عم رفعت السمكرى.. فانوس على باب الكنيسة والمسجد الفانوس هو أهم ما يميز شهر رمضان عند المصريين، ومع الغزو الصينى لسوق صناعة الفوانيس، إلا أن صانعى الفانوس المصرى القديم قرروا الصمود وعدم ترك الساحة للفانوس الصينى، السمكرية وهم معشر صانعى الفوانيس، اتفقوا بشكل غير معلن على مواجهة تلك الهجمة الصينية على الفانوس المصرى التاريخى، وفى الموسم الحالى عاد الفانوس الصاج للظهور وعودته لمكانته مرة أخرى، بعد تجديده وتحديثه وإدخال بعص التجديدات العصرية عليه. رفعت أحمد محمد السمكرى، صانع فوانيس بالزقازيق، صاحب واحدة من أقدم ورش الفوانيس بمحافظة الشرقية، يقول إنه ورث المهنة عن أبيه وأجداده، ويعمل بها منذ الطفولة، وبدأت رحلته مع صناعة الفانوس في عمر 9 سنوات، فكان أول ما رآه هو شغف أبيه وجده بالصناعة، التى يتوارثونها من فترة تقارب120 عامًا، فعمل بصناعة الفانوس حين كان يعتمد فى إضاءته على الشمعة إلى الآن حيث تطور بشكل كبير فدخلت عليه طباعة الصور الشخصية والمشاهير. وحدد وقت الظهور الأول للفانوس إلى العصر الفاطمى، وكانت تحمل فى هذا الوقت اسم «القناديل » وذات طابع مختلف بعض الشىء عن الفانوس الحالى، حيث كانت تضاء بالزيت مع قدوم شهر رمضان. ويضيف أن عملية الصناعة تعتمد على أشياء أساسية وبسيطة فى نفس الوقت وهى الكاوية والوابور والمطرقة والمقص والصفيح والقصدير، مع مدخلات أخرى مثل الزجاج الملون، وبعض من تلك الأدوات والخامات تصنع محليًا، والبعض الآخر تستورد من الخارج مثل القصدير والزجاج الملون وبعض أنواع اللحام، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار الفانوس. ويستكمل قائلآ إن الفانوس يمر بعدة مراحل للتصنيع ليصل إلى الشكل النهائى، وتبدأ بمرحلة التقطيع، وفيها يتم تقطيع الصفيح بطريقة ينتج عنها أشكال وزوايا وأضلاع متناسقة ومتشابهة فى الطول والحجم، تختلف حسب الطلب. يعتقد الجميع أن صناعة الفوانيس صناعة موسمية مرتبطة بشهر رمضان فقط، إلا أن عم رفعت يحاول تصحيح تلك الفكرة شارحًا أنها تستمر طوال العام، فبعد انتهاء الموسم الرمضانى يدخل مرحلة جديدة أطلق عليها مرحلة «التفنين » وفيها يفكر فى تطوير وابتكار أشكال ونماذج جديدة، وتنفيذها ومن ثم تخزينها لعرضها وبيعها فى الموسم الجديد، وتبدأ تلك المرحلة من يوم عيد الفطر إلى بداية شهر رجب من العام. وعبر عن حزنه لما تواجهه المهنة من مخاطر قد تصل بها إلى الانقراض، ومن تلك المخاطر غلاء تكاليف الصناعة، وهو ما حاول التغلب عليه بتعليم أبنائه للمهنة وزرع حبها فيهم للمداومة عليها. واختتم حديثه لافتًا إلى أن شراء الفوانيس لا يخص المسلمين فحسب وبعض من يضعونها على المساجد، فهو لديه الكثير من الزبائن الأقباط، المداومين على شراء الفوانيس سنويًا وإهدائها لجيرانهم المسلمين ومشاركتهم فرحة الصوم، ومنهم الكنيسة فى الزقازيق التى تطلب منه فانوسًا كبيرًا للغاية قد يصل طوله إلى مترين لوضعه على أبواب الكنيسة احتفاًل بالشهر الكريم.