22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    منزل جمال عبد الناصر، منارة ثقافية بحي باكوس في الإسكندرية    تراجع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 23 مايو 2023    هل ترتفع أسعار الشقق بعد بيع قطع أراض لجهات أجنبية، الحكومة تجيب (فيديو)    تفاصيل المجلس الوطنى لتطوير التعليم فى حلقة جديدة من "معلومة ع السريع".. فيديو    تموين سوهاج: ارتفاع توريد القمح إلى الشون والصوامع ل 96 ألف طن    فوز ناصر تركي وحسام الشاعر بعضوية اتحاد الغرف السياحية عن الشركات    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات على شرق مدينة رفح الفلسطينية    ضياء رشوان للجزيرة: التلويح بالانسحاب من مفاوضات غزة لا يعني التخلي عن القضية    أستاذ علوم سياسية: تقرير «cnn» محاولة فاشلة لتوريط مصر    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    إعلام عبري: إسرائيل تدرس إغلاق سفارتها بأيرلندا بسبب اعترافها بدولة فلسطينية    حسين لبيب: الإعلام الأهلاوي قوي وأرفض الانتقام من الزمالك    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    رد قاطع من حسين لبيب على "البند الصادم" بعقد زياد كمال    لبيب: جوميز مستمر مع الزمالك الموسم المقبل وسنفعل بند شراء شحاتة    وزير الرياضة: أتمنى مواجهة الأهلي ل الزمالك في السوبر الإفريقي    تريزيجيه: أنا تحت أمر الأهلي.. وعقدي مع طرابزون مستمر لعامين    أحمد سليمان: تم تمديد عقد جوميز..وسنفعل بند شراء محمد شحاته    هُنا بوابة الفجر لاستخراج نتيجة الشهادة الاعدادية بالاسم 2024 في محافظة القاهرة.. ترم ثاني الصف الثالث الاعدادي    «هؤلاء هم المتهمون الحقيقيون».. والدة السائق المتهم بالتسبب في حادث «معدية أبو غالب» تخرج عن صمتها    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة اليوم الخميس    ناجية من حادث معدية أبو غالب تكشف تفاصيل الواقعة    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    نجوى كرم تتحضر لوقوف تاريخي في رومانيا للمرة الأولى في مسيرتها الفنية    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    الولايات المتحدة.. إنفلونزا الطيور تصيب الأبقار وتحذيرات من "عواقب وخيمة" إذا انتقلت للبشر    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    ضبط 53 شيكارة دقيق بلدي مدعم بماكينة طحين بدسوق    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    انتشال 3 جثث جديدة لفتيات ضمن واقعة غرق ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    باحث في الشؤون الإسرائيلية: بيان «CNN» ليس جديدًا وهدفهم الضغط على مصر    حظك اليوم| برج العقرب الخميس 23 مايو.. «أجواء إيجابية تحيط بك»    رسميا.. انطلاق فيلم "تاني تانى" فى دور العرض اليوم    حسن شاكوش التريند الرابع على اليوتيوب    بمناسبة الاحتفال بالذكرى 248 لاستقلال أمريكا.. السفيرة «هيرو » تؤكد أن مصر شريك لا غني عنه لتحقيق الاستقرار    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    "جوزي بيحب واحدة متجوزة".. رسالة من سيدة ورد حاسم من أمين الفتوى    هل يجوز بيع جلد الأضحية؟.. الإفتاء توضح    الوفد: حريصون على توعية العمال بدور الدولة في الحفاظ على حقوقهم    لينك نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني    أمين الفتوى يوضح أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة: هذا اليوم صيامه حرام    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 عاما من الغناء الأوبرالى على مسارح فرنسا.. جورج ونيس: المسرح أهم مدرسة غنائية
