بعد مرور شهرين على فوزه بالرئاسة، لم يحقق ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك شيئا من وعوده، التى قطعها على نفسه قبل خوضه المعركة الانتخابية، والتى كانت بمعنى أدق أبرز عناصر برنامجه الانتخابى، والذى تضمن العديد من البنود على أصعدة مختلفة لم يتحقق منها شيئا على أرض الواقع، والغريب أن عباس ترك النادى وسافر إلى إسبانيا لقضاء إجازته السنوية تاركا المسئولية لأعضاء مجلس الإدارة ولم يحدث تطور ملموس داخل النادى، ولن يكون مبرر عباس أو أعضاء مجلس إدارته بضيق الوقت منذ انتهاء الانتخابات مقبولا لأعضاء النادى أو الجماهير على الإطلاق، حيث كان يكفى البدء فقط فى الخطوات التنفيذية لإعطاء بارقة أمل للأعضاء. ممدوح عباس نجح فى تحقيق حلمه بأن يصبح لأول مرة رئيسا شرعيا منتخبا للبيت الأبيض بعدما تولى المسئولية لنحو ثلاث سنوات كرئيس معين للنادى، لذلك فتر حماسه لتحقيق عناصر برنامجه الانتخابى أو جزءا منها كى لا يفقد أعضاء الجمعية العمومية الذين منحوه أصواتهم، ليصبح مطالبا بالرد الفورى على هذه الاتهامات سواء هو أو من ينوب عنه فى نادى الزمالك لتقديم المبررات للأعضاء وللجماهير، ويكفى أن عباس الذى كان دائم التبرع بأمواله للزمالك «ومعظمها فى صيغة قروض» رفض التبرع بعد فوزه سواء للانشاءات أو لتدعيم صفوف الفرق الرياضية المختلفة، وفى مقدمتها فريق كرة القدم، ويكفى أن لاعبى فريق كرة السلة، الذين كانوا يشكلون القوام الأساسى لمنتخب مصر بالإضافة لمدربهم عصام عبدالحميد رحلوا لرفض عباس منحهم مستحقاتهم المالية، وهو أمر يحدث لأول مرة فى تاريخ نادى الزمالك على الرغم من البطولات والإنجازات الكثيرة، التى حققها الفريق وما كان يضمه من نجوم مثل هيثم السعيد ووائل بدر والحسينى سمير. ولم يتخذ عباس ومجلسه موقفا حاسما لحل الأزمة المثارة حاليا بعد شكوى معظم لاعبى الفرق الرياضية من عدم حصولهم على حقوقهم المالية. وبمراجعة سريعة لبرنامج عباس الانتخابى وما تضمنه من وعود لجميع أنشطة النادى الرياضية والاجتماعية والإنشائية.. «الشروق» ترصد ما تم الوعد به ولم يتحقق حتى الآن. فريق الكرة تدعيم فريق الكرة بصفقات «سوبر» أحد أهم عناصر برنامج ممدوح عباس الانتخابى، حيث تعهد بالتعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ، لكننا فوجئنا بالتعاقد مع عدد من اللاعبين المغمورين من عينة سيد مسعد وأحمد ثروت وأحمد جعفر ومحمد عبدالشافى والغانى عبدالرحيم أيو والبرازيلى أندرسون، وأغلبهم ممن لم يسبق له اللعب على الصعيد الدولى. كما فشل عباس فى تنفيذ وعده بإعادة المهاجم الهارب الغانى مانويل جونيور «أجوجو»، فضلا عن أنه لن ينجح حتى الآن فى التعامل مع مهاجم الفريق عمرو زكى، الذى يسعى للاحتراف بأى ثمن رافضا حتى مبدأ ترضيته من الناحية المالية. عباس حاول إنقاذ موقفه بإشاعة التفاوض مع أحمد حسام «ميدو» مهاجم ميدلسبره الإنجليزى وإيحائه للجميع بأنه يسعى جاهدا لإعادة اللاعب فى الوقت الذى يرغب فيه ميدو فى الاستمرار محترفا بأوروبا ليعانى الزمالك من أزمة حقيقية فى خط هجومه قبل بداية الموسم الجديد. عباس الذى كان يؤكد دوما أنه سيحافظ على القوام الأساسى لفريق الكرة بالإبقاء على نجومه البارزين، وفى مقدمتهم جمال حمزة وقال فى أحد ندواته الانتخابية «إنه لا يتصور فريق الزمالك بدون جمال حمزة» لم يحرك ساكنا عندما انتهى عقد اللاعب، وتفاوض مع أندية أوروبية قبل أن يستقر به المطاف فى صفوف فريق ماينزه الألمانى، بعدما رفض منح اللاعب ما كان يريده فى الموسم الواحد ويبلغ مليونا جنيه، واعتبر ذلك مبلغا مغالى فيه فى الوقت الذى حصل فيه لاعبون آخرون على أضعاف هذا المبلغ، ولم يقدموا شيئا يذكر وعلى رأسهم الغانى الهارب، والذى تعاقد معه عباس عندما كان رئيسا للمجلس المعين. إنشائيا تعهد عباس بالبِدء فى الخطوات التنفيذية لبناء نادى 6 أكتوبر، والذى سيتم