قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان إن "دولة الإمارات ترحب بأية جهود لتهدئة التوتر في المنطقة". وأضاف خلال مؤتمر صحفي في أبوظبي مع هايكو ماس وزير خارجية ألمانيا "تتطلع الإمارات لأن ترى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين ومستقرتين، وتحققان الكثير من التقدم والنمو في المستقبل". وتابع "من المفيد أن نتواصل مع أصدقائنا في ألمانيا حول مختلف قضايا المنطقة ومنها قضايا تتعلق بإيران والسودان وليبيا واليمن وفلسطين". وأضاف أن "الاعتداء الذي طال أربع ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة داخل المياه الإقليمية للدولة لا شك أنه اعتداء على الإمارات وعلى الدول التي كانت تلك السفن تحمل أعلامها وهي الإمارات والسعودية والنرويج وأيضا على سلامة الملاحة البحرية". وتابع في التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء الإمارات "عندما وقع الحادث على السفن الأربع كانت هناك أكثر من 184 سفينة مقابل سواحل دولة الإمارات أمام إمارة الفجيرة حيث تعد هذه المنطقة المقابلة للإمارة ثاني أكبر منطقة لانتظار السفن في العالم بعد سنغافورة فهي المنطقة الأساسية التي يتم تزويد السفن فيها بالوقود وانتظارها قبل دخولها إلى مضيق هرمز". وأكمل "هذا الاعتداء يشكل الكثير من القلق ويرفع معه أيضاً التوتر في المنطقة ونحن في الإمارات نرحب بأي دور يقوم به زملاؤنا الألمان وغيرهم في تهدئة هذا التوتر ونتوقع أن تستمر دولة الإمارات والنرويج والسعودية مع بقية الشركاء الآخرين من دول أخرى في التعاون في التحقيقات وتزويد مجلس الأمن بالتفاصيل في المستقبل". وأضاف "بسبب التزامنا مع مجلس الأمن في الوقت الحالي، هناك اتفاق بأن تبقى مشاوراتنا خلف الأبواب المغلقة إلى أن يبدأ مجلس الأمن في النظر في هذا الموضوع بشكل مفتوح ونرغب في أن نكون مهنيين ومحترفين في إدارة هذه العملية ونترك القرار للمجتمع الدولي". وحول إيران والملف النووي خاصة مع زيارة وزير الخارجية الألماني إلى طهران، قال عبدالله بن زايد "لنجاح أي اتفاقية نعتقد أنه أولا لابد أن تكون دول المنطقة طرفا في هذا الاتفاق، وثانيا أن تكون القضايا الأوسع عن الملف النووي مشمولة في هذا الاتفاق إن كانت متعلقة بالصواريخ البالستية أو دعم الإرهاب والتطرف أو التدخل في شؤون الدول الأخرى ". وأوضح "نحن بالطبع لسنا طرفا في الاتفاقية ولكن هناك رزمة من القضايا التي تهم دول المنطقة لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار فيها قبل أن نتحدث عن ما هي النقاط التي لابد أن نبحثها". وقال "المنطقة عانت الكثير من الصراعات والحروب ونحتاج أن تكون هناك فرصة أكبر للدبلوماسية والحوار وفرصة أكبر للأمل خاصة للشباب ونحتاج جهود كبيرة من أصدقائنا وحلفائنا وألمانيا من الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن من أجل القيام بدور أكبر لنجاح هذه المساعي وأن نرى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين ومستقرتين وفيها الكثير من التقدم والنمو". من جانبه قال هايكو ماس إن "دولة الإمارات بلد محوري تلعب دورا مهما في العديد من القضايا بالمنطقة". وقال إن زيارته إلى دولة الإمارات جاءت بهدف تبادل الآراء مع الأطراف الفاعلة في المنطقة، مؤكدا الحرص على تخفيف حدة التوترات الراهنة في المنطقة حيث يجب على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤولياتها من أجل تجنب دوامة التصعيد بكل الطرق الممكنة. وأكد وزير الخارجية الألماني أن المباحثات تطرقت إلى الملف اليمني، وقال "نرى ضرورة حدوث تقدم في تطبيق اتفاقية ستكهولم بالسويد وحاليا هناك حالة جمود"، مشيراً إلى أن "دولة الإمارات ساهمت كثيراً في إحراز علامة فارقة في العميلة السياسية اليمنية مع إبرام اتفاقية ستكهولم". ونوه بأهمية عدم اهدار هذه الفرصة للمُضي قدماً في العملية السياسية برعاية الأممالمتحدة لأنها الفرصة الوحيدة لحل مستدام ومستمر ودائم. وعن الوضع في السودان قال إنه "يجب إيجاد طريق سريع للعودة إلى المحادثات وندعم جهود الاتحاد الأفريقي في هذا السياق". وحول الملف الإيراني، قال إن الاتحاد الأوروبي دائماً ما ينظر بعين الانتقاد إلى الدور الإيراني في سورية وكذلك اليمن وأيضا برنامج الصواريخ البالستية كما نؤمن كذلك بأهمية الحوار معها".