نشر في الشروق الجديد يوم 04 - 08 - 2019

«رادميس» فى أوبرا عايدة أهم أدوارى وقدمته فى أوبرات عالمية وأنتظرتجسيده فى بلدى
الصعيدى معدنه أصيل وتعلمت من الصعايدة ما لم أتعلمه فى المدارس
مغنية الأوبرا كارولين دوما عاشقة مصر.. ولها فضل كبير على مغنى الأوبرا المصريين
علاقتى بالأوبرا المصرية مقطوعة من 12 سنة تقريبا.. قدمت رادميس فى أوروبا ولم أقدمة فى بلدى
فرقة أوبرا القاهرة سبب نجاحى فى أوروبا.. وقدمت عروضا كبيرة فى باريس ومارسيليا والبندقية وإسبانيا
أوبرا «صياد اللؤلؤ» نقطة الانطلاق.. وتبعها «الأرملة الطروب» و«توسكا» و«شمشون ودليلة»
لدينا مواهب تفوق الخيال بمصر لكننا نفتقد الإصرار.. وعلينا أن نتعلم كيف نتذوق وهو الأهم
التينور جورج ونيس صوت آخر من الأصوات المصرية التى حلقت بفنها فى سماء الغناء الاوبرالى العالمى، حتى أصبح أحد السفراء الذين يمثلون مصر داخل دور الأوبرا العالمية.. رحلة جورج مع الغناء فى فرنسا، حيث استقر هناك، بدأت منذ ربع قرن تقريبا فى عاصمة النور، استطاع خلال هذه الفترة الطويلة أن يثبت للمهتمين بالغناء الاوبرالى أن مصر ليست التى يسمعون عنها من خلال أحداث أوبرا عايدة فقط التى تدور أحداثها فى مصر، أو هى الأهرامات فقط أو حجر رشيد، الذى فك رموزه الفرنسى شامبيلون، أو أم كلثوم، صوت الشرق الذى أبهر الفرنسيين، لكن مصر تمتلك أصواتا قادرة على منافسة الغرب فى احد الفنون الغربية، جورج ونيس، شأنه شأن أغلب الأصوات الأوبرالية التى حققت نجاحات فى الخارج، وللأسف لا نسمع عنها شيئا فى مصر، رغم أن لدينا طابورا طويلا من الاسماء سواء فى الغناء الاوبرالى أو العازفين الذين ينتشرون فى العديد من دور الاوبرا، والاوركسترات العالمية.
جورج لم يكتف بوجوده فى فرنسا فقط كمغنى أوبرا، لكنه قدم حفلات داخل عدد من الدول الأوروبية مثل ايطاليا رائدة الغناء الاوبرالى وانجلترا وألمانيا وبولندا وغيرها، فى هذا الحوار نتجول معه داخل ألبوم ذكرياته من الصفحة الأولى مرورا بباقى صفحات الالبوم، ونترك باقى الصفحات للقادم من حياته.
** البدايات لأى فنان هى بمثابة فترة الإعداد للانطلاق نحو الهدف لذلك فهى لها أهمية ودلالة عند أى مبدع ماذا عنك؟
فى الحقيقة فى الصغر لم أفكر فى موضوع الغناء الاوبرالى على الاطلاق، اقصى ما كنت افعله قبل سن الست عشرة هو سماعى موسيقى الروك و الهارد روك، والديسكو مثل كل الأولاد ممن هم فى سنى، الى جانب غنائى فى المنزل كما يفعل أى انسان، غناء عفوى غير مقصود منه أى شىء سوى اننى اردد ما اسمعه، ولم يكن فى ذهنى او من ضمن خططى ان اصبح مغنيا على الاطلاق. وفى سن 17 سنة تقريبا او قبل ذلك بعام بدأت اهتم بالموسيقى والغناء الكلاسيكى، تزامن هذا مع افتتاح دار الاوبرا الجديدة، وأذيع يومها الحفل على قنوات التليفزيون، وشاهدت مثل ملايين المصريين الحفل على الشاشة، وخلال الحفل قدمت السيمفونية التاسع لبيتهوفن، ونشيد الجهاد وأعجبت جدا بتميمة اللحن والسيمفونية، قبل ذلك كنت اعرف السيمفونية التاسعة لكننى لم اكن أدرك بأنها بهذا الثراء الفنى، ومن يومها وقعت فى غرام الموسيقى والغناء الكلاسيكى، وبدأت أقتنى شرائط كاسيت لمثل تلك الاعمال وبدأت أغنى معها.
