على الرغم من إغلاق وإظلام أكثر من نصف قاعات العرض في متحف العراق الوطني ، فإن المتحف – الذي تعرض لعمليات سرقة ونهب إبان سقوط بغداد وأصبح رمزاً للفوضى التي اجتاحت العراق منذ ذلك الحين - أعيد افتتاحه للجمهور بمناسبة اقتراب موعد الذكرى السادسة للغزو الأمريكي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عبر موقعها الإليكتروني أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صمم على إعادة افتتاح المتحف مخالفاً نصيحة وزير الثقافة ، حيث أراد المالكي أن يكون إعادة الافتتاح تعبيرا عن مدى التقدم الذي تحقق في العراق وسعيه إلى الوصول لمكانة أفضل. وقال المالكي في حفل تدشين المتحف "تعرضنا لموجة عاتية ورياح سوداء قوية مرت فوق العراق ، وكان تدمير هذه الأيقونة الثقافية أحد نتائجها ، لقد أوقفنا هذه الرياح السوداء وأكملنا مسيرة إعادة البناء". وفي كلمته للدبلوماسيين ، قال وزير السياحة والآثار قحطان الجبوري إن العراق يريد من الزائرين أن يروا أن بغداد ما زالت كما كانت في عيونهم ولم تتحول إلى خراب كما أراد من سماهم ب"أعداء الحياة". وأثار حدث إعادة افتتاح المتحف خلافا حادا بين وزراء حكومة المالكي – التي تشوبها الانقسامات - فمن ناحية ، أعلنت شركة جبوري السياحية عن حفل إعادة الافتتاح وأصدرت الدعوات قبلها بأسبوعين ، فيما اعترض المسئولون في وزارة الثقافة ، معللين ذلك بأن المتحف لا يزال غير مجهز لاستقبال الجمهور. وفي السياق نفسه ، قال جابر الجابري في في حواره مع الصحيفة : "من الخطورة فتح المتحف في هذا الوقت", وفي الوقت ذاته ، قال مدير المتحف السابق دوني جورج يوحنا "إن المتحف يحتاج إلى سنوات من التجهيز حتى يصل إلى المستوى العالمي من حيث الوصاية والأمن والحفاظ على المعروضات قبل أن يستقبل زواره بأمان" ، وأعرب يوخنا عن خشيته من أن يستخدم المتحف لأغراض سياسية فقط. ومن جانبها ، لم تنظر حكومة المالكي لهذه الاعتراضات ، وأقيم حفل افتتاح المتحف في موعده يوم الإثنين الماضي بدون حضور الجابري وبقية مسئولي وزارة الثقافة الذين قاطعوه.