إهدائى ديوان «مزاج سيادتى» لابنى.. هو نوع من الأمل والتفاؤل والتمنى وربما التحدى أيضًا كتبت الكثير من الأغانى للأطفال وظاظا فظاظا وجرجير طازة أشهرها يكتب الشعر والسيناريو ويمثل ويخرج الأفلام القصيرة، شارك فى عدد من الأعمال الدرامية بالتلفزيون والمسرح، كتب أول قصائده فى عمر الرابعة عشرة، ليبدأ مشواره الإبداعى قبل أن يكمل عامه السادس عشر، وتزامن خروج ديوانه الأول مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية واستشهاد محمد الدرة، فكتب الإهداء «إلى روح الغالية فلسطين»، يعتبر الرسم نوعا من العلاج النفسى. يؤمن أن المبدع الحقيقى يجب أن يكون «وان مان شو»، لا يكف عن تطوير نفسه واكتساب الخبرات التى تساعده فى المستقبل، ولهذا فقد علم نفسه المونتاج ودرس الإخراج، وتعلم فنون التصوير الفوتوغرافى بشكل احترافى، أما كتابة الشعر فقد سبقت الموهبة عنده التعلم، والذى تولى تنميتها بدأب وإخلاص وصبر الخال الشاعر بهاء جاهين، فهو من علمه فنون الشعر من وزن وموسيقى، نتج عنه أسلوب غير تقليدى فى كتابة الشعر وطريقة إلقاه، حيث يقدم «حداد» أشعاره بأداء يشبه الدراما المسرحية، وما بين الغناء والتمثيل يغرد بقصائده. تغنى بأشعاره عدد كبير من كبار الفنانين والفرق الموسيقية أمثال الفنان «على الحجار، وجيه عزيز، فيروز كراوية، وأحمد الحجار، ويحيى غانم، وفرقة إسكندريلا، وسط البلد، كما تعاون معه فى مجال التمثيل مجموعة أخرى من أبرز الفنانين ومنهم: «أنوشكا وبطرس غالى، وسلوى محمد على»، وفاز ديوانه «بشويش» بجائزة أفضل ديوان عامية صدر فى عام 2012. فى السطور التالية يروى الشاعر أحمد حداد ل «الشروق» تجربته مع الشعر والغناء والإخراج، ويروى كواليس أحدث دواوينه الشعرية «مزاج سيادتى» الصادر عن دار الشروق.. جاء إهداؤك فى ديوان «مزاج سيادتى» إلى ابنك يحيى حداد.. فماذا يمثل لك الإهداء بشكل عام؟ الإهداء إلى ابنى سببه أنه أهم كائن حى فى حياتى، واختيارى لكلمات «وبكرة اللى لازم ييجى متلون عشانه»، هو نوع من الأمل والتفاؤل والتمنى وربما التحدى، فأنا فى النهاية أب يخاف على مستقبل أبنائه ويحلم لهم بالسلام والأمان النفسى، أما عن الإهداء بشكل عام فأعتقد أنه تقليد لا أعرف من بدأه، ولكن يحرص الكُتاب على كتابته للشخص الأقرب لهم، أو لفترة زمنية أثرت فيهم، كما حدث مع ديوانى الأول حيث كان إهدائى إلى فلسطين، لأنه تزامن مع مقتل الطفل محمد الدرة، وأعترف أننى لا أهتم كثيرا بكتابة إهداء على الأفلام بعكس الدواوين، بل أحرص فيها على كتابة «شكر». وديوان «مزاج سيادتى» يضم ما يقارب من ال100 قصيدة من الأشعار المكتوبة بالعامية المصرية، ومقسم إلى 3 أقسام الأول والثانى، بعنوانى «تحت تأثير الدواء» و«الاختلاط مسموح» ويضم أشعارى الجديدة، وأما القسم الثالث وهو عنوان الديوان «مزاج سيادتى»، فيتضمن أشعارى التى غنتها الفرق المختلفة منها «إسكندريلا» و«رترو» و«وسط البلد»، وبعض المطربين كالفنان وجيه عزيز والفنانة فيروز كراوية وغيرهم، إلى جانب أنه يضم أشهر التترات لبعض الأعمال الفنية ومسلسلات الأطفال ومنها فيلم «ملك وكتابة» ومسلسل «ظاظا فظاظا وجرجير طاظا». على ذكر «ظاظا فظاظا وجرجير طازة» فقد حقق هذا المسلسل نجاحا كبيرا.. فلماذا لم تعد التجربة؟ كتبت للأطفال الكثير من الأغانى، لكنها لم تلق نفس نجاح «ظاظا فظاظا وجرجير طازة»، وربما كان السبب فى هذا النجاح هو استمرار المسلسل ل6 مواسم متتابعة. لماذا يأتى انحيازك الأكبر للشعر الغنائى؟ لأنه النوع الأقرب إلى الناس، وله فرصة أكبر للوصول إلى قطاع كبير منهم من خلال جمهور الفرق الغنائية أمثال فرقة «إسكندريلا»، و«وسط البلد»، و«ريترو»، وغيرها. تكتب الشعر والسيناريو وتعمل بالتمثيل والغناء.. ما السر وراء هذا التنوع؟ أعتقد أن هناك سببين؛ الأول مباشر له علاقة بالجينات، فجدى لأمى هو صلاح جاهين، وجدى لأبى هو أمين حداد، ووالدتى أمينة جاهين التى ورثت الشعر عن أبيها، حتى وإن كانت أغلب أشعارها باللغة الإنجليزية، وخالى الشاعر بهاء جاهين، ولهذا فجميعهم أثروا فى؛ كل منهم بطريقته، أما السبب الآخر فأعتقد أن له علاقة بالحياة وبشخصيتى؛ فبطبعى أنا شخص أحب الاكتشاف والتجريب، فمثلا جربت وتعلمت الرسم ولكنى لم أصبح الفنان الذى حلمت أن أكونه، ولهذا تركت الرسم وأصبحت أرسم فقط كنوع من العلاج النفسى، وحتى الغناء، تدربت كثيرا فى كورال المدرسة، ولكن بفترة المراهقة ومع تغير صوتى شعرت بالصدمة، لأننى لن أكون المطرب الذى حلمت أن أكونه، ولكنى استعدت الثقة فى صوتى شيئا فشيئا مع بداية مشروع فريق «ريترو»، حيث أعطانى الفرصة بأن أجرب، وعلى المسرح عرفت أن هناك ألحانا تناسب صوتى وأخرى لا، وعرفت أن أغلب هذه الألحان تكون ل«سيد مكاوى، وإبراهيم رجب، وسيد درويش»، ثم تعاونت مع ملحنين آخرين أمثال «وجيه عزيز، وشادى مؤنس، يحيى غنام، ومحمد عزت»، يلحنون ما يناسب صوتى. كما ذكرت فأنت شخص ينتمى لعائلة فنية جدا.. ولكن أيهم الأكثر تأثيرا على مشوارك؟ تأثرى بفؤاد حداد وصلاح جاهين كان تأثرا جينيا، فالاثنان رحلا وأنا عمرى شهور، ولكنى بالطبع تأثرت بما قدموه خلال مسيرتهم، وهى العلاقة التى يشترك معى فيها المصريون جميعا، أما علاقتى بأبى فهو صديقى، يعجب بما أكتبه ويشجعنى دائما، ولا أتذكر أنه علمنى شيئا بشكل مباشر، فقد كان خالى بهاء جاهين يقوم بذلك الدور، وكان يقسو على أحيانا لتعليمى وتدريبى على فنون الشعر، وعلاقتى كشاعر بأمى فهى القصيدة العربية الوحيدة التى كتبتها فى فيلم «الحريف»، لأنها كما قلت تكتب باللغة الإنجليزية، وفى النهاية هذه التوليفة العائلية مع آخرين فى الغناء والتمثيل أمثال: «بيرم التونسى وزكريا أحمد وسيد درويش، ومحمد فوزى، وفيروز، وتشارلى شبلن، وإسماعيل ياسين» هى الأكثر تأثريا عليه. حدثنا عن تجربتك مع الأفلام القصيرة.. والتعاون مع «أنوشكا وبطرس غالى وسلوى محمد على» وغيرهم، ولماذا كانت اختيارك على الرغم من قلة جمهورها فى مصر؟ البداية كانت مصادفة.. فأثناء دراستى بمعهد السنيما كان مطلوبا منا فى السنة الثالثة إنتاج مشروع لفيلم قصير، وفى السنة الرابعة مشروع فيلم طويل، وأعندما انتهيت من كتابة الفيلم القصير، أعجبت بما أكتبه، وقررت ألا يكون مجرد كلام على ورق، وصممت على العمل عليه بجدية أكثر كى يخرج الفيلم إلى النور، وطرقت كل الأبواب، وعرضت الفكرة على قسم الإخراج فى المعهد، وبدأنا نشتغل ونحضر للفيلم، لكن العمل توقف، ولهذا قررت تنفيذه بمفردى، وبدأت بدراسة كورس مكثف فى الإخراج، ثم عرضت فكرته على الفنان محمود حميدة، الذى تحمس له ولإنتاجه، ثم عرض الدور على الفنانة أنوشكا وبدورها تحمست لبطولته، وقمت أنا بإخراجه ومن قبل التأليف، وأصبح لدينا فيلم «كل البنات بتحب الشوكولاته»، وغيره من الأفلام الأخرى التى قادتنى المصادفة وحدها لهذا الطريق. ما أحدث مشاريعك الإبداعية؟ أستعد للأنتهاء من كتابة روايتى الأولى، والتى تدور أحداثها فى فى أطار رومانسى اجتماعى، كما أننى أعمل على الانتهاء من ديوان شعر جديد، وإلى الأن لن أستطيع الجزم بأيهما سيسبق الآخر إلى النشر.