**ما الخطوة العملية التى اتخذتها لكى تعبر عما بداخلك؟
كان فى كنيسة البازليك بمصر الجديدة كورال وكان يتردد عليه اصدقاء لى، وكثيرا ما كانوا يطلبون منى أن أذهب معهم، وكنت أرفض، إلى أن التحقت شقيقتى به وهنا زاد الإلحاح بحجة أن أختى لا يجب أن تذهب بمفردها ليلا، وخلال ذهابى معها طلبوا منى أن أجرب الأمر، بالفعل جربت وغنيت صولو قداس من تأليف شارل جنو، وهو مؤلف فرنسى شهير، والجميع استقبل غنائى بترحاب شديد، فى ذلك الوقت كان ابن مغنى الاوبرا الشهير كلود رطل اقرب صديق لى فى المدرسة فاعطيته شريطا مسجلا عليه القداس، لكى يستمع هو اليه، اثناء الاستماع دخل والده وسمع صوتى فطلب من ابنه ان يتواصل معى، ورشحنى للدكتورة فيوليت مقار رئيس قسم الغناء بمعهد الكونسرفتوار ومدربة الاصوات الشهيرة، وبالفعل ذهبت اليها وطلبت منى بعد ذلك الالتحاق بالمعهد، وبالفعل التحقت بالمعهد خاصة اننى وقتها كنت قد انتهيت من الدراسة الثانوية.
** هل تركت دراستك العادية؟
لم أترك دراستى العادية، بل التحقت فى نفس الوقت بكلية الآداب، قسم فرنسى، جامعة عين شمس وواصلت الدراسة فى المجالين.
** الأسرة هل وافقت؟
العائلة من ناحية أمى كان بها بعض الأصوات التى تغنى أيضا، لكن لم يحترف احد منهم الغناء، جميعهم كان يغنى مثلى فى البداية، ونظرتهم للفن مثل نظرة اغلب المصريين، عندما اقول لهم اننى اغنى تتحول نظرتهم كما لو اننى قلت اغنى وراء راقصة، وبالمناسبة هناك اوروبيون ينظرون للفن نفس هذه النظرة، نظرة بها تعالٍ على الفن، والطبيعى وسط تلك العائلات ان تصبح المهن التى يرغبون فى التحاق اولادهم بها هى مهن الهندسة والطب، وأنا اغلب عائلتى تحمل نفس هذه الوظائف، وهنا لابد أن أشير أن فى أوروبا مثلا لو ذهبت للحصول على قرض الأولوية، هناك لأصحاب الرواتب والاعمال المستمرة، اما المغنى معروف انه قد يعمل حفلا او اثنين فى الاسبوع وقد يجلس شهرا بدون عمل، لذلك فالأولوية عندهم فى مسألة مثل القروض لمن يعمل مهنة ثابتة. أعود لأسرتى التى بالقطع وافقت على التحاقى بالكونسرفتوار بعد أن وجدتنى مهتما بهذا الامر، وفى نفس الوقت أنا لبيت رغبتهم باستكمالى دراستى فى الجامعة.
**ماذا بعد الالتحاق بالمعهد؟
خلال دراستى بالمعهد بعامين تقريبا، التحقت بفرقة اوبرا القاهرة عام 1992، بترشيح من دكتورة فيلويت مقار، مع مجموعة مغنين آخرين، ورغم ان العقد كان عائده المادى قليلا لكن استفادتى من العمل بالاوبرا فاق الخيال بالنسبة لى، وكان الامر بالنسبة لى افضل من أى معهد او مدرسة، خشبة المسرح هى المعلم الأول، وافضل مدرسة تعليمية وانصح كل من لدية موهبة الغناء بأن يعمل على الالتحاق باى فرقة، وعندما سافرت إلى فرنسا كنت افضل من الاصوات التى التحقت معى بسبب وجودى مع فرقة الاوبرا، وكانت خبرتى افضل منهم.
