رغم الرفض الواضع للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، لمطلب الولاياتالمتحدة بإرسال قوات ألمانية برية إلى سوريا، يوجد في الحزب انفتاح مبدئي تجاه تعزيز مشاركة ألمانيا في مهمة سوريا على مستويات أخرى. وقال خبير شؤون الدفاع في الكتلة البرلمانية للحزب، فريتس فليجنتروي، في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين، إنه بين المساعدات التنموية ومهمة القوات البرية نطاقا من المهام المجدية، التي يمكن لألمانيا أن تقدم إسهاما فيها في إطار إمكانياتها المتوافقة مع الدستور. وأضاف فليجنتروي: "يتعين علينا لذلك التقييم على نحو مشترك مع دول أخرى في التحالف ضد داعش ما هو ضروري الآن، وما الدولة التي تستطيع تولي مهام ما". وذكر فليجنتروي أنه من المصلحة الألمانية الاستمرار في دعم مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، "لكن ما لا نستطيع بالتأكيد القيام به لأسباب قانونية هو إرسال جنود إلى سوريا". وطلبت الولاياتالمتحدة من ألمانيا دعم الحرب ضد فلول تنظيم "داعش"، وذلك بإرسال قوات برية لدعم قوات "سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا. ويريد جيمس جيفري، مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي ضد "داعش"، من الحكومة الألمانية أن ترسل قوات تدريب وخبراء لوجستيين وعمال تقنيين من الجيش الألماني. وقال جيفري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) وصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية الأسبوعية: "نريد قوات برية من ألمانيا لتحل محل جنودنا جزئيا"، مضيفا أنه يتوقع الحصول على رد قبل نهاية هذا الشهر. ولم تعلن الحكومة الألمانية موقفها على نحو جلي حتى أمس الأحد، حيث قالت مصادر من وزارة الخارجية الألمانية: "نجري محادثات بناءة مع شركائنا لبحث سبل مواصلة عمل التحالف في المستقبل، وكيفية إسهام ألمانيا في ذلك... الأولوية في ذلك لاستقرار المناطق المحررة من داعش". وكان الرئيس المؤقت للحزب الاشتراكي الديمقراطي، تورستن شيفر-جومبل، أعلن بوضوح رفضه لمطلب الولاياتالمتحدة. كما طالب حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر وحزب "اليسار" الحكومة بإعلان رفض واضح لمطلب واشنطن. ولم تعلق رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، أنيجريت كرامب-كارنباور، بوضوح حتى الآن على المطلب. وأشارت خليفة المستشارة أنجيلا ميركل في رئاسة الحزب خلال تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) إلى مصالح الأمن الألمانية والجهود الألمانية في تحالف مكافحة "داعش"، موضحة أنه إذا تطلب الأمر التحدث عن مزيد من المشاركة، فإنه "يمكن مناقشة ذلك عندما يحين الوقت وبالنظر إلى الوضع".