تجددت معركة مهرجان فنون دول البحر الأحمر بين رئيس المهرجان السابق ووزارة الثقافة عقب تراجع رئيس هيئة قصور الثقافة عن وعده بإقامة المهرجان فى موعده فى 18 أكتوبر الحالى والذى كان مقررا عقده بمحافظة السويس، مما تسبب فى صدام جديد بين مثقفى السويس والوزارة. «الشروق» التقت صاحب فكرة إقامة المهرجان الدكتور على السويسى لنتعرف على الأسباب الحقيقية وراء صدور هذا القرار. هل تم بالفعل إلغاء مهرجان فنون دول البحر الأحمر؟ بالفعل.. تم إلغاء هذا المهرجان حيث كان من المقرر بدء فاعلياته فى 18 أكتوبر قبل عيد السويس القومى فى 24 من الشهر الحالى وواقع الحال يؤكد بالفعل أن المهرجان تم إلغاؤه بفعل فاعل عن طريق وزارة الثقافة. لماذا تتهم وزير الثقافة بالوقوف وراء إلغاء المهرجان؟ أنا لا أتهم فاروق حسنى بشكل شخصى، ولكنى أتهم وزير الثقافة المصرية الذى تتبعه هيئة قصور الثقافة شريكتى الرئيسية فى إقامة هذا المهرجان؛ ولذلك أحمله المسئولية كاملة عن صدور قرار إلغاء إقامة مهرجان فنون دول البحر الأحمر. هل كان الوزير يريد مشاركة إسرائيل فى فاعليات المهرجان؟ الأزمة بخصوص مشاركة إسرائيل فى المهرجان بغض النظر عن مدى صدق ما حدث من عدمه، إلا أن تداعيات الأحداث من قيام فاروق حسنى بخوض معركة اليونسكو وأثناء هذه المعركة كان هناك حديث كبير حول دعم إسرائيل، والذى وصل الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى عندما طلب منه دعم فاروق حسنى فى اليونسكو أثناء زيارته للقاهرة قال إن اسرائيل ليست ضده بجانب أن رئيس هيئة قصور الثقافة أراد أن يظهر للوزير أنه يعمل لصالحه فى صراعه على مقعد اليونسكو، خصوصا أن هذا التوقيت جاء متواكبا مع التجديد لرئيس هيئة قصور الثقافة، كما أن الموقف الذى اتخذته بشكل واضح ضد مشاركة إسرائيل فى هذا المهرجان اعتبره رئيس هيئة قصور الثقافة خصما من رصيد فاروق حسنى لدى إسرائيل، وبالتالى نتيجة لرسوبه فى اليونسكو كان عقاب السويس الذى اعتبرها وزير الثقافة مواقفها متضاربة فيما سعى إليه واستعان بذلك بكاتب كبير كتب أن موقف السويس من إسرائيل فى هذا المهرجان يأتى ضمن الحملة المضادة لترشيح فاروق حسنى. ولكن أنت وقعت على ورقة من قبل تقول خلالها إن الوزير لم يتدخل؟. الورقة صحيحة ولكنها كانت ورقة التوت التى أردت أن أضعها على عورات مسئولى الثقافة لتحمى ماء وجههم كى يستمر المهرجان خاصة أننى كنت أستشعر نواياهم نحو إلغاء المهرجان فى حالة عدم إشراك إسرائيل فيه بشكل مباشر وأساسى والأيام بالفعل قد أثبتت صدق حدثى فما الذى دفعهم ليقوموا بإلغاء هذا المهرجان إلا عدم إشراك إسرائيل كما يرغبون فليس هناك سبب واحد يدعوهم لإلغاء مهرجان تم بالفعل الانتهاء من إعداده إداريا وماليا وقيامنا بالحصول على موافقة سبع دول من تسع دول على المشاركة بالمهرجان، فكل المقومات للنجاح كانت متوافرة فى المهرجان إلا أن إشراك إسرائيل أمر يرفضه أبناء السويس فلن يقبل سويسى واحد أن يرى علم العدو الإسرائيلى يرفرف فى سماء المدينة فى ذكرى انتصارهم الرائع وقيام أبناء هذه المدينة بتركيع إسرائيل فى الرابع والعشرين من أكتوبر سنة 73. لماذا تصر على اتهام وزير الثقافة بإلغاء المهرجان رغم أنه فقد مقعد اليونسكو؟ وزير الثقافة اعتبر أن هناك أسبابا أدت إلى عدم حصوله على مقعد مدير عام اليونسكو، منها موقف شعب السويس الذى أسهم فى تخلى إسرائيل عن دعمها. وبماذا تفسر التزامك الصمت لمدة 90 يوما منذ الأزمة الأولى بينك وبين وزارة الثقافة؟ إننى التزمت بالفعل طوال هذه الفترة بالصمت الكامل رغبة منى أن أرى المهرجان يقام على أرض السويس، وحرصى عليه وحلمت به كما حلم كثيرون مثلى بالسويس وهذا هو السبب الرئيسى لصمتى. هل هناك أمل فى إقامة المهرجان بالسويس مرة أخرى؟ أعتقد أنه من الممكن أن يعقد المهرجان من جديد ولكن فى حالة واحدة فقط وهى عندما يترك فاروق حسنى الوزارة، ولا أعتقد أن وزير الثقافة سيسمح بإقامة أى فاعلية ثقافية عن طريق وزارته بالسويس مادام جالسا على مقعد الوزارة الذى ظل بهذا المقعد لمدة ربع قرن لم يعط خلالها للسويس أى شىء على الإطلاق، والمتحف اليتيم الذى تجرى إقامته فى المحافظة ليس بجديد فقد كان يوجد بالسويس متحف رائع قبل عدوان 67 بمنطقة بور توفيق والذى تم تدميره وعندما أراد مسئولو الثقافة ترميم قصر الثقافة الوحيد بالسويس استغرق الأمر 36 عاما ولكننى أريد أن أسأل ما هو المشروع الثقافى الذى قام به فاروق حسنى لتخليد ذكرى الشهداء فلدينا أبطال أمثال الشهيدين إبراهيم عبدالتواب بطل معركة كبريت وإبراهيم الرفاعى فى الإسماعيلية فكان الأجدر لذلك أن يقام سومبوزيوم النحت الدولى بأسوان على ضفاف القناة ليقوم نحاتو مصر والعالم بصنع تماثيل تخلد ذكرى من دفع فاتورة تحرير الوطن.. لا أن تقام مهرجانات لا طائل منها سوى إهدار العديد من القيم الفنية والثقافية.