انتقاضات عدة تواجهها حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووكالة حماية البيئة الأمريكية، بسبب ما أعلنته الأخيرة من تصاريح منتاقضة، بشأن استمرار استخدام المزاعيين للمواد الكيماوية من ضمنها المبيد الحشري "الكلوربيريفوس"، التي أكدت للمواطنين الأمريكيين أن إدارة ترامب ترجح مصالحها مع الشركات الكميائية عن الصحة العامة وصحة الأطفال، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية. أعلن أندرو ويلر، مدير حماية الببئة، الخميس الماضي، أن الكلوربيريفوس، يجب أن يستمر تطبيقه من قبل المزارعين، خاصة على الأطعمة التي يستهلكها الأطفال بانتظام، بما فيها التفاح والعنب والكريز والبروكلي. وأضاف ويلر أن البيانات والدراسات التي تظهر ضرر الكلوربيريفوس،على الأطفال لم تكن كاملة أو "موثوقة"، مؤكدا مواصلة الوكالة مراقبة المشكلة التي يتسبب فيها المبيد، لمدة 3 سنوات أخرى على الأقل. ويقصد ويلر البيانات والدراسات التي صدرت عام 2012، وتؤكد مدى تأثير مبيد الكلوربيريفوس على الأطفال، فهو يتسبب في حدوث تغيرات في هيكل الدماغ لدى الأطفال ويؤثر على مستوى ذكائهم وقدراتهم المعرفية والسلوكية، بالإضافة إلى تأثيره على النساء الحوامل اللاتي يأكلن أطعمة تحتوى على مبيد الكلوربيريفوس، فمن الممكن أن تتأثر به الأجنة داخل الرحم. تناقض موقف ويلر مع موقف وكالة حماية البيئة منذ 4 سنوات قبل تولي ترامب رئاسة أمريكا، عندما قالت إنها لم تعد قادرة على دعم سلامة المبيدات الحشرية والمواد الكميائية، في الغذاء ومياه الشرب، كما هو مطلوب بموجب القانون الفيدرالي للأغذية والعقاقير ومستحضرات التجميل "FFDCA"، خاصة الكلوربيريفوس، وبالاستنادا على الأدلة العلمية قررت فرض حظر الكلوربيريفوس، على الاستخدام الزراعي مثلما تم حظر استخدامه في لأعمال المنزلية منذ ما يقرب من عقدين؛ بسبب المخاطر الناتجة عن استخدامه. حينها عارضت الشركات المصنعه للمواد الكيميائية والشركة المبيعه للكلوربيريفوس "Dow Chemical Co "، خطوة الحظر، وقال كلا منهما إن الكلوربيريفوس "أداة مهمة لإدارة الآفات" للمزارعين، مضفين أن العلم الذي يظهر أضرر استخدام هذا المبيد في الزراعة لا يكفي لتبرير الحظر. فلم يقدر كلا منهما على تغيير أي شئ بشأن قرار الحظر حتى أوائل عام 2017، عندما تولى دونالد ترامب الرئاسة، فلم تضيع شركة داو وجماعات الضغط في الصناعة الكيميائية أي وقت لاستخدام أموالهم؛ لتسمح لهم الإدارة الجديدة ببيع المبيدات المربحة في السوق والتي منها الكلوربيريفوس، حيث تبرعت شركة داو وحدها بمبلغ بقيمة مليون دولار لصالح صندوق ترامب، ما سمح لهم ببيعه واستخدام المزارعين له من قبل الوكالة والمحكمة الفيدرالية. كان سماح ويلر ببيع الكلوربيريفوس واستخدام المزارعيين له، لم يكن مفاجئا للعلماء والمهنيين الصحيين، كما أنه عزز للكثير شعور بالتنبؤ بخيبة الأمل في مستقبل يحتقر العلم من أجل أموال الشركات. وقال الدكتور ليوناردو تراساندي، الذي يدير قسم طب الأطفال البيئي في قسم طب الأطفال في جامعة لانجون الصحية بجامعة نيويورك، إن قرار وكالة حماية البيئة بمواصلة السماح للكلوربيريفوس بالوجبات الغذائية الأمريكية، يعد احتقارات للأدلة العلمية خاصة المتعلقة بصحة الإنسان، كما أنه يثبت أن مصالح القادة والسياسيين الربحية، تتفوق على سلامة الأطفال الأمريكيين الضعفاء، محذرا من استمرار الهجمات على المعايير العلمية.