أطلق القومي للطفولة والأمومة، والقومي للمرأة، حملة بعنوان "شهر بدور" للقضاء على جريمة ختان الإناث، بحضور عدد من الشخصيات والجهات المعنية بحماية الأطفال والفتيات. وقالت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، كلمة خلال حفل إطلاق الحملة تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث، إن جميع الشركاء يلتقوا اليوم سويًا ليس فقط للتذكرة بوفاة الطفلة بدور ضحية جريمة ختان الإناث، بل لتجديد الالتزام بالعمل على منع تكرار هذه الجريمة البشعة. وأشارت إلى أنه بالرغم من التحديات إلا أن دعم القيادة السياسية وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له عظيم الأثر في الاهتمام بحقوق المرأة، والفتاة المصرية وكان الدافع الأكبر للإسراع بوتيرة التغيير من أجل حماية حقوق بناتنا من كافة أشكال العنف والإساءة. وأكدت العشماوي أن تدشين اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة من المجلسين القومي للمرأة، والقومي للطفولة والأمومة، كآلية وطنية تعمل على تهيئة شراكة متجددة وقوية ومنسقة لتوحيد الجهود نحو القضاء على جريمة ختان الإناث، موضحة أنه منذ الانعقاد الأول للجنة في 20 مايو من العام الجاري، وهي في حالة انعقاد مستمر، وبحماس صادق من أعضاء اللجنة. وثمنت "العشماوي" روح العمل في اللجنة كفريق واحد، حيث بدأت عملها بالفعل لتعزيز الحوار السياسي، وإنفاذ التشريعات المتعلقة بالقضاء على الجريمة، وتفعيل البرامج التنموية المتكاملة لحماية بناتنا، وتمكينهن في كل قرية ومركز ومدينة في جميع محافظات الجمهورية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكدت أن اليوم يعتبر تجديد لالتزام مصر بمكافحة ختان الإناث كشكل من أشكال العنف ضد بناتنا وأحد الممارسات الضارة التي تؤثر سلباً على مستقبلهن، وانتهاكا جسيما لحقوقهن، وخرق للدستور، والتشريعات الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الإقليمية والدولية النافذة. وأضافت أن الدولة المصرية تولي اهتماما بالغا بتعزيز حقوق البنات وحمايتهن من ختان الإناث، والذي يعتبر مؤشرا صادقا لاستقرار قيم حقوق الطفل، وترسيخ لمكانة الطفلة، فضلا عن أنه التزام سياسي من الدولة تجاه قضايا الطفولة، وعلى رأس أولويات الأجندة السياسية، من خلال تدابير تشريعية واستراتيجيات كالإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة 2018-2030، والإطار الاستراتيجي للقضاء على العنف ضد الأطفال وخطته التنفيذية، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للمرأة 2030. وشددت "العشماوي" خلال كلمتها على أنه لم يعد مقبولاً أن تهدر إنسانية الطفلة وأن تقهر منذ نعومة أظافرها "سواء بدون قصد أو عن سوء قصد" بإجبارها للتعرض لهذه التجربة القاسية، حيث يتم هذا بحكم عادات اجتماعية متوارثة لا تستند للدين وليس لها أي مبررات صحية أو اجتماعية سليمة. كما أشارت إلى أنه بالرغم من الإنجازات التي تحققت في الحد من هذه الجريمة، إلا أنها ما زالت منتشرة بدرجة كبيرة، وتمثل قضية تؤرقنا، وتحديا أساسيا علينا مواجهته للوصول للقضاء التام على ختان الإناث، مؤكدة على المضي قدما للقضاء على واحدة من أقسى الممارسات الضارة ضد بناتنا الأعزاء، والذى هو واجبنا، والتزامنا، وحلمنا الذي سنحققه معاً . ودعت "العشماوي" جميع الشركاء لبذل المزيد بل وتكثيف آليات الوقاية، والحماية، والرعاية المتعلقة بالقضاء على ختان الإناث، حيث يعد دمج وإدراج ختان الإناث في النظم والبرامج القائمة أمراً ضرورياً. وأكدت الدور المحوري للإعلام ووسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نشر ثقافة حقوق الطفل على أوسع نطاق، إلى جانب تقديم المشورة لكل الاستفسارات حول حماية الأطفال من كل أشكال العنف والتي ترد إلى خط نجدة الطفل 16000 والذي تم تحديث بنيته التحتية والمعلوماتية بالتعاون مع يونيسف، وبدعم من الاتحاد الأوروبي. واختتمت "العشماوي" كلمتها بتجديد تعهد المجلس القومي للطفولة والأمومة، بحماية بناتنا والعمل معاً على توعية المجتمعات في جميع محافظات مصر، بما يتماشى مع جهود حماية وتمكين الفتيات، مع تزويد الوالدين ومقدمي الرعاية بالمعرفة الصحيحة، والتربية الإيجابية حتى يتمكنوا من حماية بناتهن. ومن جانبها أوضحت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، أن اللجنة الوطنية ملتزمة بالعمل كفريق واحد يكمل بعضه بعضاً، ويضع هدف حماية بناتنا نصب عينيه، ويحشد كل الجهود والخبرات من أجل تحقيق المصلحة الفضلى لبناتنا. وأكدت "نحن نحسب أنفسنا اليوم أوفر حظاً في تصدينا لكل أشكال العنف والتمييز ضد الطفلة والمرأة، وذلك بفضل دعم القيادة السياسية وسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصل لحماية وتمكين الطفلة والمرأة المصرية، والتزام الحكومة بإنفاذ التشريعات الوطنية والتعهدات الدولية وفق رؤية مصر الاستراتيجية." وأضافت "نحن نعمل بالفعل في إطار من التشريعات الوافية ومنظومة من آليات الحماية القائمة والمفعلة ولكننا نرى أننا بحاجة إلى توعية غزيرة ومؤثرة على كل المستويات لكل أب وكل أم، للشباب والشابات، والأطفال أنفسهم كي يتحرروا من أسر عادة ختان الإناث التي ليس لها سند في الدين ولا في الطب ولا في القانون". وتضمنت الفعاليات الإعلان عن جائزة أقرتها اللجنة الوطنية باسم قامات العمل العام "ماري أسعد وعزيزة حسين"، وتعمل الجائزة على إحياء وتخليد إرث الرائدات والرواد الأوائل في مجال القضاء على ختان الإناث، وتشجيع الإنجازات المتميزة للشخصيات العامة، والاحتفاء بجهود المؤسسات والمنظمات المجتمعية في القضاء على ختان الإناث، وزيادة الوعي بالقضية وتشجيع فاعلين جدد. كما تم أيضا تكريم السفيرة مشيرة خطاب عن دورها الفارق من خلال رئاستها للمجلس القومي للطفولة والأمومة ثم توليها لوزارة الأسرة والسكان، وإسهاماتها في إرساء بنيه تشريعية وإحداث حراك مجتمعي وسياسي للتصدي لملف ختان الإناث.