إنشاؤه على أعلى مستوى من الخدمات والملاعب بجانب انشاء استاد عملاق يسع لأكثر من مائة ألف متفرج بخلاف ملاعب للتدريب وملعب للجولف وحمام سباحة دولى، وتجهيز مكتب متكامل لتوفير خدمات المرور والأحوال المدنية، وإنشاء عيادات طبية مجهزة بأحدث المعدات لتُقدم الرعاية المتكاملة للأعضاء. كما تعهد بالتعاقد مع شركة متخصصة لصيانة كل منشآت ومرافق النادى. وتشكيل لجنة محترفة لإدارة النشاط الثقافى والترفيهى وتنظيم برنامج لرحلات الأعضاء. بالإضافة للاتفاق مع شركة متخصصة من شركات الأمن لتوفير الأمان داخل النادى. ووعد بإنشاء مركز صحفى على أعلى مستوى للتواصل مع الإعلاميين، الذين يشكون كثيرا من صعوبة حصولهم على أى معلومات تخص النادى، والغريب أن عباس تعهد بإنشاء مركز صحفى «عالمى»، لكن الوضع بقى على ما هو عليه، ولم يتحقق شيئا مما سبق حتى الآن، وستجد المبرر جاهز دائما بأن المدة التى مرت على الانتخابات لا تكفى للبدء فى تنفيذ أى مشروع من المشاريع، التى وضعها عباس ضمن برنامجه الانتخابى، وهو أمر غير منطقى بالمرة. الفرق الرياضية خصص عباس ضمن برنامجه جزءا لتطوير النواحى الرياضى بالنادى بما فيها الفريق الكروى الأول بالإضافة لوعده بالبدء فى مشروع البطل الأوليمبى للمساعدة فى خلق جيل من الأبطال المصريين فى مختلف اللعبات. إحداث ثورة شاملة فى قطاع كرة القدم بصورة شاملة وتعميم أسلوب العمل الاحترافى، وتعيين مسئولين عن القطاعات الرياضية من المحترفين ونجوم نادى الزمالك لتكريمهم والاستفادة من خبراتهم، وتطوير الألعاب المختلفة من خلال توفير الدعم المادى والوسائل المتنوعة للحصول على البطولات المحلية والقارية. كما تعهد بتعظيم دور قطاع الناشئين فى مختلف الألعاب وتوفير الدعم الكلى له، وتطوير ملاعب التنس والكرة الطائرة وكرة اليد وتغطيتها بالترتان، بالإضافة إلى تطوير قطاع كرة الماء والسباحة ودعمه بكل متطلباته، وكالعادة لم نجد بندا واحدا مما سبق تحقق على أرض الواقع. تنمية موارد النادى ركز عباس فى حملته الانتخابية على الناحية الاقتصادية لتنمية موارد النادى بعدما كانت خزينة الزمالك خاوية طوال السنوات الماضية، وجاءت ملامح الجانب الاقتصادى على النحو التالى: وضع آلية متكاملة لتطوير موارد النادى اعتمادا على العضويات الجديدة، وحقوق الإعلان والاسم التجارى، والتذاكر والعضويات الموسمية وغيرها من موارد أخرى كثيرة تدر على النادى ملايين الجنيهات. ومن أبرز عناصر البرنامج الانتخابى لعباس إنشاء محطة تليفزيونية فضائية تحمل اسم نادى الزمالك بجانب الاتفاق مع نخبة من رجال الأعمال المحبين للنادى لتقديم الدعم والأفكار الاقتصادية غير التقليدية لتنمية موارده باستمرار، فضلا عن طباعة كتيب تفاصيل الميزانية دوريا ليكون أعضاء النادى رقباء على أموال الزمالك، وتعيين مدير تنفيذى للنادى حاصل على أعلى شهادات فى الإدارة وذى خبرة إدارية استثمارية لإدارة موارد النادى. اجتماعيا وثقافيا ومن ضمن البرنامج الانتخابى لممدوح عباس جاء الاهتمام بالنواحى الاجتماعية والثقافية وتركزت هذه الجزئية على العديد من العناصر أبرزها: بناء مكتبة متكاملة للأعضاء تتضمن مجموعة كبيرة من الكتب والمجلدات، وإنشاء مركز صحفى عالمى دائم يكون منبرا إعلاميا رسميا للنادى، وبناء جامع جديد وكبير مجهز بكل ما يوفر الراحة للأعضاء، بالاضافة إلى إنشاء مركز للكمبيوتر والإنترنت بداخل النادى على أعلى مستوى من التجهيزات، وتنظيم احتفالية لمئوية النادى تليق باسم الزمالك وحتى الآن لم نجد شيئا تم إنجازه من الوعود الكثيرة، التى قطعها عباس رغم مرور 60 يوما على فوز أعضاء المجلس الحالى، الذين كانوا يشكلون قائمة واحدة باستثناء إبراهيم يوسف، الذى كان ضمن قائمة مرتضى منصور وأبدى تعاونا تاما مع المجلس، ولم يثر أى مشكلات أو أزمات كما كان متوقعا.. فهل يتطوع ممدوح عباس للرد، أو من ينوب عنه من داخل نادى الزمالك؟