرسة فرنسية بلا مبرر من أبرز أسباب انهيار فريق الكرة بالزمالك غطرسة مديره الفنى الفرلنسى هنرى ميشيل، والتى لا مبرر لها على الإطلاق، ومن عايش ميشيل عن قرب يلمس مدى تعاليه على المحيطين به وكأنه حضر من كوكب آخر. الجميع داخل النادى وخارجه ممن يشاهدون الفرنسى المتغطرس جالسا فى هدوئه المعهود واضعا ساقا فوق الأخرى خلال مباريات الفريق، والتى عادة ما يخسرها أو يتعادل فيها يتعجبون من جبروت هذا المدرب، الذى لم يفعل شيئا، لا فى المرة السابقة التى تولى فيها تدريب الفريق، ولا فى المرة الحالية. وللذكرى، فإن ميشيل سبق وفشل فشلا ذريعا مع الزمالك عندما تولى تدريبه قبل نحو عامين، حيث خسر الفريق تحت قيادته بطولة الدورى، وخرج من بطولة أفريقيا، ومن دورى أبطال العرب فى القاهرة على يد فريق الفيصلى الأردنى ولم يحقق شيئا يذكر. فريق النور والأمل! ومن أكثر النكات المضحكة التى أطلقها السيد هنرى ميشيل تأكيده أنه حضر لبناء فريق للزمالك ينافس على البطولات فى المواسم السابقة، رغم أنه حضر فى مهمة واضحة ومحددة لإنقاذ الفريق من المستنقع الذى سقط فيه خلال المواسم السابقة. تبريرات ميشيل للنتائج السيئة التى حققها الفريق تحت قيادته لم تلق صدى لدى الجماهير التى باتت واثقة من أن هذا الرجل حضر من أجل تحقيق استفادة مالية وملء جيوبه بأكبر كمية من الدولارات، يعود بعدها لسيرته الأولى ويكرر سيناريو الهروب، الذى بات قريبا من التحقق بعد الأنباء، التى ترددت بقوة فى الآونة الأخيرة حول رغبة اتحاد الكرة المغربى فى التعاقد معه كمدير فنى لأسود الأطلسى فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة بأنجولا. وبما أن شر البلية ما يضحك، أطلقت جماهير الزمالك الكلومة قفشاتها حول تصريحات «مسيو» ميشيل وتهكموا حول حضوره لبناء للمستقبل ينافس على البطولات بعد سنوات بالقول إنه جاء بناء فريق «النور والأمل» مع الاعتذار للأخوة الصم والبكم! مدير فنى يحتاج «كتالوج»! من أطرف تصريحات «مسيو» هنرى ميشيل حول عدم تأقلمه مع جهازه المعاون أنه يجد صعوبة فى التواصل معهم بسبب حاجز اللغة التى لا يجيدها جميع أفراد الجهاز الفنى. ميشيل اضطر مرغما لقبول قرار مجلس الإدارة بتعيين مدرب عام مصرى، حيث كان يرغب فى استقدام مدرب مغربى لمعاونته نظرا لقدرته على التواصل معه، وكأن السيد ميشيل يحتاج إلى «كتالوج» لفك شفرته قبل التخاطب معه. جهاز معاون مغلوب على أمره يعانى مساعدو هنرى ميشيل من الاضطهاد، حيث أصبح عبدالرحيم محمد، الذى قبل القيام بدور المدرب العام مغلوبا على، لا يجرؤ على مناقشة ميشيل، فعليه السمع والطاعة، فهو يعلم أن مصيره سيكون الاستبعاد، وله فى محمود سعد عبرة، حيث أبعده ممدوح عباس عن الجهاز الفنى وقتما كان مدربا عاما لمجرد أن السيد «ميشيل» بعدما فضحه سعد بتأكيده أنه قاد مباراة الزمالك أمام الهلال السودانى فى دورى أبطال أفريقيا، وهو فى غير وعيه. كما لا يوجد دور واضح لعبدالحليم على الذى يفترض أنه مدرب مساعد، باستثناء قيامه بتهدئة اللاعبين عند تعرضهم للطرد فى المباريات، أو فى حالة اعتراضهم على التحكيم، وغير ذلك لا يوجد دور واضح ل«العندليب»، الذى وجد نفسه فجأة مدربا مساعدا لفريق كبير بحجم الزمالك تقديرا لدوره مع الفريق فى المواسم، التى قضاها فى خدمة «الفانلة البيضاء». معسكر ترفيهى من غرائب وعجائب نادى الزمالك استجابة الإدارة لأمر المدير الفنى بإقامة معسكر إعداد خارجى، وكانت المصادفة وحدها كافية لمنع الزمالك من تكبد مئات الآلاف من الجنيهات للصرف على تكاليف المعسكر، الذى كان ميشيل يرغب فى إقامته بإحدى الدول الأوروبية، لكن الإدارة رفضت فى بداية الأمر بدعوى ارتفاع التكاليف، حتى ساهمت التوءمة التى عقدها الزمالك مع نادى بنى ياس الإماراتى فى إنقاذ الموقف، وتقرر إقامة المعسكر فى أبوظبى ووافق المدير الفنى مضطرا، ربما لأنه أراد رؤية الأصدقاء فى دولة الإمارات، حيث تولى من قبل تدريب فريق العين. المعسكر لم يأت بجديد على الصعيد الفنى، اللهم سوى الهدايا، التى عاد بها اللاعبون