** هل تم الاعتماد عليك بشكل كبير خلال وجودك بالفرقة؟
تواجدت بالفرقة لمدة ثلاث سنوات، قدمت خلالها كل الادوار الصغيرة والكبيرة، عملت فى «دون جوفانى، و لابوهيم» كنت اغنى ادوارا كبيرة وتانى يوم ادوار صغيرة، كنت ارغب فى استغلال كل الفرص، لذلك لم ارفض دور، وكنت اذهب إلى البروفات حتى فى العروض التى ليس لى دور فيها، وأعمل على حضور كل التحضيرات، لكى أرى كواليس هذه المهنه وخباياها، لأننى كنت أرى أن دراستى فى المعهد ينقصها شىء الا وهو الاحتكاك، ولذلك انصح الطلاب أن يذهبوا إلى الاوبرا للاستماع على اقل تقدير لما يقدم على خشبتها.
** لماذ اعتبرت الدراسة فى المعهد «ناقصة شىء»؟
لأن الطلاب لن يستفيد من الدراسات النظرية فقط، أؤمن بعض الدروس العملية، عليه ان يحتك، وعلى المعهد يعمل بروتوكولا مع الاوبرا لحضور الطلاب العروض، خاصة ان الاوبرا المكان الوحيد الذى يستوعب هؤلاء الخريجين بعد ذلك، ولهذا فلتكن فترة الدراسة إعداد لهذه الاصوات، كما كنت افعل، وذكرت لك من قبل أننى عندما ذهبت إلى فرنسا كنت أفضل من زملائى الفرنسيين بسبب خبرتى التى اكتسبتها من الفرقة.
** خطوتك نحو فرنسا كيف جاءت؟
أول سنة سافرت إلى فرنسا كانت على نفقة والدى، عام 1995 وكان عمرى وقتها 24 سنه، وبعد مرور عام قدمت معهم اوبرا «صياد اللؤلؤ» وهى إنتاج مصرى فرنسى، وقدمت على مسرح الاوبرا، والحمد لله قدمتها بشكل اعجب الفرنسيين وهو الامر الذى شجع مدرستى الفرنسية كارولين دوما، لكى تطلب لى منحة دعمها بالموافقة المايسترو والمخرج الفرنسيان، وحصلت على منحة ثلاث سنوات، قضيتها فى مدرسة «ايكول نورمال» إلى جانب العام الذى كان على نفقتى، وبالتالى جلست فى هذه المدرسة اربع سنوات.
** اتخاذ قرار السفر إلى فرنسا ألم يكن مغامرة؟
درست هذا القرار عاما أو أكثر، وقمت بمراسلة مدارس كثيرة فى إنجلترا وفرنسا وسويسرا، إلى أن استقررت على السفر إلى فرنسا، لأننى كنت أيضا أبحث عن المدرس الذى يفيدنى قبل البلد، حتى التقيت بكارولين دوما، ووافقت على التدريس لى، والتحقت فصلها وهذه السيدة ساعدتنى كثيرا.
** أغلب من التقيت بهم من مغنى الاوبرا الذين سافروا لفرنسا كانت كارولين، أكبر داعم لهم؟
هذه السيدة مجنونة بحب مصر، تعشقها عشقا لا نهائى، ولو عندها طالب مصرى تساعده بشتى الطرق، وهى من احضرت منحا دراسية لايمان مصطفى ورضا الوكيل وداليا فاروق واميرة سليم، ومنى رفلة، وهى دائما ما كانت تزور مصر لعمل ورش عمل وتختار المواهب للسفر. وبالمناسبة هى مغنية اوبرا شهيرة، كانت ضمن فرقة اوبرا باريس قبل حلها، ثم اصبحت تغنى بها بالتعاقد على الدور، هى انسانة راقية جدا، وكما قلت تعشق مصر.
