«المبيدات» هى مركبات كيميائية، توصف بأنها «سامة» وتُستخدم لعلاج آفات وأمراض تصيب المزروعات. وبحسب الدكتور ولاء عبدالغنى، أستاذ المبيدات بجامعة عين شمس، فإن تداول هذه المبيدات «يجب خضوعه لوزارة الزراعة؛ حتى لا يستمر انتشار المبيدات المهربة التى يأتى جانب كبير منها من إسرائيل». على أرفف بيع المبيدات فى مصر، تنتشر مبيدات إسرائيلية الصنع، دخلت بطريق غير رسمى إلى مصر، بحسب تصريح سابق لرئيس اللجنة العليا للمبيدات بوزارة الصحة، إذ لا ترخص مصر استيراد هذه المبيدات لأسباب مختلفة. «شفيط، روماكتين، فيرتميك، شربال، كوراجين، وأردوميل» أسماء تجارية لمبيدات إسرائيلية وجدت طريقها إلى أيدى المزارعين بطول خط القناة وفى منطقة شرق الدلتا (على رقعة زراعية تشمل نحو 1.3 مليون فدان، من أصل 8.5 مليون فدان فى مصر) مهربة عبر الحدود المصرية مع إسرائيل وقطاع غزة. عمر محمد، واحد من بين مئات المزارعين الذين يستصلحون أراضى فى مدينة الصالحة الجديدة، يقول إن أطناناً من المبيدات الإسرائيلية بأنواع متباينة تصل إلى الفلاحين عبر الوافدين من سيناء، وتتركز لدى «ذوى الأصول البدوية». وتنجم آثار سلبية عديدة جراء استخدام الفلاحين لتلك المبيدات الإسرائيلية، منها ما يعدّده أستاذ المبيدات ولاء عبدالغنى: «ضعف إنتاجية الفدان، وانخفاض مستوى المعادن المهمة للزراعة فى التربة التى تقل مناعتها للأمراض، فضلاً عن صعوبة ذوبان المواد الفعالة السامة لتتراكم فى مياه الصرف الزراعى والمياه الجوفية والتربة ذاتها، مما يعرض البيئة بما فيها من حيوانات وأسماك ونباتات وإنسان للتسمم». «مميتة للتربة»، هكذا يصف أحد الفلاحين أثر استخدام المبيدات الإسرائيلية التى رصدت «الوطن» انتشارها فى العديد من مدن القناة، وشرق الدلتا. أسماء تجارية لأدوية قلما يعرف الفلاحون أسماء المواد الفعالة بها. «أس الخطورة فى المبيد» بحد وصف الدكتور سعيد الزميتى، أستاذ المبيدات ورئيس الجمعية العربية لوقاية النباتات. فى 2007، أصدر وزير الزراعة قراره رقم 630 بشأن تصنيف المواد الفعالة التى تدخل فى تصنيع المبيدات الزراعية، وكانت مادة «ترايدمينول/ Tridemenol»، وهى المادة الفعالة التى تدخل فى صناعة المبيد الإسرائيلى «شفيط»، إحدى المواد الواجب مراجعة تسجيلها، لخطورتها. «الهيئة الأوروبية للسلامة الغذائية» فى عام 2008 أبرزت فى دراسة لها خطورة مادة ال«ترايدمينول» ذات السمية الحادة على مياه الصرف الزراعى، وبحسب الصفحة 38 من الدراسة الأوروبية، فإن ال«ترايدمينول» مادة ثبت صعوبة تحلل متبقياتها مما يشكل خطورة عالية على التربة. لأعوام متتالية، بات استخدام مبيد الحشائش الإسرائيلى «أوراست»، عادة زراعية لدى فلاحى سيناء ومحافظات القناة وشرق الدلتا، حيث يُستخدم بوفرة قبيل جمع المحصول، السبب مدون على العبوة باللغة العبرية: «أوراست يخصص لزيادة نضوج الطماطم والباذنجان والفواكه بكل أنواعها». لكن زيادة النضوج التى يسببها المبيد المقاوم لنمو الحشائش ليست النتيجة الوحيدة لمادته الفعالة «الأسيتو كلور» التى تقيد وكالة البيئة الأمريكية (EPA) استخدامها بعد سلسلة من التجارب على حيوانات البيئة الزراعية والتربة والأسماك، ومياه الصرف الزراعى، حيث ذكر تقرير ختامى فى 2007 أن متبقيات مادة «الأسيتو كلور» و«الألا كلور» الشبيهتين فى التركيب يصعب ذوبانها حتى بعد استخدام جرعات بسيطة. وتدخل مادة الألاكلور فى تركيب مبيدات زراعية إسرائيلية، غير أن هذه المادة تحظرها «المفوضية الأوروبية» حظراً تاماً، لخطورة متبقياتها على التربة والإنسان وصعوبة تحللها، وهو ما أثبتته الدراسات الأمريكية فى 2007. وبرغم إعلان وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، وقف استعمال مبيدات الكلوربيريفوس، فإن مبيد «دروسبان» الإسرائيلى، لا يزال يُهرب إلى الأراضى المصرية، وأكدت دراسة أمريكية من جامعة «كولومبيا» أن استخدام هذه المبيدات «يغير من تلافيف المخ لدى الأطفال، وله أضرار مماثلة على الأطفال» بحسب الدراسة الأمريكية فى 2012. تدرج وزارة الزراعة مبيدات «الكلوربيريفوس» ضمن المواد المحرمة، فى ملحق 3 من قرار الوزير 630 لسنة 2007.