فى محاولة لتحسين العلاقات بين السكان المحلين وزوار مدينة أمستردام الهولندية، عقد الأربعاء الماضى حفل زفاف جماعى بين عدد من السياح والسكان المحليين فى أمستردام بكنيسة بوستهورن، حيث أطلقت هيئة الترويج السياحى للمدينة بالتعاون مع الشركات المحلية، حملة «تزوج من أمستردام» كأحد الأنشطة المقترحة فى «دليل السائح»، وهو كتاب وموقع إلكترونى تم إطلاقهما الأسبوع الماضى. فى تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، تشرح الصحفية المستقلة، ديبورا نيكولاس لى، تجربتها مع الزواج الوهمى القصير وتقول: «شاركت فى حملة تزوج من أمستردام وارتديت ثوب زفاف عتيق بذيل طويل، وعريسى المبتسم دائما جوليان دو بيرون (30 عاما) ارتدى قبعة طويلة، أشعر بالتوتر قليلا، لأننا التقينا منذ قليل فقط، لكننى مرتاحة فهو فى النهاية حفل زفاف وهمى». فى العام الماضى، قصد نحو 21 مليون زائر مدينة أمستردام، وأدت محاولات التعامل مع هذا العدد إلى ظهور حملات تحث على الاستمتاع بالمدينة واحترامها أيضا، مثل حملة «Enjoy and Respect»، التى تم إطلاقها فى يونيو 2018، والتى فرضت غرامات كبيرة على أفعال: الإزعاج، ورمى النفايات، والتبول فى الأماكن العامة. تصف إيلينا سيمونز، أحد مؤلفى دليل السائح، هذا التدفق البشرى من جميع أنحاء العالم بأنه «فرصة رائعة»، وتقول: «دعونا نفعل شيئا بكل هذه الطاقة وكل هذا التنوع، شىء جيد للبشرية وممتع فى الوقت نفسه.. إنه ملىء بالأفكار التى تجمع السياح والسكان المحليين معا وتشجع الزوار على استكشاف الأجزاء الأقل شهرة فى المدينة، وهو ما يمكن اعتباره أحد حلول مشكلة التكدس السياحى المتزايدة بوسط المدينة». ابتداء من شهر يونيو وإلى نهاية يناير، يمكن للزائرين المزايدة بمبلغ يبدأ من 100 يورو، على عروس أو عريس مختلفين يتم قيد أسمائهم كل شهر، الأمر الذى سوف يتيح لهم الاطلاع على جانب جديد من الحياة فى أمستردام خلال شهر عسل لمدة يوم واحد، فمثلا يمكن أن يصطحبهم شاميرو فان دير جيلد، العمدة الليلى بالمدينة (منصب مستحدث)، ليعرفهم على الحياة الليلية لأمستردام، فالمدينة تتمتع بسمعة عالمية فى الحياة الليلية بعد أن أصبحت «مدينة لا تنام»، أو أن تصطحبهم ناتاشا وهى مزارعة لتعرفهم على المساحات الخضراء المفضلة حول المدينة، ويمكن أن تشمل أنشطة أخرى كالقيام بجولة بالقارب فى المدينة، وصيد الأسماك من القنوات الواسعة بالمدينة. وتشير سيمونز، التى ترى أن الهدف الأساسى لحفل الزفاف هو تحسين العلاقات بين السياح والسكان المحليين، إلى أن هذا يساعد على تنقلهم إلى مناطق ذات شهرة أقل من وسط المدينة، مضيفة: «من المؤسف أننا نعيش فى عالمين منفصلين فنحن نتحرك فى نفس وسط المدينة، لكننا من الصعب أن نرتبط به أبدا». ويقول نيكو مولدر من هيئة الترويج السياحى للمدينة: «يمكن أن تكون السياحة أكثر من مجرد التقاط صورة سيلفى أمام أحد المعالم،... لا أقول إن أحدا لن يذهب إلى متحف فان جوخ بعد الآن، مثلا، ولكن من الإيجابى أن نرى السياح ومواطنى أمستردام معا، بدلا من أن يتحولوا إلى خصوم». ويشير جونا رينز، مؤسس «Wed and Walk»، وهى قاعة صغيرة لإجراء حفلات الزفاف الهزلية والوهمية منذ عام 2015، إلى أن «الفكرة تكمن فى أن السياح بإمكانهم الاتصال مع سكان المدينة وبناء علاقات معهم». تواصل ديبورا شرح تجربتها، وتقول: من المحتمل ألا يجعل زواجى من جوليان لهذا اليوم، من أمستردام مكانا أفضل، لكن رمزية الاتحاد بين شخص مقيم وسائح لها تأثير غريب.