** بعد السفر هل انقطعت علاقتك بأوبرا القاهرة؟
بالعكس طوال فترة دراستى كنت أتردد كثيرا على مصر، ففى الفترة من 1996 وحتى 2000 أو بعد ذلك بقليل كنت دائما متواجدا كلما طلبوا منى الحضور، ثم حدث تراجع فى عدد الدعوات؟
** ما سببه؟
سببه ربما تراجع عدد العروض، كنا فى الماضى نقدم 12 عرضا خلال العام، الآن وصلوا ربما إلى ثلاثة فقط، وربما يكون سبب قلة العروض الميزانية او عدم اهتمام الجمهور الذى يجعل الإدارة لا تتحمس لعمل انتاج جديد.
** رحلتك الاحترافية هل بدأت بأدوار كبيرة؟
أصارحك بشىء، فى البداية عندما حضرت لم يكن عندى ثقة فى نفسى، لذلك كنت أستسهل الغناء فى الكونسرتات الصغيرة، وشوية شوية، اخذت الثقة واصبحت اقدم الادوار التى تطلب منى.
** ما هى أهم المسارح والاوبرات التى غنيت فيها؟
أوبرا باريس، مارسيليا وكومو وبياسينزا والبندقية فى ايطاليا، كما غنيت فى سويسرا و انجلترا وإسبانيا، والجزائر والمغرب والبحرين وقطر، وجميعها مع فرق اوبرالية فرنسية.
** ماذا عن أهم الأدوار؟
رادميس فى أوبرا عايدة والغريب اننى قدمت هذا الدور فى أوبرات عالمية ولم أقدمه فى مصر، وكأنهم لم يسمعوا عنى.
**هل قدمت هذا الدور لأنك مصرى وعايدة مرتبطة بمصر؟
هناك لا يوجد هذا، الدور يجرى عليه استماع للصوت يحضره المسئولون عن العرض المايسترو من اجل الصوت والمخرج من اجل اختيار الوجه الذى يصلح للشخصية، الى جانب هذا الدور قدمت اوبرات اخرى مثل توسكا فى فرنسا والمهرجين فى بولندا وريجوليتو وفاوست فى فرنسا والارملة الطروب فى بلجيكا، واوبرا سافى ترى، وهى أوبرا نادرة، قدمتها فى ايطاليا، ترافاتورى فى فرنسا، وشمشون ودليلة فى فرنسا، وذو اللحية الزرقاء فى ايطاليا.
**رحلتك مع الاحتراف وصلت إلى عامها ال24 هل فكرت فى العودة؟
صعب العودة لأن الامر لا يتعلق بعملى فقط، لكن لدى اولاد يدرسون هنا، ابنى الكبير 18 سنة.
** هل بين اولادك من يريد احتراف الفن؟
الابن الاكبر موهوب ودرس ترامبيت، لكنه جاء فى وقت ورفض الاستمرار حتى لا يكون عمله فى الموسيقى مثلى، انت تعلم ان الابن فى هذه السن يريد ان يقول لنفسه انه صاحب شخصية مستقلة. وهو حاليا يدرس علم النفس.
** هل مصر على خريطتك الفنية؟
طبعا انا من 13 سنة بدأت مشروع عمل ورش عمل داخل مصر، وكنت اقوم بهذا مرة او مرتين فى العام، لكننى وجدت الامر شاقا خاصة اننى لم اجد معاونة من بعض الجهات، ورغبتى فى عمل ورش العمل تكمن فى اننى دائما ما اتذكر نظرة التعالى التى كان يعاملنا بها الخبراء الاجانب اثناء الدراسة، وبالتالى قلت لنفسى، يجب ان تمنح ابناء بلدك خبراتك التى اكتسبتها.