وأعضاء الجهاز الفنى لأسرهم وأقاربهم وأصدقائهم. الهروب.. «الجزء الثانى» ويبدو فيلم «الهروب» الذى لعب بطولته الفرنسى فى وقت سابق فى طريقه للتكرار، ليكون المدير الفنى للزمالك بطلا للجزء الثانى من الفيلم، حيث يأتى الحديث عن الإطاحة بهنرى ميشيل بالتزامن مع تردد أنباء قوية عن وجود اتصالات معه من جانب الاتحاد المغربى لكرة القدم لتولى تدريب منتخب أسود الأطلسى فى كأس الأمم الأفريقية المقبلة بأنجولا وإعفاء المدرب الوطنى حسن مؤمن، الذى يتولى القيام بدور المدير الفنى للمنتخب المغربى بشكل مؤقت بعد إقصاء المدرب الفرنسى الشهير روجيه لومير لسوء النتائج وما ترتب على ذلك من فشل المنتخب المغربى فى التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ولم يؤكد طارق فكرى المترجم الخاص بهنرى ميشيل أو ينفى هذه الأنباء مكتفيا بالقول إنه لا يعلم شيئا عن الأمر فى ظل انشغال الجميع بمناقشة تداعيات التعادل مع الجونة. ولن يشكل رحيل ميشيل فى أى وقت عائقا أمامه إذ يكفيه تسديد مبلغ 150 ألف دولار قيمة الشرط الجزائى الموجود فى عقده، وهو ما يعادل راتب ثلاثة شهور. وتحدثت وسائل إعلامية مغربية عن أسماء مدربين أجانب من أصحاب الأسماء المعروفة على الصعيد الدولى، يتفاوض معهم اتحاد الكرة لقيادة أسود الأطلسى فى المرحلة المقبلة، من بينهم ميشيل الذى يعد خيارا أساسيا للمغربيين عند إقصاء أى مدير فنى. وحدد الاتحاد المغربى اسم مدرب فرنسى آخر هو لويس فيرنانديز والبرتغالى جوزيه روماو ضمن الأسماء المطروحة لقيادة المنتخب الوطنى، فى الوقت الذى أكد فيه على الفاسى رئيس الاتحاد المغربى أنه ملتزم باختيار مدرب عالمى للإشراف على الفريق خلال المرحلة المقبلة، وسيكون التنفيذ بعد المباراة الأخيرة فى التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، وستكون المواجهة أمام الكاميرون. نجوم من ورق أهدر مجلس إدارة الزمالك أكثر من 20 مليون جنيه فى تعاقداته مع اللاعبين الجدد، وعلى رأسهم أحمد حسام «ميدو»، الذى حضر إلى ميت عقبة على سبيل الإعارة قادما من صفوف ميدلسبره الإنجليزى نظير مبلغ ناهز الخمسة ملايين جنيه فى الموسم الواحد، وهو رقم فلكى لم يسبقه إليه سوى الغانى الهارب مانويل جونيور «أجوجو»، الذى كان يتقاضى مليون يورو فى الموسم الواحد. «ميدو» الذى يلقبه زملاؤه ب«العالمى» لم يحرز سوى هدف وحيد منذ عودته لميت عقبة، فى الوقت الذى لم يحرز فيه زميله عمرو زكى أى أهداف، والغريب أن اللاعبين يتعاملان مع المحيطين بهما فى ميت عقبة كأن أحدهما كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسبانى، والآخر واين رونى مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزى. وأظهرت المباريات تواضع مستوى معظم الصفقات، التى أبرمها الزمالك قبل بداية الموسم، والبعض الآخر لازم دكة البدلاء لعدم اقتناع المدير الفنى بمستواهم، وأبرزهم سيد مسعد وأحمد جعفر اللذان لم يشاركا سوى فى دقائق معدودة منذ قدومهما لميت عقبة. لجنة بلا قيمة وبالانتقال للحديث عن لجنة الكرة، التى تعد بلا جدوى وبمعنى أدق حبر على ورق، سنجد أنها فشلت فى الدور المطلوب منها، حيث إنها لم تعمل على توفير احتياجات الفريق من اللاعبين وإيجاد البدائل المناسبة للمجموعة الأساسية، بدليل المعاناة الشديدة، التى سببها غياب صانع الألعاب محمود عبدالرازق «شيكابالا» بعد ابتعاده عن المشاركة بسبب الإيقاف، حيث لم يستطع أى لاعب بالفريق تعويض غيابه المنفلت باستمرار فيلقى جزاءه بالاستبعاد. جمهور مسكين أخيرا.. لا يبقى أمام جماهير الزمالك سوى الانتظار لحين تحسن الأوضاع، فالجماهير الغفيرة كانت تمنى نفسها قبل بداية الموسم بالمنافسة على البطولة نظرا للأسماء الكبيرة، التى يضمها الفريق بين صفوفه لدرجة أن البعض أطلقوا على هذه المجموعة لقب «فريق الأحلام» تشبيها لهم بالفريق، الذى أعاد الزمالك لعصره الذهبى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى، حيث تيقن الجمهور من حقيقة لا تقبل الشك، وهى أن «الضرب فى الزمالك.. حرام».