أعلنت الوكالة الأمريكية للحماية البيئية أمس الأربعاء أن مبيدا حشريا يستخدم على نطاق واسع في زراعات القطن وبساتين الموالح يلحق الضرر بأسراب النحل التي تقترب من هذه الحاصلات تحت ظروف معينة. وقالت الوكالة في تقييم مبدئي للمخاطر: إن مبيد (ايميداكلوبريد) وهو مبيد حشري ينتمي لطائفة (نيونيكوتينويدات) الشبيهة بالنيكوتين إن وجود آثار ولو ضئيلة من المبيد تصل إلى 25 جزءا في المليار قد تضر بعشائر النحل والمناحل ذاتها مع انخفاض إنتاجية عسل النحل. وقالت الوكالة التي تعاونت مع إدارة مراقبة مبيدات الآفات بكاليفورنيا: إن البيانات أوضحت أن بقايا هذا المبيد في حبوب اللقاح وفي الرحيق تتجاوز الحد الأقصى في حاصلات القطن والموالح. وقالت الوكالة: إن الآثار التي رصدت في الذرة والخضراوات الورقية دون مستويات الخطر فيما تحتاج بعض المحاصيل إلى إجراء دراسات أخرى متأنية. ومن المتوقع أن تنتهي الوكالة الاتحادية في نهاية العام الجاري من تقييم أشمل لمخاطر هذه الكيماويات على الحشرات التي تتولي تلقيح أزهار الحاصلات. وتزايدت خلال السنوات القليلة الماضية الأدلة التي تربط بين استخدام طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) وبين هلاك أعداد كبيرة من نحل العسل المسئول عن تلقيح المحاصيل وثمة مخاوف أيضا من أن تكون هذه المبيدات قد أثرت على كائنات أخرى تسهم في تلقيح المزروعات. وفرضت أوربا العام الماضي حظرا مدته عامان على ثلاثة من مبيدات طائفة (نيونيكوتينويدات) واقترحت الوكالة الأمريكية العام الماضي استصدار لوائح بصفة مؤقتة لتخصيص مناطق خالية من المبيدات أثناء طور الازهار بالحاصلات على أن يلجا المزارعون للأسلوب التجاري لتلقيح المحاصيل بالنحل. وأمس الأربعاء أقام مركز سلامة الغذاء وتحالف من المزارعين والهيئات الزراعية دعوى قضائية ضد الوكالة الأمريكية متهما إياها بعدم الإشراف الكافي على كميات كبيرة من البذور المغلفة بالمبيدات التي تباع وتزرع. أُقيمت الدعوى أمام المحكمة الأمريكية الجزئية بالقطاع الشمالي من كاليفورنيا فيما لم يتسن الاتصال بالوكالة الأمريكية للتعليق. وتقول شركات تعمل في مجال إنتاج الكيماويات الزراعية مثل باير وسينجينتا وشركات أخرى تبيع طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات): إن هناك العديد من العوامل الأخري التي تسهم في تناقص نحل العسل مثل الإصابة بالقراد والحلم التي تضر بمملكة النحل. وطائفة (نيونيكوتينويدات) -القريبة الشبه بالنيكوتين من حيث التركيب الكيميائي- واحدة من أشيع المبيدات الحشرية على مستوى العالم وتستخدم في القطاع الزراعي وفي المنازل ويشيع استخدامها بين المزراعين في المراحل الأولية من العمليات الزراعية. وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الأخيرة بأن أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام قبل الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الإنتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.