** وما الذى يمنعك الآن؟
لا شىء سوى المجهود الكبير فى توفير كل شىء بداية من المكان نهاية بآلة مثل البيانو إلى جانب النفقات، لأننى لا أرغب أن أطلب فلوس كتير فاحرم اغلب الموهوبين ممن ليس لديهم قدرة مالية، وانا ارفض ان اقدم تجربتى لطبقة معينة من الناس اغلبها يمكنه السفر للخارج، انا اجىء لمصر للشباب غير القادر على السفر والاحتكاك. آخر مرة حضرت فيها كان معى 22 مغنيا و 2 كورال ورفضت 14 وكانت الورشة فى الاسكندرية. التجربة سبق وقدمتها ايضا مع زميلى العزيز عازف الكمان عثمان المهدى.
** حلمك الذى لم تستطع تحقيقه حتى الآن؟
أن أكون مؤسسة ليس بالضرورة ان تحمل اسمى، لكن تقدم الدعم الفنى إلى كل المواهب بشكل محترف، ويحدث تبادل بين مصر وفرنسا يستفيد منه المصريون.
** هل الفن الاوبرالى غريب فى مصر؟
بالعكس احنا من اوائل الدول التى قدمت هذا الفن، لكن اتمنى ان نصحح الاخطاء بمعنى لا يوجد شىء اسمه فن غير مفهوم للناس، لكن هناك مفاتيح لكل شىء فى الدنيا وليس الفن فقط، وهنا لن انسى عند افتتاح الاوبرا وكم السخرية الذى حدث لعرض الكابوكى، وهذا الامر حدث لأننا لم نكن وقتها مهيئين الجمهور، لذلك علينا ان نجذب الجمهور اولا بالمفاتيح التى قلت عليها، اقدم لهم عملا بسيطا من الكلاسيك، وهناك اعمال كثيرة اثق ان الناس سوف تتذوقها، لأنه من الطبيعى عندما نقدم للناس الشعر الروسى ان يجد رفضا، لازم فى البداية اعلمه كيف يتذوق هذا الشعر.
** هذا يعنى أن الأمر مرتبط بالتذوق؟
يجب أن نعلم هذا للطلاب من الصغر، كيف يسمع الموسيقى ويتذوقها، المدرسة عليها دور كبير الاهتمام بالعلوم النظرية فقط لن يصنع الشخصية التى نتمناها، والامر ليس بتقديم حصة موسيقى فيها اكورديون واورج أو طبلة، الامر اعمق واكبر من ذلك. اشرح للطفل المقطوعة الموسيقية واجعله يفكر فيها، ليس ضروريا ان اصنع منه بيتهوفن او عبدالوهاب، لكن يهمنى ان يتذوق ما قدمه بيتهوفن وعبدالوهاب. لا تعلمة التقنيات والنظريات الموسيقية لكن علمه كيف يسمع الشىء، انا شخصيا عندما درست فى مدرسة الجزويت، تعلمت فيها فن الحياة اكثر مما تعلمت العلوم والحساب، اكتشفت انهم يعلمون المواد النظرية للطلاب حجة لكى تصل الرسالة الاسمى، وهى رسالة الحياة، لذلك هذه المدرسة لم يكن يرسب فيها طالب فى الثانوية العامة. نحن لم نتعلم فى هذه المدرسة الفن لكننا تعلمنا كيف نتذوق وهو الاهم.
