فانوس رمضان هو أحد المظاهر الرمضانية الشعبية في مصر، فتتزين به الشواع أحتفالا بقدوم شهر الخير والبركة، ويحتفل به الأطفال في أشكاله المختلفة، ويعد هو المعني الحقيقي لرمضان بالنسبة لهم. وللفانوس أصل في ظهوره، فهود يعود إلي الدولة الفاطمية، عندما أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها، وهناك رواية أخرى تقول أنه خلال ذات العصر لم يكن يسمح للنساء بترك منازلهم إلا في شهر رمضان، فكان يخرج أمامهم ولد صغير يحمل فانوسا لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا، وبعد انتهاء الدولة الفاطمية ظل الأطفال متمسكين بتقليد الفانوس، حيث يحمل الفوانيس بأشكاله المختلفة ويمشون في الشوارع ويغنون، ولكن ظل الفانوس البلدي القديم يحتفظ بقيمته وسط هذا الكم الهائل من التكنولوجيا. "الفانوس هو فرحة رمضان، العيال الصغيرة متعرفش رمضان من غير فوانيس"، بهذه الكلمات بدأ عم رفعت، حديثه مع «الشروق» حول مهنته التي توارثها عن أجداده، ومازال حريص أن يورثها إلي أبنائه، "علشان نفضل نحس برمضان زي ما كنا بنحس بيه زمان وأحنا عيال صغيرة". وورث "عم رفعت" البالغ من العمر 60 عاما، مهنة صناعة الفوانيس عن والده من أكثر من ثلاثين عاما، حيث تعلم جميع "سمكرة" الفوانيس في مدينة الزقازيق علي يد والده، ويأخد منه كل عام تجار القطاعي للبيع خلال الموسم الرمضاني. وأضاف "صانع الفوانيس": "دلوقتي الدنيا اتطورت بقي كله شغل كمبيوتر وعليه آيات قرأنية، لكن إحنا زي ما بدأنا الأول بنعمل الفانوس السهراية واللمبة الفلاحي بأنواعه وأشكاله المختلفة، في نوع اسمه فانوس الشمامة، وفانوس أبو العيال، فانوس برج، فانوس شويبس، ولوتس". وتابع أنه مع انتهاء الموسم الرمضاني فيبدأ التحضير للعام القادم، حيث أن هناك تجار جملة يأخذون منه ثم يصدرون لبلاد عربية أخرى، ويعرض أيضا أعماله في شرم الشيخ والغردقة والمناطق السياحية. ويستخدم "عم رفعت"النار والألفونية والصفيح والصاج والقصدير للحام الصاج مع بعضه البعض، مضيفا أنه يختلف أطوال الفوانيس حسب الطلب، فيبدأ من ربع متر ونصف متر وصولا إلى 12 متر.