الثانية الكبيسة هي تعديل في التوقيت العالمي، قدره ثانية واحدة سواء بالإضافة أو بالنقصان، ولكن ياترى ما الذي يمكنه تحويل الدقيقة إلى 61 ثانية؟! في عام 1972، عرف العالم أول إضافة زمنية للدقيقة، لتصبح وقتها 61، تحت مسمى "الثانية الكبيسة"، وغالبًا ما تحدث تلك الإضافة إما في شهر يونيو أو ديسمبر، وربط العلماء سبب حدوثها بسبب عدم ثبات سرعة دوران الأرض حول نفسها. وعلى الرغم من ابتكار العلماء الساعة الذرية من أجل التتبع الدقيق للوقت على الأرض، إلا أن اختلاف قياس الساعة على الأرض (التوقيت الذري) مع توقيت حركة الأرض حول نفسها (التوقيت الفلكي) دفعهم لابتكار توقيت عالمي جديد لتقليص الفارق بين القياسين، وبالتالي مكنهم ذلك من حساب الثانية الذرية. طبق علماء الفلك الساعة الكبيسة في مثل هذا اليوم الموافق 30 يونيو من العالم 2015، وتكرر الأمر أيضا في 31 ديسمبر من العام 2016، بينما حدثت آخر ثانية كبيسة شهدها العالم في 31 ديسمبر 2016، ليبلغ عدد الثواني التي أضيفت للتوقيت العالمي 27 ثانية. وتحدد الثانية الفلكية عبر الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية المختصة بالأمر، ويتم الإعلان عنها قبل موعدها ب 6 أشهر، وتواجه منذ تطبيقها معارضات دولية رافضة لتطبيق التوقيت الفلكي المتعلق بدوران الأرض حول نفسها ومطالبة بالاكتفاء بالتوقيت الذري فقط. يعود تاريخ الثانية الكبيسة إلى ما قبل 1000 عام، منذ أن قام العلماء المسلمون بمن فيهم البيروني، بتقسيم اليوم الشمسي المتوسط إلى 24 ساعة متساوية، تم تقسيم كل واحدة منها إلى وحدات من الدقائق والثواني، أما في عام 140 ميلاديًا، فقسم عالم الفلك الإسكندري، بطليموس اليوم الشمسي المتوسط واليوم الشمسي الحقيقي، إلى 6 أماكن على الأقل، واستخدم كسور بسيطة في قياس الساعة تشابهت مع الثانية الكبيسة.