**أنت كإنسان عربى هل واجهت صعوبة عندما ذهبت إلى فرنسا؟
بالتأكيد كانت هناك صعوبة بسبب اختلاف الثقافة، حتى اللغة وجدتها مختلفة عما كنت ادرسة فى مصر، فأنا خريج آداب فرنسى، واكتشفت أن اللغة التى درستها لا يستخدمها المجتمع الفرنسى فى حياته اليومية، تشعر وكأن شخصا يتحدث لغة عربية ونزل احد الاحياء المصرية، تخيل نظرة الناس له، كما اننى اكتشفت ان المجتمع الفرانكفونى عندنا يستخدم مصطلحات اصبحت قديمة عندهم، كان الفرنسيون يستخدمونها من 100 سنه، وعندما كنت استخدمها كانوا يندهشون. هذه بعض الصعوبات التى وجدتها، وكنت من وقت لآخر أجد بعض التعاملات السلبية التى يقابلها أى عربى فى أوروبا احيانا، لكن على مستوى العنصرية، هناك دول عربية تجد فيها العنصرية اكثر من هنا. لكنهم على الجانب الآخر عندهم ثقافة الاعتذار عن أى خطأ.
** هل مصر لديها البنية التحتية لصناعة الفن؟
نحن فى مصر لدينا مواهب ليس لها مثيل، واقول هذا عن قناعة شديدة جدا، مواهبنا تفوق الخيال، لكننا نفتقد الاصرار، والاهتمام بالعمل، كما اننا نفتقد بالفعل للبنية التحتية، خارج الاكاديمية والكونسرفتوار لا توجد مدارس للفنون، أتمنى أن أجد فى المنيا واسيوط وأسوان و كل الأقاليم فى الصعيد مدارس للموسيقى، حتى تجد المواهب الفرصة لتطوير موهبها، فالاهم من تطوير القاعات هو المدرسة هذا رأيى، علينا ان نهتم بالتعليم بصفة عامة وليس فى الموسيقى فقط، التعليم وتطويره سوف يغير المجتمع بنسبة كبيرة.
*بما أنك تحدثت عن الصعيد هل لك علاقة به؟
انا اسمى جورج ونيس النخيلى، عائلتى من قرية النخيلة، التابعة لاسيوط بصعيد مصر، لكننى لم اذهب اليها، لكننى ذهبت للصعيد وانا طالب فى الجزويت، لكى نساهم فى تعليم اهالينا فى بعض القرى، الحساب والقراءة، وبعض الاعمال اليدوية وهى عادة كانت تتبعها المدرسة خلال العطلة الصيفية، وبنيت احلاما اننى سوف اعلم الناس هناك، والشىء الجميل اننى ذهبت لاعلمهم فعلمونى اشياء كثيرة، دروس فى الحياة كنت اجهلها، المعدن الصعيدى لا يوجد مثله.
** من هو مطربك المفضل؟
أنا لا أسمع الموسيقى الشرقية، لكننى أعشق صوت اسمهان وأرى أنها لم تحصل على حقها كصوت كبير.
** هل تتابع الحالة الغنائية فى مصر؟
أنا متابع جيد لها، وأعتقد أن مصر تستحق فنا أرقى مما يقدم، وأرى أن المشكلة فى المستمع والمتلقى، وأرى انه السبب، وعليه ان يقاطع هذه الاغانى حتى تعود مصر كما كانت عنوانا للفن المتحضر.
** جديدك؟
عندى سلسلة حفلات فى شمال فرنسا، وهناك عدة ترشيحات لبعض الاوبرات انتظر عمل جلسلة الاستماع الخاصة بها.
** ماذا عن دار الاوبرا المصرية؟
اقول شيئا مضحكا، منذ 12 عاما لم أغن فيها، وفجأة وجدتهم يتصلون بى فى مارس الماضى تصورت انها حفلة، وفوجئت ان الدعوة من اجل ان اقدم اغنية على المسرح ضمن مجموعة اصوات، أى اننى حضرت من باريس لكى أغنى اغنية.
** هل ترى أن مغنى الاوبرا فى أوروبا حققوا نجاحات ملموسة؟
الحمدلله لدينا اصوات حققت نجاحات جيدة جدا، ليس على مستوى هذا الجيل لكن منذ سنوات طويلة اذكر منهم حسن كامى وفيوليت مقار وصبحى بدير وجابرالبلتاجى وحاليا اميرة سليم وجالا الحديدى ورجاء الدين احمد، وجوزيف قزمان، وغيرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.