دخل طالب دنماركي يبلغ من العمر 19 عاما في إضراب عن الطعام في محاولة لتسليط الضوء على الحاجة إلى سياسة أكثر جرأة في تلك الدولة الاسكندنافية من أجل حماية المناخ، وذلك قبيل الانتخابات العامة المقررة في البلاد في حزيران/يونيو المقبل. وقال ميكيل بريكس لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) في مقابلة عبر الهاتف من مسقط رأسه، مدينة فريدريكشافن في جوتلاند: "أريد أن يستيقظ الساسة في الدنمارك وأن يقوموا أخيرا بعمل من أجل حماية المناخ". وأوضح بريكس أن احتجاجه سيستمر حتى الخامس من حزيران/يونيو المقبل، عندما يتم إجراء الانتخابات العامة في البلاد، مشيرا إلى أنه جرى تجاهل أزمة المناخ على الصعيد السياسي لفترة طويلة، ولكنها صارت الآن صارت موضع نقاش، على الاقل. وأضاف: "لكن ما نحتاج إليه هو بعض الإجراءات الحقيقية". وكانت آخر وجبة ساخنة تناولها بريكس مساء يوم الاثنين الماضي. وفي اليوم التالي، أعلن رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكه راسموسن، موعد إجراء الانتخابات، مما أدى إلى بدء الحملة الانتخابية الرسمية، ثم بدأ بريكس إضرابه عن الطعام. وتشير الاحصاءات إلى أن المناخ والبيئة هما القضيتان الرئيسيتان بالنسبة لناخبي الدنمارك، سواء في الانتخابات العامة في بلادهم أو انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة يوم 26 من أيار/مايو الجاري. ويقول بريكس إن الاحتجاجات الدولية التي ينظمها الطلاب من أجل المناخ، والتي تعتبر الناشطة السويدية جريتا ثونبرج مصدر إلهامها، قد جعلت ساسة الدنمارك يدركون أن الجيل الأصغر سنا يتعامل مع القضية بصورة جدية. وتقوم ثونبرج التي تبلغ من العمر 16 عاما، منذ أغسطس من عام 2018، بتنظيم احتجاج أسبوعي أمام البرلمان السويدي في العاصمة ستوكهولم، وهي تحمل لافتة مكتوب عليها بخط اليد: "إضراب مدرسي من أجل المناخ". ومنذ ذلك الحين، شهدت أكثر من 1600 مدينة وبلدة في أكثر من 100 دولة في أنحاء العامل احتجاجات مماثلة. وتطالب الحركة الشبابية السياسيين ببذل المزيد من الجهود من أجل التعامل مع التغير المناخي، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، حتى لا يتجاوز 5ر1 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الأكثر طموحا بالنسبة لاتفاق باريس للمناخ الذي صدقت عليه 195 دولة في عام 2015، والذي يهدف إلى التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري. وقال بريكس: "إننا نتحدث عن مستقبلنا." وبعدما ذكرت ثونبرج بريكس وإضرابه عن الطعام على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أصبح أمام الطالب الدنماركي فرصة المشاركة بصوته في المناقشات؛ حيث قال بريكس إن هناك العديد من السياسيين الذين تواصلوا معه لرغبتهم في التحدث معه بشأن أزمة المناخ. وقال بريكس إنه يستعد لخوض امتحانات المرحلة الثانوية وإنه سيركز على العمل كناشط لمدة عام، بعد الانتهاء من المدرسة. ويعتزم بريكس تنظيم احتجاجات في مدن دنماركية خلال الاسابيع المقبلة. وقال الطالب إنه بدأ يأكل وجبات أقل فأقل، في إطار استعداداته للقيام بالإضراب عن الطعامن وأوضح أنه كان في حالة جيدة جدا بعد أن أمضى الأيام القليلة الأولى من الاضراب بدون طعام، مضيفا: "أنا متعجب لعدم شعوري بالجوع. استيقظ في وقت مبكر وأشعر بكثير من الطاقة". ولكن الفتى يدرك أيضا المخاطر التي قد تنجم عن هذا، فإذا أصيب بالاعياء وانتهى به الامر في المستشفى، سينهي إضرابه عن الطعام. وفي ذلك الشأن يقول بريكس: "يجب أن أكون حذرا، الناشط الميت ليس ناشطا جيدا." وفي إطار الاحتياطات التي يقوم بها، سيساعد صديق جيد في متابعة حالة بريكس، كما سيساعده في نشر تحديثات منتظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن الفتى الدنماركي ينصح الآخرين بعدم اتباع خطاه، حيث يقول: "لا أوصي أحدا بالإضراب عن الطعام. إنه أمر خطير".