بات اسم تشيرنوبل مقترنا بالكارثة. وقد عادت تلك الكارثة النووية، التي وقعت عام 1986، للأذهان بفضل حلقات تلفزيونية ذاع صيتها وتحمل نفس الاسم. وتسببت الكارثة في آلاف الإصابات بالسرطان وأحالت منطقة كانت يوما مأهولة بالسكان إلى مدينة أشباح، وباتت الآن نطاقا محظورا بمساحة 2600 كيلومتر مربع. بات اسم تشيرنوبل مقترنا بالكارثة. وقد عادت تلك الكارثة النووية، التي وقعت عام 1986، للأذهان بفضل حلقات تلفزيونية ذاع صيتها وتحمل نفس الاسم. وتسببت الكارثة في آلاف الإصابات بالسرطان وأحالت منطقة كانت يوما مأهولة بالسكان إلى مدينة أشباح، وباتت الآن نطاقا محظورا بمساحة 2600 كيلومتر مربع. ويمكن للخلايا تعويض أغلب مكوناتها التالفة، باستثناء الحمض النووي (دي إن إيه)، الذي يتلف بتعرضه لجرعات إشعاع عالية، ما يؤدي لسرعة موت الخلية. أما الجرعات الأقل من الإشعاع فتحدث ضررا من نوع آخر يتمثل في حدوث طفرات تغير وظيفة الخلايا - كأن تتسرطن وتنقسم بشكل جنوني وتنتشر لأجزاء أخرى من الجسم. ويؤدي هذا لموت الحيوان، لأن الخلايا والأجهزة الحيوانية شديدة التخصص ولا تتسم بالمرونة. ولإيضاح ذلك، يمكن تشبيه بيولوجيا المملكة الحيوانية بآلة معقدة تتخصص فيها كل خلية وعضو بمكان وغرض بعينه ويتعين أن تتضافر كافة أجزاء تلك الآلة فيما بينها حتى تبقى على قيد الحياة. وبالنسبة للبشر، لا يمكن البقاء على قيد الحياة دون مخ أو قلب أو رئتين! أما النباتات فتنمو بشكل أكثر مرونة بكثير، فهي غير قادرة على الانتقال من مكان لآخر وبالتالي ليس أمامها إلا التكيف والظروف المحيطة بها. وبدلا من وجود هياكل مخصصة كما هو الحال في الحيوان، ينمو النبات بحسب الحاجة، كأن تمتد جذوره أو ترتقي أغصانه لأعلى استنادا إلى توازن الإشارات الكيميائية من بقية أجزائه ومن النباتات القريبة منه، فضلا عن توافر الضوء والحرارة والماء وظروف تغذية التربة. وبخلاف الخلايا الحيوانية، تكاد تكون كافة الخلايا النباتية قادرة على خلق خلايا جديدة من أي نوع حسب حاجة النبات، ولذا يمكن للبستاني أن يستزرع شتلات جديدة من نباتات أقدم وأحيانا تنبثق جذور للنبات من جذوعه أو أوراقه. ويؤدي هذا لموت الحيوان، لأن الخلايا والأجهزة الحيوانية شديدة التخصص ولا تتسم بالمرونة. ولإيضاح ذلك، يمكن تشبيه بيولوجيا المملكة الحيوانية بآلة معقدة تتخصص فيها كل خلية وعضو بمكان وغرض بعينه ويتعين أن تتضافر كافة أجزاء تلك الآلة فيما بينها حتى تبقى على قيد الحياة. وبالنسبة للبشر، لا يمكن البقاء على قيد الحياة دون مخ أو قلب أو رئتين! أما النباتات فتنمو بشكل أكثر مرونة بكثير، فهي غير قادرة على الانتقال من مكان لآخر وبالتالي ليس أمامها إلا التكيف والظروف المحيطة بها. وبدلا من وجود هياكل مخصصة كما هو الحال في الحيوان، ينمو النبات بحسب الحاجة، كأن تمتد جذوره أو ترتقي أغصانه لأعلى استنادا إلى توازن الإشارات الكيميائية من بقية أجزائه ومن النباتات القريبة منه، فضلا عن توافر الضوء والحرارة والماء وظروف تغذية التربة. وبخلاف الخلايا الحيوانية، تكاد تكون كافة الخلايا النباتية قادرة على خلق خلايا جديدة من أي نوع حسب حاجة النبات، ولذا يمكن للبستاني أن يستزرع شتلات جديدة من نباتات أقدم وأحيانا تنبثق جذور للنبات من جذوعه أو أوراقه. يعني هذا أن النبات قادر على تعويض خلاياه وأنسجته الميتة أسرع كثيرا من الحيوان، سواء كان التلف ناجما عن التهام حيوان له أو بسبب الإشعاع. وبينما قد يتسبب الإشعاع وتلف الحمض النووي، بسببه أو لسبب آخر، في أورام (درنات) في النبات، فإن الخلايا المتحورة فيه لا تنتشر عادة من جزء لآخر في النبات، خلافا للأورام السرطانية في الحيوان. ويعود ذلك إلى أن جدار الخلايا النباتية محكم وقوي، كما لا تكون تلك الدرنات مميتة في الغالب. والمثير للدهشة أن بعض النباتات في المنطقة المحظورة حول تشيرنوبل ذهبت لأبعد من ذلك، إذ بدا أنها تنتهج آليات إضافية لحماية حمضها النووي بتغيير تركيبه الكيميائي لكي يصبح أكثر مقاومة للتلف أو بتشغيل آليات لإصلاحه. وكانت مستويات الإشعاع على سطح الأرض أعلى بكثير في الماضي السحيق حين تطورت النباتات الأولى، ومن ثم ربما استرجعت النباتات في نطاق تشيرنوبل قدرات التكيف التي تعود لماضيها البعيد حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة. والآن بدأت الحياة تزدهر في نطاق تشيرنوبل، بل إن أنواع النباتات والحيوانات أصبحت أكثر مما كانت عليه قبل الكارثة. والأهم أن العبء الذي فرضته كارثة تشيرنوبل على الأنواع الحية أقل من النفع الذي عاد عليها جراء رحيل البشر عن المنطقة. لقد بات نطاق تشيرنوبل حاليا أحد أكبر المحميات الطبيعية في أوروبا، وباتت البيئة في نطاق المفاعل المدمر تعزز الأنواع الطبيعية أكثر من ذي قبل، حتى لو أدت تلك الكارثة إلى تقصير أجل النوع الواحد من تلك الحيوانات أو النباتات. ومن ثم تكشف كارثة تشيرنوبل مدى الضرر البيئي الذي يحدثه الإنسان على ظهر الأرض، فالحادثة النووية رغم خطورتها كانت أقل تدميرا للبيئة بكثير عما نفعله نحن البشر، فبرحيلنا عن المنطقة أفسحنا المجال لعودة الطبيعة مجددا.