دراسة: الآسيويون القدماء أعادوا تشكيل الجماجم البشرية للدلالة على الثراء

كشفت أعمال التنقيب عن المقابر الصينية القديمة، أقدم جماجم بشرية أعيد تشكيلها عن قصد للدلالة على المكانة والثروة والوضع الاجتماعي.
واكتشف العلماء، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في موقع يدعى «Houtaomuga»، 25 هيكلًا عظميًا يعود تاريخها إلى ما بين 5000 و12000 عام مضت، منهم 11 جمجمة ممددة بشكل مصطنع وعظامها ملطخة.
وكان تمديد أو استطالة الجماجم شائعًا في الثقافات القبلية المختلفة بجميع أنحاء العالم مثل المايا والسكان الأصليين في أمريكا الشمالية والشعوب الأصلية في الفترة ما بين ما بين 9000 و10000 عام.
وفي هذا لإطار، قال الباحثون إن أصحاب الجماجم المُمددة تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات إلى 40 عامًا، من بينهم خمسة بالغين؛ أربعة رجال وامرأة.
ووفقا للدراسة التي أجرتها جامعة «تكساس إيه آند إم» في دالاس الأمريكية، فقد تم تخصيص هذه الممارسات للأفراد ذوي المكانية العالية والعائلات فائقة الثراء، مدللة على ذلك بالقطع الأثرية والفخارية والحلى المزخرفة بجانبها.
ومن جانبه، قال عالم الحفريات القديم، تشيان وانج: «من المبكر للغاية معرفة ما إذا كان التعديل القحمي المقصود قد ظهر لأول مرة في شرق آسيا وانتشر في مكان آخر أو نشأ بشكل مستقل في أماكن مختلفة».
وأوضح العلماء أن التمدد حدث على امتداد فترة طويلة من الوقت في الموقع مقارنة بأي حفر أثري آخر، خاصة وأنه تم العثور على جماجم غريبة الشكل في أجزاء كثيرة من العالم.
وأضافوا: «لقد استخدم تعديلات محددة على الرأس، من خلال إعادة تشكيل الجمجمة في وقت مبكر من الحياة عندما تكون العظام لا زالت ناعمة عن طريق ضغط رأس الرضيع بيديه»، متابعين أن ربط الرأس بأسطح صلبة مسطحة مثل الألواح أو لف الرأس بإحكام يعيد تشكيل العظام غير الناضجة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة الأنثروبولوجيا الفيزيائية، أن موقع «Houtaomuga» الذي يعود إلى 6000 عام، قد تم التنقيب عنه في الفترة من 2011 إلى 2015، حيث وجدت مجموعة متزايدة من الأدلة على إعادة تشكيل الجمجمة.