بالرغم من أن النفايات شكلت خطرًا على بعض الدول، وسببًا في نشوب خلافات بين البعض الأخر، إلا أن هناك من استغلوها لتدر لهم الأموال لفترات طويلة من خلال استيرادها وإعادة تدويرها. ولكن، في الساعات الماضية هدد رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتي كندا، بإعادة أطنان من النفايات التي أرسلت إليها قبل سنوات، مؤكدًا أنه في حالة رفض كندا ذلك ستلقي بلاده النفايات في المياه الإقليمية الكندية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ووقعت الخلافات بين البلدين على شحنة القمامة، على خلفية التوتر الذي نشأ في العلاقات بين البلدين لانتقاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحرب الدامية على المخدرات، وهذا ما دفع الفلبين لتحديد مهلة 15 يومًا فقط لكندا حتى تسحب النفايات، مهددين باتخاذ قرارات تندم عليها الأخيرة. وعلى خلفية الصراع الأخير، تسترجع «الشروق» عددًا من الخلافات التي نشبت بسبب "حرب القمامة".. ماليزيا وإسبانيا: على شاكلة الواقعة الأخيرة، حدث الأمر نفسه خلال هذا الشهر بين ماليزيا وإسبانيا، حيث طالبت الأولى بإعادة النفايات إلى بلدها الأصلي، وقالت يو بي ين وزيرة الطاقة والتكنولوجيا والعلوم الماليزية إن بلادها سوف تبدأ في إعادة النفايات إلى إسبانيا، مشيرة إلى أن كل دولة مسؤولة عن النفايات البلاستيكية غير القابلة للتدوير؛ لأن ماليزيا أصبحت أرضًا للنفايات. وأضافت حينها: "بعض الخردة البلاستيكية المرسلة إلى ماليزيا تنتهك اتفاقية بازل، (وهى معاهدة للأمم المتحدة بشأن تجارة النفايات البلاستيكية والتخلص منها)، لذلك أعادت ماليزيا بالفعل خمس حاويات ضخمة من نفايات البلاستيك الملوث إلى إسبانيا". المغرب وإيطاليا: لم تكن الفلبينوماليزيا، هما فقط من قاما بوقف إعادة تدوير نفايات البلاد الأخرى في أرضهما، فالأمر حدث من قبل في عام 2016 بين المغرب وإيطاليا، حينما قررت الأولى وقف استيراد النفايات الإيطالية، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد الاتهامات التي وجهت إلى وزيرة البيئة المغربية من قبل بعض المواطنين، مؤكدين أن ما يحدث يحول بلادهم إلى "مزبلة للأوروبيين"، على حد وصفهم، وهذا ما يعرض صحة المغاربة للخطر. الصين: منعت الصين أيضًا أخذ أنواع كثيرة من النفايات، بعد أن كانت واحدة من أكثر الدولة المستوردة للنفايات لإعادة تدويرها، وهذا ما عاد بالضرر والخسائر على بعض البلاد مثل أستراليا والولايات المتحدةالأمريكية، حيث أن نفاياتهم من الورق والحديد والأجزاء الأتوماتيكية المستعملة والسفن القديمة لم يعد لها مكانًا داخل الصين، بعد أن تسببت في تلوث البلاد. حيث إن المؤسسة المسؤولة عن بيع الخردة الأمريكية كانت ترسل 31% من صادراتها إلى الصين، وفى بريطانيا معظم البلاستيك المعاد تدويره يرسل إلى الصين وهونج كونج. وقالت الشركة الأمريكية لإعادة تدوير صناعة القصاصات حينها إن المنع سيحدث فوضى في سلسلة المد العالمية، وربما يدفع المصانع إلى استخدام مواد جديدة أكثر من المعاد تدويرها.